نسرين درزي (أبوظبي)
عند التفكير في زيارة الإمارات المتربعة على قمة أكثر البلدان التي يرغب الأشخاص والجماعات بالسفر إليها من مختلف أنحاء العالم، لابد من الإشارة إلى أهم الأنشطة والبرامج السياحية الاستثنائية على أرضها، فمنذ الالتفاتة الأولى إلى أهمية السياحة في الجذب إلى إمارات الدولة عموماً، كان التميز يرافق كل مبادرة ترفيهية تحولت في زمن قياسي إلى أيقونة، وإضافة إلى المعالم العمرانية في البلاد والمرافق الخدمية الراقية والتي ترفع نسبة الاستقطاب على مدار السنة، تطل المغامرات التشويقية لتصنع عناوين إضافية من المرح والبهجة لابد من خوضها لتكتمل التجربة السياحية.
تحدي المستحيل
التزلج الذي يوفره منتجع «سكي دبي» في مول الإمارات، من أكثر عوامل الجذب التي تستدعي اهتمام السياح المقبلين على كل جديد، ولأن رياضة اللعب بألواح الثلج لا تتوفر في المنطقة وفي الكثير من الدول الآسيوية وهي غير متداولة في عدد من الدول الأوروبية، يستقطب «سكي دبي» شهرياً أعداداً متزايدة من الزوار والمقبلين على البلاد لغايات مختلفة، إذ يعتبر وبلا منازع عنوانا أساسياً لاستكشاف المبادرات السباقة لمدينة دبي والتي ارتأت منذ 10 أعوام ومع افتتاح المنتجع أن تكسر قاعدة المستحيل وتستقدم الثلوج إلى أراضيها في تجربة استثنائية تلامس الخيال، وتتلخص مع أكبر مساحة ثلجية داخلية في العالم تضم 5 منحدرات وحديقة مفروشة بالأبيض على امتداد 3 آلاف متر مربع، وللمتزلجين من كافة أنحاء العالم أن يستمتعوا بالقنوات والمسارات النفقية والأشجار الصناعية الموزعة هنا وهناك والتي يكشفها برج مراقبة ضمن مشهد عام للمنحدر الثلجي، أما أسرار مضخات الثلج فتكمن بإطلاق حبيبات من الثلج تبدأ بالنمو مع احتكاكها بالبيئة الباردة، وبعد ثوان معدودة تصبح ندفاً تماماً كالثلج المتساقط بشكل طبيعي.
التحليق الحر
التحليق الحر من الهوايات التي تجذب الكبار والصغار لمتعة التحرر من كل القيود، وهذا ما يوفره مركز التسوق «مردف سيتي سنتر» بدبي من خلال العروض الحصرية التي تقدمها قاعة «آي فلاي» للمبتدئين لخوض مغامرة تحبس الأنفاس، حتى أن هذه الفعالية المثيرة تحولت إلى فقرة ثابتة لهواة التقاط الصور الاستثنائية عند زيارة مدينة دبي، وتبدأ الرحلة بشرح عن الأوضاع الصحيحة للتحليق مع ضبط التقنيات الآمنة ويتبعها الارتماء في النفق الهوائي بمساعدة مدربين متخصصين حيث تصل قوة الدفع من المراوح إلى 200 كيلومتر في الساعة، وذلك يكفي ليشعر الرواد بإحساس الطيران من أسفل إلى أعلى وبالعكس، وليتمكنوا من التغلب على هاجس الخوف من المرتفعات وتحقيق أحلامهم في التحليق ضمن بيئة آمنة، وتتسع المنطقة المتصلة مع قناة الطيران حتى 12 شخصاً، ويمكن للأطفال بدءاً من عمر 3 سنوات تسجيل مشاركاتهم.
