السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتيون في قمرة قيادة قطارات السكك الحديدية

إماراتيون في قمرة قيادة قطارات السكك الحديدية
26 ديسمبر 2014 01:11
محمد الجداوي (أبوظبي) سبعة أيام كانت فاصلة في حياة حمد الدرمكي؛ فبعد أن كان يخطط لدراسة التاريخ والآثار في بريطانيا، تحول مساره المهني بناء على نصيحة والده ليصبح أول مواطن يقود قطاراً من خلال التحاقه بشركة «الاتحاد للقطارات» في أبوظبي، التي زارتها «الاتحاد»، في موقعها بالمنطقة الغربية بأبوظبي، وشاهدت ما تحقق من إنجاز في المرحلة الأولى من مشروع السكك الحديدية في الدولة، والذي يعد من أهم مشروعات البنية التحتية في أبوظبي والمنطقة. نقطة تحول عاد الدرمكي، الذي حصل على الثانوية العامة عام 2012، في إجازة للإمارات ليقضي وقتاً مع عائلته بعد انتهائه من دراسة اللغة الإنجليزية بأحد المعاهد في لندن واستعداداً للالتحاق بإحدى الجامعات هناك.. في الأسبوع الأول من الإجازة تغيرت خططه المستقبلية تماماً عندما أقنعه والده بالتقديم لوظيفة قائد قطار في مشروع السكك الحديدية بالإمارات، والذي أنجزت مرحلته الأولى بطول 264 كيلومتراً في المنطقة الغربية بأبوظبي، فاستمع حمد إلى النصيحة وقدم للوظيفة التي اقتنع أنها بداية التميز وتحقيق الذات، حيث سيكون أول مواطن يعمل في هذا المجال. وانضم بعد التحاقه بـ«الاتحاد للقطارات»، إلى برنامج مكثف بالشركة مدته 8 أشهر من أجل التدريب على أنظمة تشغيل القطارات وقيادتها وكيفية فصل العربات وتغير المسارات بكفاءة عالية من دون الإخلال بأي شيء، حيث إن قيادة القطارات تتطلب مهارة فائقة، خصوصاً في حالات الطوارئ. ويقول الدرمكي، الذي كانت أقصى أمانيه أن يصبح لاعب كرة القدم: «لم أواجه أية صعوبات، وتدربت على أشياء عديدة منها القيادة اليدوية الآمنة، واكتسبت خبرات متنوعة في كيفية الانطلاق بالقطار بسلاسة، وكذلك التوقف، والتصرف في المواقف الصعبة». ويضيف: «أفكر جدياً في دراسة تاريخ القطارات ونشأتها ومكوناتها وطريقة عملها، حتى أكتسب خبرات تساعدني في عملي الذي آمل أن أكون من المتميزين فيه، حتى أشجع غيري من المواطنين على الالتحاق به». مشاركة ناعمة بنظرة استغراب راقبت العمالة الفنية المهندسة خلود المزروعي، مساعد مدير الهياكل، عندما بدأت عملها في «الاتحاد للقطارات»، وهم يرون امرأة إماراتية تقف وسطهم في موقع عمليات المشروع، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة عملها، بل زادها إصراراً على التميز. وتؤكد المزروعي، التي بدأت العمل في هذا المشروع الكبير منذ ثلاث سنوات، أن «نون النسوة» حاضرة بقوة في المشروعات الكبرى أينما كانت في الإمارات، وأنه لا توجد مجالات حكراً على الرجال. وتشارك المزروعي بمشروع السكك الحديدية بفاعلية كبيرة إلى جوار شباب وبنات الإمارات وبعض الخبرات الأجنبية، مشيرة إلى أنها تشعر بفخر لمشاركتها في إنجاز المرحلة الأولى، حيث كانت ولا تزال تشارك كمهندسة إنشائية في مراحل تصميم وتنفيذ وتسليم المشروع، الذي اكتسبت من خلاله خبرات تخصصية كبيرة، الأمر الذي عزز ثقتها بنفسه كونها من أوائل الإماراتيات اللاتي شاركن في هذا العمل الفريد. وتلفت إلى أنها لم تواجه صعوبات لأنها عملت في مواقع عديدة مشابهة في السابق، وتضيف «مشاركتي في هذا الإنجاز الوطني ستشجع مهندسات إماراتيات أخريات على الالتحاق بالمشروع الذي أقوم من خلاله أنا وآخرون بتصميم معابر وجسور علوية للسيارات وأنفاق للجمال والحيوانات البرية، وكذلك ممرات للسيول». رصد الأصداء علياء المنصوري، مسؤولة التسويق والاتصال بالشركة والتي بدأت عملها في يناير 2013، شابة طموحة لم تكتف بعملها الإداري فقط، فهي تذهب دائماً إلى موقع المشروع في المنطقة الغربية لرصد مدى التقدم والإنجاز فيه، وكذلك توثيق مراحله المختلفة من خلال الصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية. وتقول