الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض العمل!

2 يونيو 2007 01:27
بالرغم من أن اللافتات واللوحات الإعلانية ما تزال في مكانها، إلا أن معرض التوظيف قد انتهى ولم يضف للأمل أملاً، بل قد أنقص عددها! لقد دفعني الفضول لحضور هذا المعرض منذ اليوم الأول لبدئه· فلطالما تساءلت عن حقيقة برنامج ''أو مشروع'' التوطين في المؤسسات، وما هو العدد الفعلي للعاطلين عن العمل وكيف يتم التعامل معهم؟ وهو أمر دفعني لحضور هذا المعرض· وبالفعل توجهت برفقة قريبة لي للمعرض، لملامسة الواقع عن قرب، وأيضاً لملامسة أحلام وطموح فئة تلهث خلف الفرص· ولكي يصبح الواقع أكثر فاعلية، تقمصت دور تلك القريبة التي لا تملك من الشهادات والخبرات سوى شهادة الثانوية العامة وموهبة حرفية ومؤهلات جادت بها عليها الحياة بعد أن نسيتها! (وهو واقع فئات كثيرة عاصرت فترة ''العيب'' واعتصرتها فترة ''الخبرة'')· سأوجز بعضاً مما شاهدت في هذه الأسطر التالية: ü آباء وأمهات يتدافعون أمام البوابة مسرعين، على أمل الحصول على وظيفة لتلك الابنة أو الابن· ü فتيات لا تتجاوز أعمارهن العشرين (وأكاد أجزم أنها لم تصل حتى للعشرين) تعتلي منصة الوظيفة تحاور (أو بالأحرى تحاكم) عاطلاً عن العمل قارب الأربعين! ü منابر ذهبية خصصت في زوايا استراتيجية كتب عليها ''ضع سيرتك الذاتية هنا''، وكأن الورقة أصبحت تغني عن الإنسان وتصفه أحسن وصف· ü السيرة الذاتية باللغة العربية مرفوضة ولا تليق بالمستوى، ومن يحملها هو إنسان غير مؤهل للوظيفة بغض النظر عن الشهادة أو المحتوى! ü أنت خريج ثانوية عامة إذاً أنت ''قاصر'' والحديث معك ''ضائع''! (إلا إذا حملت خبرة عمل 6 سنوات·· كيف وأنا أصلاً عاطل عن العمل!)· بصراحة لن نجد حلاً لقضية العاطلين عن العمل إلا إذا بحثنا عن أسبابها وحاولنا إيجاد حلول لها، كما أن عملية طرح حلول مستقبلية لا تساهم بأي شكل من الأشكال في إيجاد حل للمشاكل الحالية، وعملية تغيير المناهج والتخصصات وأسواق العمل الجديدة قد تساهم في مساعدة العاطلين عن العمل في المستقبل، ولكن ماذا عن الحاليين! كيف يمكنك إيجاد حل لفتاة تخصصت في مجال أصبح مكتفيا (وإن كان فقط اكتفاء شكليا وعمالة مبطنة)!، وكيف يمكنك إيجاد حل لرجل خسر وظيفته في سن الأربعين كان قد نالها في شبابه في وقت لم يتوفر له فيه التعليم! والأمثلة كثيرة وكثيرة وواضحة ولا تحتاج لا لسرد مني ولا إحصائيات! إخوتي وأخواتي العاطلون عن العمل، بالرغم من صعوبة ما يجب أن تقوموا به الآن، بعد هذه المناورات غير المجدية مع واقع لا يفهم إلا لغة المال والربح والخسارة، إلا أن الحل الوحيد أمامكم هو إما التنازل أو العمل الخاص أو العودة الى مقاعد الدراسة والبدء من الصفر· ضبابة سعيد الرميثي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©