الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة «آسيان» تدعو إلى حرية الملاحة الجوية والبحرية

قمة «آسيان» تدعو إلى حرية الملاحة الجوية والبحرية
14 ديسمبر 2013 22:11
طوكيو (رويترز، أ ف ب) - دعت اليابان ودول جنوب شرق آسيا أمس إلى حرية الملاحة الجوية والبحرية وحل المنازعات سلمياً، وسط مخاوف بشأن النفوذ العسكري للصين الذي أجج التوتر الإقليمي. وفجر إعلان الصين منطقة الدفاع الجوي التي تغطي جزراً في بحر الصين الشرقي تطالب اليابان بالسيادة عليها، احتجاجات من جانب الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وتخوض الصين نزاعاً إقليمياً مع دول آسيوية أخرى على مناطق شاسعة في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك المياه الإقليمية التي يزعم عدد من الدول الأعضاء في آسيان السيادة عليها. وكانت بكين قالت إنها قد تنشئ منطقة دفاع جوي مشابهة هناك أيضاً. وذكر بيان صادر عن مؤتمر قمة اليابان ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في طوكيو «أكدنا أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار والرخاء في المنطقة ودعم الأمن والسلامة البحرية وحرية الملاحة والتجارة وممارسة ضبط النفس وتسوية الخلافات بالوسائل السلمية وفق المبادئ المعترف بها دولياً للقانون الدولي». ولم يشر البيان لمنطقة الدفاع الجوي الصينية الجديدة، لكنه لمح لترحيب اليابان بالمشاورات بين آسيان والصين بشأن ميثاق شرف في بحر الصين الجنوبي. وتأمل اليابان في أن تكون الإشارة شفافة، ففي نهاية نوفمبر، أعلنت بكين إقامة «منطقة دفاع جوي» فوق بحر الصين الشرقي تشمل خصوصاً جزر سينكاكو غير المأهولة التي تديرها طوكيو، لكن تطالب بها بكين وتطلق عليها اسم ديايو. وتطالب الصين بأن تعرف كل طائرة أجنبية تحلق في تلك المنطقة عن نفسها، لكن اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قامت بتسيير طائرات عسكرية في المنطقة من دون إبلاغ بكين مسبقاً لإيصال رسالة مفادها أنها ترفض هذا الطلب. وتخوض اليابان والصين صراع قوة بخصوص سينكاكو، خصوصاً منذ سبتمبر 2012 حين اشترت طوكيو قسماً من هذا الأرخبيل من مالكها الياباني الخاص. ومنذ ذلك الحين، ترسل بكين بانتظام سفناً إلى المياه الإقليمية في هذه الجزر الصغيرة التي يجوبها أيضاً خفر السواحل الياباني. وتحظى الصين بوجود اقتصادي قوي في المنطقة ويحجم كثير من أعضاء آسيان عن تحدي بكين مباشرة. وأثار التوتر المتزايد مع الصين مخاوف من احتمال تصاعد أي حادث بسيط في المياه المتنازع عليها. وقمة اليابان آسيان محور لقاء استمر ثلاثة أيام ويوصف رسمياً بأنه الاحتفال بمرور 40 عاماً على العلاقات الدبلوماسية. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مستهل اجتماع قمة طوكيو مع زعماء آسيان العشرة «أود بناء مستقبل لدول آسيا والمحيط الهادي يحترم فيه كل طرف ثقافات الطرف الآخر وبناء نظام اقتصادي لا يتحقق بالقوة بل اعتماداً على سيادة القانون وجهودنا». وخلال قمة آسيان أرادت الحكومة اليابانية خلق جبهة في مواجهة القوة الصاعدة والمطالب الإقليمية للصين. وحاولت طوكيو خصوصاً الاستناد إلى دعم أربع دول من آسيان هي بروناي وماليزيا والفلبين وفيتنام لها خلافات مع بكين حول جزر في بحر الصين الجنوبي. وحول المسألة البحرية، خصوصاً تلك المتعلقة ببحر الصين الجنوبي، فإن كل الدول المشاركة «اتفقت على احترام القانون الدولي لكن من دون تغيير الأوضاع الراهنة بالقوة» كما قال آبي. لكن بين الدول الأخرى في آسيان (بورما وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وسنغافورة وتايلاند) هناك بعضها مثل كمبوديا ولاوس تعتبر أقرب إلى الصين، وهذا ما يعقد مهمة الدبلوماسيين لإيجاد نقطة توازن. لكن اليابان أدرجت في النص المشترك نقطة دعم لسياستها. ولفت الموقعون إلى أن «رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أعد سياسته الأمنية بهدف المساهمة بشكل إضافي في السلام واستقرار المنطقة»، فيما انتقدت الصين مرة أخرى آبي، المحافظ ذو العقيدة القومية، بأنه يريد إعادة تسليح بلاده. وواصلت وسائل الإعلام الصينية أمس الأول ردودها اللاذعة على انتقادات اليابان لمنطقة الدفاع الجوي، وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن آبي سيسعى من جديد لإلقاء اللوم على الصين خلال قمة آسيان. وقالت شينخوا في تعليق باللغة الإنجليزية «من المتصور أن أي شخص بنصف عقل فقط يدرك أن اليابان هي التي عمدت في المقام الأول إلى إشعال النار في المنطقة». وزار آبي جميع الدول العشر الأعضاء في آسيان في العام الذي أمضاه في سدة الحكم في إطار حملة دبلوماسية قدم من خلالها مساعدات ضخمة، فضلاً عن زيادة الاستمارات الخاصة المباشرة للشركات اليابانية سعياً لتفادي ارتفاع التكاليف ومخاطر محتملة من الصين. وأعلنت اليابان أمس أنها ستقدم مساعدات تنمية رسمية بقيمة تريليوني ين (19.39 مليار دولار) لدول آسيان تشمل 300 مليار دولار للتعاون في مكافحة الكوارث. وقبل يوم منحت اليابان الفلبين 6,6 مليار ين لتوفير سفن لخفر السواحل، إلى جانب قرض خاص بعد الإعصار الذي ضرب البلاد، فضلاً عن اتفاقيات لتبادل العملة مع خمس من دول آسيان. لكن إذا كان التعاون مع اليابان يزيد في هذا المجال، فإن دول آسيان مدركة لواقع أنه لا يمكن الالتفاف على الصين في المجال الاقتصادي كونها تحتل المرتبة الثانية عالمياً قبل اليابان مباشرة. وأعلن الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو قبل لقاء مع رئيس الوزراء الياباني أمس الأول، أن «علاقات جيدة مع الصين واليابان تعتبر أمراً حاسماً بالنسبة لمستقبل منطقتنا». وتضم آسيان فيتنام وتايلاند وسنغافورة والفلبين وماليزيا وميانمار ولاوس وإندونيسيا وكمبوديا وبروناي. (الدولار 103.1400 ين).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©