المنصوري: «أشعر بفخر لعملي في «الاتحاد للقطارات»، ونحن جيل محظوظ لأننا نشارك في هذا المشروع التاريخي الذي يعلمنا الصبر والتحدي لإنجازه في وقته المحدد»، مشيرة إلى متابعتها الدائمة ضمن مهام عملها لحسابات الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ترصد توقعات الناس من المشروع، وصداه في مختلف الأوساط. وقد لمست أن الناس يتطلعون إلى اليوم الذي يستقلون فيه القطار من منطقة إلى أخرى في الإمارات كتجربة جديدة. واستغل أحمد تميم، الحاصل على بكالوريس تسويق من جامعة الغرير 2013، عمله في قسم التسويق بالشركة في تنظيم حملة بدأت في يونيو الماضي وتستمر حتى نهاية ديسمبر الجاري لتوعية سكان المنطقة الغربية، خصوصاً طلبة المدارس والعمال بأهمية المشروع، وكيفية الحفاظ على آمنهم وسلامتهم من خلال استخدام الطرق البديلة وعدم الاقتراب من السياج. ويؤكد أنه يسعى لنقل ما تعلمه إلى أصدقائه حتى يدركون حجم الإنجازات التي تحققها الدولة. ضرورة وطنية حول سير المشروع، يقول المهندس عبدالرحمن الجناحي، مدير أول تصميم شبكة السكك الحديدية بشركة «الاتحاد للقطارات»: «انتهينا من تنفيذ المرحلة الأولى بالكامل، ونحن الآن في المرحلة النهائية من عملية تقييم المناقصات الخاصة بالمرحلة الثانية، وعندما ننتهي منها سيتم طرحها على المقاولين»، مؤكداً أن المشروع ضرورة وطنية، وسيكون له عوائد اقتصادية كبيرة من حيث فتح آفاق استثمارية وأسواق جديدة أمام الشركات ورجال الأعمال في الدولة. ويوضح أنه «حال الانتهاء منه وربطه بالسكك الحديدية في دول مجلس التعاون الخليجي، سيسهم في دفع مسيرة التنمية في المنطقة، وتعيزز روابط الوحدة بين دول المجلس». وحول قطار الركاب، يذكر أن هناك فريق عمل في الشركة يضع استراتيجية عمل قطار الركاب مؤكداً أن شباب وبنات الإمارات الذين التحقوا بالعمل في الشركة يلقون رعاية واهتمام كبيرين من إدارة الشركة التي توفر لهم فرصة الاحتكاك بخبرات عالمية في هذا المجال، كما أعدت لهم مجموعة من برامج التطوير والتدريب المستمرة لإكسابهم المهارات اللازمة للتفوق في هذا القطاع الحيوي. ويضيف: «تضم الشركة 161 موظفاً من 28 دولة، يحملون خبرات كبيرة اكتسبوها من مشاركتهم في تنفيذ مشروعات قطارات معروفة عالمياً، كما تضم الشركة مجموعة كبيرة من الموظفين الإماراتيين، حيث بلغت نسبة التوطين لعام 2014 نحو 43%». فتح اقتصادي أنشئت شركة الاتحاد للقطارات عام 2009 لتقوم بتطوير وتشغيل شبكة السكك الحديدية التي ستربط المراكز السكنية والتجارية والصناعية والمنافذ الحدودية في الدولة لتعزيز النمو الاقتصادي، كما ستشكل جزءاً من شبكة السكك الحديدية، التي يتم إنشاؤها في دول مجلس التعاون الخليجي، وستعمل الشبكة وفقاً لأحدث التقنيات المعتمدة لأنظمة التشغيل، وطبقاً لأعلى المعايير العالمية لتمهد الطريق أمام حركة البضائع ونقل المسافرين بشكل آمن وسريع وعالي الكفاءة. وتقدر تكلفة المشروع بنحو 40 مليار درهم إماراتي، وسيتم إنجازه على ثلاث مراحل، الأولى (شاه – حبشان – الرويس)، والثانية إكمال شبكة إمارة أبوظبي وربطها بإمارة دبي، والثالثة ربط الإمارات الشمالية بشبكة السكك الحديدية. مأدبة احتفالية يروي عبد الرحمن الجناحي قصة تؤكد فرحة المجتمع الإماراتي بهذا المشروع الحيوي، قائلاً : «منذ أكثر من 4 سنوات، ذهبت مع استشاري المشروع وعدد كبير من العاملين في الشركة، إلى موقع المشروع في صحراء المنطقة الغربية بالقرب من منطقة ليوا، بهدف دراسته، ففوجئنا بشاب مواطن أعتقد أننا ضللنا الطريق، جاء لمساعدتنا، وحينما أخبرناه أننا هنا من أجل إجراء دراسات لتنفيذ مشروع «السكك الحديدية» كانت فرحته غامرة. ورافقنا طوال اليوم، وأصر أن يصطحبنا إلى بيته وأعد لنا طعام الغداء وعرفنا على أهله، وكان يوماً لا ينسى خصوصاً لزملائنا الأجانب الذين اندهشوا من هذا الموقف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©