الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القصيدة ملاذاً للبوح والشكوى

القصيدة ملاذاً للبوح والشكوى
28 ديسمبر 2015 23:21
محمود عبدالله (أبوظبي) جميل أن يحاصرنا الشّعر من كل الجهات، ولكنك إذا أردت أن تقوله، فلتكن له شخصيته وهويته، وأن يكون ذا نسق، يفهمه المتلقّي العادي، ولعل هذا ما نودّ الهمس به لفرسان الحوارية الشعرية الثالثة، التي انعقدت أمس الأول في قاعة الماس بفندق الشاطئ روتانا، بحضور الشاعر حبيب الصايغ رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب العرب، في إطار «مهرجان سلطان بن علي العويس الشعري» المصاحب للنسخة السادسة والعشرين لمؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، في أبوظبي. قدّم الأمسية وأدارها الصحفي الموريتاني منّي عبد القادر بونعامة، بإطلالة مهيبة أنيقة للشاعرة الإماراتية حمدة خميس التي قرأت عناوين: هوية، حكمة الجنون، رؤيا، ترحيب، التوأم، مدّ وجزر، الطيف. وهي قصائد تدور حول ثيمة الغياب والذات الشاعرة، مقدمة آفاقاً تجريبية جديدة، معبرة عن مشاعر وأحاسيس المرأة الباحثة عن الحقيقة والجمال والدهشة في الكون والطبيعة، باحثة عن حدود غير بشرية وغير مكانية، راسمة واقعاً متخيلاً تنشد فيه الخلاص والنجاة، مع وعي ذاتي بحرقة الأنا، واغتراب الذات، وفي أنسنة لفظية بارعة تأخذ بالمفردة إلى مناطق شائكة مليئة بالدهشة وسؤال الحياة، حيث تقول في قصيدتها «هل أشبه البحر»: «وأنا امرأة لا أشبه البحر/‏ لكن لي موجي/‏ ولي مدّي وجزري/‏ ولي اعتصافي وأهوالي/‏ ولي غموض الموت والميلاد/‏ وفتنة اللؤلؤ ورقّة الماء/‏ إذ ينساب في دعة/‏ هل أشبه البحر/‏ أم أنّ البحر يشبهني!». ثم أخذنا الشاعر اليمني الدكتور مبارك سالمين سالم إلى مدينة عدن، وبها يهتف باسم بلاده شجنا، في قصيدته «ما المدينة إن لم تكن عدن» وأتبعها بثانية بعنوان «مخطوطات: إليك أيها الجسد». وفي قالب درامي معاصر يقوم على فن التشخيص، ويدين كل أشكال العنف الدموي، يعيدنا الشاعر المصري أحمد محمود مبارك إلى أول قصة قتل تحدث على الأرض، بقصيدته «رثاء لقابيل» وكان أروع ما فيها ذلك الشجن الشفيف والإلقاء المشبع: «آه قابيل/‏ أنت حيّ وميت/‏ منذ أن شقّ نصلك صدري/‏ وصمة الإثم في يديك/‏ أراها في عيون الأعداء/‏ نجمة بشر». وألقى الشاعر الكويتي محمد البغيني قصيدتين من شعر السيرة، المنتمية إلى أدب الرحلات، عن نساء التقاهن في أسفاره إلى مدن أوروبية: إلى راهبة، إلى لورين. وينفرد الشاعر الجزائري نور الدين طيبي بأنّه لا يغرف من بحر، بل ينحت معناه من برق اللغة الوامضة الباذخة ومن حوار الومضة، كما في قصيدتيه: قالت كرهت المكان، ومتاهة. وتأتينا تجلّيات الشاعر التونسي الهادي القمري رهيفة شفافة، رغم الدم والوجع لكنه ينتهي دوماً إلى فرح، كما في: أنا الغزل، جند أصابع كفّها، إلى العراق، نمر على الذكريات. ويوقظنا الشاعر الأردني الدكتور عصام السعداوي، عميد معهد المشرق للدراسات الجيوسياسية، بشعر كأنه مرآة مقلوبة إلى الخلف (كنا) في وضع الأسف غير المصرح به عما إليه (صرنا)، إذ تتكئ القصيدة عند الشاعر على أحلام الماضي الجميلة الموؤودة مديرة ظهرها (للراهن) دون أن تفضحه وتعريه تاركة مهمة ذلك للقارئ، على نحو ما في قصيدته التي أهداها إلى روح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، بعنوان «انصرفوا»: «اتركوا حروف قصائدنا المجنونة/‏ اتركوا لنا أقدارانا وأقمارنا/‏ خذوا معكم مزاميركم/‏ وصوركم المتحركة/‏ وأدوات نحركم/‏ اتركوا لنا جمر حريتنا/‏ وارحلوا/‏ أو انصرفوا». وقرأت الشاعرة الكويتية سحر بن علي قصيدتها «في زمن العولمة».إلى ذلك شارك الشاعر اللبناني وجدي عبد الصمد في الأمسية الثانية بقصيدتين: وطني لي منفى ، مقتربا فيها إلى ما آل إليه الحال بفعل ثورات الربيع  العربي، ثم نال من عواطفنا في قصيدته «سكنى الوجد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©