الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد سلماوي: الثقافة قاعدة رئيسية لمشروع الإمارات التنموي

محمد سلماوي: الثقافة قاعدة رئيسية لمشروع الإمارات التنموي
30 ديسمبر 2015 13:43

وجوده الصحفي مندوبًا عن جريدة «الأهرام »في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، منحه فرصة متابعة حدث تاريخي، وهو حضور لحظة إعلان انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المجتمع الدولي. لعب دورًا رئيسيًا في انتقال الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى مقرّه الجديد في الإمارات.

من أوائل الكتاب العرب الذين دقّوا أجراس التحذير من خطورة الإرهاب باسم الدين، وسيبقى له أن في روايته الأشهر "أجنحة الفراشة" تنبأ بثورة 25 يناير، وهي الرواية التي ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، ومؤخرًا تم الاتفاق معه على ترجمتها إلى «الأوردية»، هو الكاتب الصحفي محمد سلماوي، الأمين العام السابق للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب.

يقال إن العلاقة الوجدانية مع الامارات جعلتك متحمساً لتوليها الأمانة العامة للأدباء والكتّاب العرب؟

- علاقتي مع الإمارات، أعتبرها خاصة جدًا، تعود إلى وقت قيام الدولة، كنت في نيويورك، تحديدًا في ديسمبر 1971، وكنت مكلفا من جريدتي «الأهرام»، بمتابعة دورة الأمم المتحدة وموضوع السكرتير العام الجديد آنذاك النمساوي كورت فالدهايم، الذي انفردت معه بحوار، نقلت عنه كل وكالات الأنباء والصحافة العالمية. كان يعقد يوميًا مؤتمر صحفي تعرض فيه أهم التطورات السياسية والدولية. وأذكر جيدًا أن فرحتي كانت كبيرة، وأنا في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه قيام دولة عربية جديدة اسمها الإمارات العربية المتحدة. هذا الحدث لا يفارق ذهني، كما يشاهد الإنسان مولد طفل فيصير دائمًا مرتبطًا بهذا الطفل عاطفيًا ووجدانيًا. هذا هو شعوري نحو الإمارات، التي شهدت مولدها على الساحة الدولية، حين أعلن قيامها في الأمم المتحدة. وأعلن انضمامها لمنظومة الدول الأعضاء لهذه المنظمة الدولية، بجانب أن هناك حراكا ثقافيا في الإمارات، يجعلني مطمئنا تماما على مستقبل الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وهو ينتقل إلى مقرّه الجديد، في دولة الإمارات، لأنه ينتقل إلى دولة تشهد نموًا ثقافيًا مطردًا ومتزايدًا، مع مرور الأيام، وهذا سيعود بالنفع على الوطن العربي كله.

بعيدًا عن علاقتك الوجدانية مع الإمارات، كيف تنظر للتجربة التنموية لهذه الدولة الفتية؟

- تميزت الإمارات مثل بقية دول الخليج، بأنها وظّفت مواردها المالية وثرواتها الطبيعية في خدمة المواطن الإماراتي. وقد شاهدت من الدول من هي في ثراء دول الخليج، مثل ليبيا مثلًا في عهد القذافي، وكانت تمتلك موارد وثروات هائلة. لكني كلما كنت أزورها، كنت أصاب بكثير من الأسى والإحباط، تجاه البؤس الذي يعيشه الشعب الليبي، وأتعجب كيف وسط هذا الثراء تكون الحياة هكذا بائسة لأصحاب البلد. هذه ظاهرة غير موجودة في دول الخليج، والإمارات واحدة منها، وهذا أحدث نوع من التنافس في التنمية بين مختلف دول الخليج، انعكس بالطبع على إثراء الأمة العربية، اقتصادياً واجتماعياً وثقافيًا.

هل حظيت الثقافة بما يليق بها في المشروع التنموي لدولة الإمارات؟

- كان واضحًا لدى قيادات الإمارات، أن التنمية لا تكون فقط بانتعاش التجارة، أو إنشاء الفنادق، وإنما التنمية الحقيقية، هي التنمية الشاملة التي تكون الثقافة هي قاعدتها الرئيسية. لذلك، وجدنا إلى جانب الأبراج التي شيّدت، والتجارة التي راجت، ومراكز المال، أن هناك أيضًا نهضة ثقافية، أصبحت أهم الجوائز تمنح الآن في الإمارات سواء في الصحافة أو الرواية أو الفنون، الكتب والنشر، إضافة إلى المهرجانات الثقافية المتعددة التي تقام في شتى أرجاء الإمارات. هناك نهضة ثقافية قائمة لا يمكن أن نغضّ عنها الطرف.

«حينما يكون الحاكم مثقفًا» عنوان مقال صحفي كتبته عن صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أشعر أن في العنوان تحديداً مقصوداً؟

- فعلا.. عبد الناصر مثلًا: كان رجل سياسة، في الأساس، وليس رجل ثقافة، لكنه كان على وعٍ كامل بأهمية الثقافة ودورها، وكان يعتمد عليها بشكل كبير جدًا، ويعتبرها جزءًا من رؤيته. في المقابل، صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي لا يؤمن فقط بالثقافة ودورها، لكنه يمارسها، له كتاباته الإبداعية في الأجناس الأدبية المختلفة، من مسرح ورواية ومؤلفات تاريخية، هو مثقف وليس حاكما فحسب. يؤمن بالثقافة ويدرك أهميتها، ودورها ويجلّها. وهنا، كان سبب عنواني «حين يكون الحاكم مثقفًا» ولم أقل «حين يدرك الحاكم أهمية الثقافة». صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي يمثل نموذجًا نادرًا بين الحكام العرب، وهذا أهم أسباب جعل إمارة الشارقة منارة ثقافية كبيرة على مستوى منطقة الخليج والوطن العربي كله.

«مسدس الطلقة الواحدة».. كتاب يضعنا أمام ما حدث في عام حكم الإخوان، لكن دعني أسألك، لو استمر الإخوان في الحكم، كيف كان سيبدو شكل مصر؟ - لن تكون على الخريطة دولة اسمها مصر، لأن رؤيتهم ومشروعهم، ما يسمونه «خلافة إسلامية» تذوب فيها كل الدول، ولا تصبح هناك دولة بالمعنى الحديث المتعارف عليه للدولة. ولا ننسى عبارة مرشد الإخوان «طز في مصر» كان يقصد عبارته جيدًا، ويعبّر بها عن فكره وفكر جماعته. لذلك، لم يكن غريبًا موافقتهم على المشروع الذي تقدمت به أميركا وإسرائيل، بأن يمنح الرئيس المخلوع محمد مرسي للفلسطينيين جزءًا من سيناء يقيموا به إمارة إسلامية. وبذلك، تقوم الدولة الفلسطينية وتحل مشكلة إسرائيل، وتحصل على الضفة الغربية المحتلة. وأول من حدثني في هذا الموضوع، الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، عند زيارته مصر، وأخبرني أنه ناقش مع مرسي خطورة هذه الخطوة على الأمن القومي المصري، لكن ..مرسي رد ردًا مفجعًا: وإنت مالك!

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©