رحلات السفاري
عشاق الترفيه الصحراوي يجدون أقصى استمتاع لهم في رحلات السفاري على امتداد إمارات الدولة، ولاسيما التي تنظمها أبوظبي وتخصص لها أجندة أسبوعية ترتكز على طلعات السياح بالتعاون مع مكاتب السياحة والسفر والحجوزات المباشرة عبر الإنترنت، ويرغب كل من يزور العاصمة بالتسجيل في هذا النوع من برامج المغامرات لاستكشاف أسرار البر والاطلاع على جماليات الطبيعة الذهبية التي تنعم بها البلاد، وتستغرق رحلات السفاري عادة 6 ساعات على الأقل يمضيها الضيوف بين اجتياز الطرق الداخلية وصولاً إلى مواقع التخييم وممارسة الأنشطة الرياضية المفعمة بالتشويق، والتي يكثر الطلب عليها من العائلات الأجنبية المقيمة والزائرة إذ يطلبون مراراً خوض تجارب الانحدار بأقصى سرعة من أعلى الكثبان الرملية ومعاودة التسلق والهبوط بالسيارات رباعية الدفع، وكذلك فعاليات الرماية وركوب الجمال وإشعال النيران وتناول العشاء داخل الخيم التقليدية، وتتسع سيارة الدفع الرباعي لـ 6 ركاب عدا السائق، يمكنهم أن يتشاركوا متعة الطيران على الأرض شرط التأكد من ربط حزام الأمان والثقة بالقيادة الآمنة لعيشوا المغامرة بجنونها.
فروسية على الشاطئ
توفر أهم المنتجعات السياحية في الإمارات مجموعة متنوعة من أنشطة ركوب الخيل ومنها إسطبلات صير بني ياس التي تقدم جولات مصممة لتلبية كافة الرغبات ومختلف القدرات بحسب العمر والخبرة، وأكثر ما يجذب السياح إلى رياضة الفروسية في المنطقة الغربية، سكون الطبيعة الصحراوية المطلة على البحر من كل اتجاه، وهناك يمكنهم الاختيار بين 30 حصاناً ضمن 6 مضامير رملية ومضمارين واسعين مفروشين بالعشب.
ويقدم موظفون متدربون المساعدة اللازمة لاختيار النشاط ومساعدة الضيوف على التأقلم مع الإسطبلات، وهنا يتم الاستفسار عن الطول والوزن ومقاس الحذاء، مع ضرورة إثبات خبرة سابقة في ركوب الخيل، وهذا ما يوفره أيضاً نادي رأس الخيمة للفروسية لزوار الإمارة والمقيمين مع إعداد قائمة بالأنشطة الترفيهية والرياضية للكبار وللأطفال بدءا من عمر 7 سنوات، ومن أكثر التجارب حماسا إمكانية ممارسة الفروسية للمحترفين والهواة من على شاطئ البحر في مشهد ينعش الخيول والفرسان في آن واحد.
أيام في البحر
تتنوع الهوايات التي يمكن الاستمتاع بممارستها في رأس الخيمة مع الاستفادة من الموقع الخلاب للإمارة بمحاذاة الخليج العربي موطن الحياة البحرية، والمنطقة هناك ثرية بمفردات الطبيعة التي تتيح عدة فعاليات ملائمة لأفراد الأسرة من المقيمين والسياح حيث ينعم البحر عند شواطئ الإمارة بأنواع مختلفة من أسماك التريفالي والتوبار والأبراميس والإمبراطور المتلألئ، والتي بلا شك تسعد هواة الصيد، وأكثر ما يغري السياح البرامج المنظمة لقضاء عدة أيام في عرض البحر على متن قوارب صيد مجهزة بشكل احترافي برفقة طاقم متمرس للمساعدة، وتمتد التجربة لتشمل الرياضات المائية المثيرة التي تنتهي بجلسات التخييم عند الشاطئ أو داخل الصحراء لكشف أوجه أخرى من الإمارة المتنوعة.
عدد اليوم
