السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوكرانيا: هل تشهد ثورة برتقالية جديدة؟

14 ديسمبر 2013 22:59
بينما يقوم المحتجون بالحفر في ساحة الاستقلال بكييف، حيث أقاموا حواجز من السيارات، وجلبوا شاشات التلفزيون، وأقاموا تجمعات صغيرة من الخيام في قلب المظاهرات المؤيدة للاتحاد الأوروبي بأوكرانيا، هناك الكثير من الأقاويل حول إمكانية إجبار الحكومة على التغيير حقاً. وعلى رغم التحول، أثناء عطلة نهاية الأسبوع -من مجرد احتجاج بسيط ضد قرار الحكومة بعدم توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي، إلى خروج مئات الآلاف من الأوكرانيين مطالبين الحكومة والرئيس بالاستقالة- إلا أن بعض الخبراء يقولون إن الأحداث الجارية ليست تكراراً للثورة البرتقالية التي عرفتها أوكرانيا في سنة 2004. وعلى رغم أوجه الشبه بين هذه المظاهرات وتلك التي حدثت في 2004 وأخرجت بأوكرانيا من فلك روسيا، إلا أن نتائجها من المرجح أن تكون أقل تأثيراً، حيث يحاول الرئيس فيكتور يانكوفيتش أن يتمهل حتى يتمكن من استرضاء كل من القوى المؤيدة لأوروبا وروسيا. ويسيطر على الاحتجاجات الحالية الشباب الأصغر سناً والذين لا يتذكرون الثورة البرتقالية، ولا يزالون يتعلمون كيفية تنظيم مظاهرات. ولكن ثورة 2004 لا تزال أيضاً تشكل مرجعاً لجهودهم ضد الحكومة. ويقول «أوليج»، أحد النشطاء من الشباب بالساحة «إذا لم نتمكن من هزيمتهم فلن يكون لنا مستقبل هنا»، ويضيف «إنني لا أنتمي لأي حزب، ولكنني جئت إلى هنا للاحتجاج على عنف الشرطة ضد المتظاهرين خلال فترة نهاية الأسبوع». كما قال أيضاً: «خلال الثورة البرتقالية، كان الأمر مختلفاً ولم يكن هناك أي اعتداء، ولكن الآن الناس غاضبون». وقد زاد من هذا الغضب فشل التصويت على سحب الثقة من الحكومة في وقت مبكر من اليوم، حيث كان المحتجون يأملون في الإطاحة برئيس الوزراء ميكولا آزاروف وحكومته. ولكن المعارضة خسرت بفارق 40 صوتاً. وتقول تاتيانا مارتشينك، وهي طالبة بكييف: «لقد وقفنا هنا في البرد القارس لعدة أيام، ولكن السياسيين خذلونا كالعادة». وعلى رغم الحالة المزاجية التي تسود المتظاهرين في الشارع، إلا أن المحللين يقولون إن هذه الاحتجاجات لن تكون كثورة 2004. ويقول باول كوال، رئيس الوفد البرلماني الأوروبي إلى لجنة التعاون البرلماني بين الاتحاد الأوروبي و أوكرانيا إنه «من الصعب المقارنة بين احتجاجات 2004 وما يحدث اليوم في (ساحة الاستقلال) في كيف». وأضاف «إن الثورة البرتقالية كانت ثورة الطبقة الوسطى التي نظمتها المعارضة وكان يتزعمها قادة أقوياء مثل: يوليا تيموشينكو وفيكتور يوشينكو. أما الذين يحتشدون في الشوارع اليوم فمعظمهم من الشباب الذين تجمعوا بشكل عفوي للاحتجاج على يانوكوفيتش وحكومته، لا أكثر». وفي نفس الوقت، فإن الدعم السياسي للرئيس يانوكوفيتش في المناطق الجنوبية والشرقية بأوكرانيا، التي هي أكثر تأييداً لروسيا، قد يكون آخذاً في الانحسار. وعلى رغم أن المناطق التي تتحدث الروسية بأوكرانيا غير راضية عن التكامل مع الاتحاد الأوروبي، إلا أنها أيضاً لا تخرج لتأييد يانوكوفيتش كما فعلت أثناء الثورة البرتقالية. «إن يانوكوفيتش يفقد الدعم الفعال - فخلال