الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش الأميركي يعلن انتهاء الحرب رسمياً في العراق

الجيش الأميركي يعلن انتهاء الحرب رسمياً في العراق
16 ديسمبر 2011 14:22
بغداد (وكالات)- أنهى الجيش الأميركي رسميا الحرب في العراق أمس وأنزل علمه وعلم الولايات المتحدة إيذانا بانتهاء مهمة استمرت 8 سنوات و8 أشهر و26 يوما، وبدأت بالاجتياح الذي أسقط الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، ليحل محلهما علم العراق، في مراسم حضرها وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا والسفير الأميركي في العراق جيمس جيفري، بالإضافة إلى قائد القوات الأميركية في العراق لويد أوستن، وكبار القادة الأميركيين. وقال بانيتا أمس في احتفال أقيم في بغداد بمناسبة الانسحاب الرسمي للقوات الأميركية إن العراق سيكون “مسؤولا مسؤولية كاملة عن توجيه مساره إلى مستقبل ينعم بالازدهار”. واستشهد بما تحقق للقوات العراقية من “تقدم ملحوظ” قائلا إن القوات الأميركية تترك وراءها عراقا “حرا من الطغيان”. وحذر من “أن العراق سيواجه اختبارات في الأيام المقبلة من قبل الإرهابيين والأشخاص الذين يعملون على تقسيمه”. وكان بانيتا وصل في وقت سابق أمس إلى العاصمة العراقية في زيارة مفاجئة للاحتفال بانتهاء المهمة العسكرية في العراق التي استمرت قرابة تسعة أعوام. وتابع مخاطبا القوات الأميركية والمسؤولين العراقيين الذين حضروا مراسم التسليم “لقد أعيد بناء الجيش والشرطة العراقيين وهما قادران على مواجهة أي تهديدات”. لكنه شدد على أنه “سيتم اختبار العراق في الأيام المقبلة” مشيرا إلى أن وجود تحديات مثل الإرهاب والاقتصاد ومطالب الديمقراطية. وأكد بانيتا أن مهمة العراق بعد الانسحاب الأميركي هي إدارة أمنة بالشكل الحقيقي، واعتبر أن الوصول إلى عراق مستقر وذي سيادة، كان نتيجة تضحيات الجنود الأميركيين. وأضاف أن “تضحيات الولايات المتحدة والعراقيين كانت كبيرة جدا للوصول إلى هذه اللحظات”، لافتا إلى أن “الولايات المتحدة ترحب بالصفحة الجديدة بالعلاقات مع العراق للوصول إلى احترام متبادل”. وأشار إلى أن “الولايات المتحدة لن تنسى تضحيات أكثر من مليون أميركي وأميركية خدموا في العراق، فضلا عن التضحيات التي قدمتها أسرهم بعد عمليات الانتشار والتوزيع في العراق وبعدها عملية الانسحاب”، مبينا أن “هؤلاء قاموا بواجباتهم المحتمة عليهم للوصول إلى ما نحن عليه الآن في بغداد وكافة عموم العراق”. وتابع بانيتا أن “الولايات المتحدة قامت بتأمين البلد وساعدت الشعب العراقي بإنهاء وجود دكتاتور لينطلق العراق إلى السلام والازدهار لمستقبل واعد لأبنائه”، مشيرا إلى أن “ما كان موجود في أيام الحرب عام 2003 عندما قرر الرئيس جورج بوش دخول العراق هي أعمال عنف وأمور صعبة تمكن العراق بالتعاون مع الولايات المتحدة من التغلب عليها”. وكان بانيتا أكد خلال احتفالية تسليم إحدى القواعد المركزية الأميركية في بغداد إلى الجيش العراقي، إن “العراق سيمر خلال الأيام المقبلة بفترة اختبار لاسيما في مجال الاقتصاد والقضايا الداخلية وبعض المطالبات الديمقراطية”، مؤكدا أنه “سيواجه تحديات كبيرة خلال الفترة المقبلة”. وقال إن “الولايات المتحدة ستبقى في العراق وستكون داعمة للشعب العراقي وتواجه تلك التحديدات لبناء بلد آمن ومستقر”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة ستعمل على توطيد علاقتها مع العراق وندعم قواته الأمنية”. وتابع أن “الدعم سيستمر وصفحة العلاقات الدبلوماسية ستبقى وتستمر للعمل وسنبقى نعمل على التحديات التي يواجهها العراقيون مع المتشددين والإرهابيين”، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ستبقى “وتعمل مع العراقيين في الشرق الأوسط لبناء عراق مستقر”. وأشار بانيتا إلى أن “الولايات المتحدة لن تترك تلك التضحيات والإنجازات لأي شخص يحاول إنهاء تلك النجاحات العراقية”، مؤكدا أن “هذا اليوم هو للعراقيين الذين يتطلعون للمستقبل آمن ومزدهر وليس للولايات المتحدة”. وقال بانيتا في تصريحات للصحفيين قبيل وصوله إلى بغداد إن “العراق يملك اليوم جيشا يستطيع مواجهة التهديدات، لن يكون من السهل أن يواجه البلد تحديات مثل الإرهاب، والانقسامات الاقتصادية والاجتماعية، لكننا وفرنا لهم فرص النجاح”. وكانت مراسم إنهاء الوجود الأميركي في العراق أقيمت في مطار بغداد الدولي، حيث أنزل علم الولايات المتحدة وعلم الجيش الأميركي ورفع مكانهما العلم العراقي كخطوة أخيرة في مسار الانسحاب العسكري الأميركي الكامل بعد نحو تسع سنوات من اجتياح البلد. جهته قال أوستن أن حفل أمس “هو حدث تاريخي”، موضحا أن الولايات المتحدة “زرعت بذور الديمقراطية فيما كان العراق يكتب دستوره ويجد العراقيون أصداء لأصواتهم”. ولا يزال هناك أقل من أربعة آلاف جندي أميركي في العراق من المفترض أن ينسحبوا بالكامل من البلد بحلول نهاية العام الحالي. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول إن حرب العراق تمثل “نجاحا باهرا تطلب تسع سنوات”، مشيرا في الوقت ذاته إلى “العمل الشاق والتضحيات” التي رأى أنها كانت ضرورية لتحقيق ما تحقق. وتابع “ندرك جيدا الثمن الباهظ لهذه الحرب، أكثر من 1,5 مليون أميركي خدموا في العراق وأكثر من 300 ألف جرحوا وهناك آخرون أصيبوا بكدمات لا تراها الأعين”، في إشارة إلى الجنود الذين عانوا من اضطرابات نفسية لدى عودتهم إلى بلادهم. ورحب أوباما أمس الأول ببعض القوات الأميركية العائدة من العراق في إعلان رمزي عن نهاية الحرب، ولم يصل في خطاب ألقاه أمام الجنود في قاعدة فورت براج بولاية نورث كارولاينا إلى حد إعلان الانتصار في العراق، لكنه وصف إنهاء الصراع بأنه “إنجاز غير عادي”. وقال أمام نحو ثلاثة آلاف من الجنود الذين تجمعوا في حظيرة للطائرات “إنهاء حرب أصعب من بدئها”، مضيفا أنه انه “رغم التساؤلات الكثيرة بشأن ما إذا كان من الصواب أن تجتاح الولايات المتحدة العراق أم لا، فإن آخر الجنود الأميركيين سيعبرون الحدود خارجين من العراق مرفوعي الرأس، بالطبع لن يكون العراق مكانا مثاليا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©