الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين هم الآن؟

29 ديسمبر 2015 02:33
اقتبس من مقالة الأستاذ ناصر الظاهري مقدمة مقالة (برياني لبناني) علينا أولاً أن نؤمن بأن فترات التجريب والاجتهادات الخاطئة في تسيير أعمالنا، وتدبير شؤوننا، واستيراد العقول المفكرة، والأيادي المخططة، يفترض أنها قد انتهت منذ زمن طويل بعد أن أمضينا تقريباً نصف قرن، كان كافياً ليكبر الأولاد، ويتعلم الأبناء، ويكسب المتعاملون المواطنون الخبرة، لكي يسيّروا الدفة في كل شؤون مجتمعنا.. ولكن يا أستاذ ناصر نسيت أننا لم نظل على حالنا فقد تغيرنا نحن أيضاً مثلما تغير ما حولنا، حيث تغيرت أجسادنا الضئيلة الصحية المتوثبة للعون والفزعة إلى أجساد خدرتها الأعمال المكتبية وبرزت معها كروش كاريكاتيرية قتلت فينا هبة الريح والله يرحم أيام كان الشخص يطلب المساعدة، فتجد إخوان شما عشرة «يتحزمون» من أجل قضاء حاجة السائل واختفت كلمات «تم وأزهله» وجاءت كلمة «بنشوف كيف وبنحاول» لقد تغيرنا يا أستاذي مثلما تغيرت فرجاننا وحوارينا بفعل نظام التطوير العمراني فغاب الصديق وسابع جار وحل محلة جار يتغير حسب المواسم والوضع الاقتصادي. لقد تغيرنا مثلما تغيرت أمراضنا الخفيفة والبسيطة إلى أمراض الرفاهية والتطور من سكري وضغط وتخمة وسرطانات وحسد وضيقة نفس لقد تغيرنا مثلما تغيرت أمهاتنا من الحرص والشدة والتربية الصالحة إلى الدلع «والبزى الزايد» والاعتماد على الخدم في كل شيء. لقد تغيرنا مثلما تغير تعليمنا من (قف للمعلم وفه التبجيلا إلى معلم لا لون ولا طعم وبعد أشقر). وترسل أبناء: لمدارس خاصة فقط لتنشد الاستقرار التعليمي وليس كل يوم تجربة وحكاية. لقد تغيرنا مثلما تغيرت ثقافة العيب والمنقود والسنع إلى كل شيء عادي والبنت صغيره والأمور طيبة فأصبحت نسبة الطلاق والعنوسة حدث ولا حرج. لقد تغيرنا مثلما تغيرت المجالس التي كانت في يوم من الأيام مدارس ليصبح الولد في مجلس أبيه يلعب بالآي باد والأب يصب قهوة على الضيوف (هذا إذا فتح مجلسة أصلاً للضيوف وهذا إذا كان هناك ضيوف لا يجتمعون إلا في كوفي شوب)، ولكن هذا لا يعني أنها خلت من أصحاب الالتزام وصدق المعاني ورجال عند الشدائد ولكن لم يعودوا بالكثرة السابقة حيث غيرتنا الثقافات الوافدة، فكم جميل أن نعود لثقافتنا وعادتنا الجميلة وفهمكم كفاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©