الثورة البرتقالية رأينا العديد من الناس وقد خرجوا إلى الشارع في الجزء الشرقي من الدولة، خاصة في منطقة دونيتسيك الصناعية، ولكن هذا المشهد نادر جداً اليوم»، حسبما ذكر ليفجين فوروبيوف، وهو محلل أوكراني في المعهد البولندى للشؤون الدولية. كما قال روستيزلاف كرامار، المحلل السياسي الأوكراني بجامعة وارسو إن «العديد من الناس شعروا بخيبة أمل تجاه يانوكوفيتش. لقد وعد بالكثير ولكن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لم تتحسن خلال فترة رئاسته، وقد أجبر الآلاف، بل الملايين من الأوكرانيين على البحث عن عمل بالخارج». وحتى حزب يانوكوفيتش لم يعد متآلفاً هو أيضاً الآن -وقد ترك بعض الناس الحزب منذ بدء الاحتجاجات. كما يدعم محافظ دونيتسيك المتظاهرين في كييف. وقد كتب الطلاب من دونيتسيك خطاباً عاماً باللغة الأوكرانية موجهاً إلى الطلاب في «لفيف» -وهي مدينة رئيسية تقع في الجانب الغربي المؤيد للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا- حيث أعربوا عن رغبتهم في المرور عبر بوابات الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم الغربيين. ومثل هذا النوع من اللفتات كان يصعب تخيله أثناء الثورة البرتقالية، بحسب ما قال المحلل السياسي كرامار. من ناحية أخرى، أكد الاتحاد الأوروبي أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام أوكرانيا، وأن يانوكوفيتش مرحب به للتوقيع على الاتفاق خلال القمة المزمع عقدها بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في فصل الربيع. وحذر آخرون مؤكدين أنه «يتعين على يانوكوفيتش التحرك بشكل أسرع، إذا ما أراد أن يكون جاهزاً في الوقت المحدد. وإذا انتظر حتى النصف الثاني من العام المقبل، فسيكون ذلك بعد فوات الأوان، لأنه ستكون هناك انتخابات للبرلمان الأوروبي. وفي 2015، سيختار الأوكرانيون رئيساً جديداً، مما سيزيد في تأخير الاتفاق». وعاد «كرامار» ليقول إن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن يظل يانوكوفيتش في السلطة، ولكن رئيس وزرائه آزاروف سيجبر على الاستقالة. لأن هدف يانوكوفيتش الرئيسي هو الفوز في انتخابات 2015. وسيفعل ما بوسعه لتحقيق هذا الهدف، حتى وإن اضطر للتضحية بوزرائه وفرض المعايير الروسية في أوكرانيا، إذا كان ذلك سيساعده على الفوز بالانتخابات. كما يعتقد كرامار أن الاحتجاجات في أوكرانيا ستفقد الزخم خلال الأشهر المقبلة «ولن يستطيع الناس الاحتجاج في الشوارع طوال الوقت، فالشتاء قادم وكذلك العطلات. أخشى أن تفقد المعارضة بعضاً من الحماس والطاقة، وأن يعمل يانوكوفيتش لكسب الوقت. فلن يفرض أي تغييرات جذرية أو إصلاحات في البلاد». ويرى المحلل السياسي فوروبيوف أيضاً أن يانوكوفيتش سيحاول الحفاظ على خياراته مفتوحة مع كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا: «سيذهب يانوكوفيتش إلى بروكسل قريباً وقد يعد بتوقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لتحييد المعارضة. كما سيزور موسكو في وقت لاحق ويحاول التفاوض للوصول إلى اتفاقيات تجارية أفضل مع بوتين». مونيكا ريبالا وميتشل كاسيفيتش كيف ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©