بين التلال الشجرية في ولاية "نيو ساوث ويلز" الأسترالية، تقبع قرية صغيرة حيث مزارعون يرعون مواشيهم وخيولهم في المراعي الخضبة.
لكن هذه الصورة الجميلة ستتبدد عندما تعرف أن هذه اللوحة الجميلة ظلت لعقود مكانا لإحدى أبشع صور العنف الجنسي وسفاح الأقارب عبر العالم، دون أن يعرف أحد من الجيران شيئا عن تلك الانحرافات.
البالغون وحتى الأطفال هم أنفسهم لاعبون في مأساة علاقات المحارم هذه. وباتوا بارعين في حفظ تلك الأسرار لعدة سنوات تصل إلى أكثر من ثلاثة عقود بالنسبة للبعض ممن يعيشون في هذه القرية المعزولة عن العالم.
أو على الأقل هكذا كان، حتى بدأت المخاوف تظهر بعد تعرف سلطات التعليم والرعاية الاجتماعية على الحالة المزرية للأطفال وقدرات التعلم البطيئة لديهم، عندما التحقوا بالمدرسة.
ما اكتشفته السلطات عندما داهمت "مخيم الأدغال" هذا لم يصدم الأستراليين وحدهم فحسب بل والعالم كله معهم.
في هذه العائلة، المكونة من 40 شخصا، الكل إخوة وأخوات وآباء وأخوال لبعضهم البعض لأنهم كانوا يعيشون مع بعض مثل الحيوانات.
تلك الأحداث المرعبة تصنف الآن على أنها من بين أسوأ حالات الأرض المعروفة في مجال سفاح القربى وزواج الأقارب.
وقد سمحت محكمة الأسرة في أستراليا، في خطوة نادرة، ببث التفاصيل المرعبة عن هذه القصة. لكنها أمرت بحجب أسماء العائلة أو المكان بل حتى أمرت بعدم بث اسم أقرب مدينة للمكان احتراما لخصوصية ضحايا هذا الفعل الإجرامي من الأطفال خاصة.
وللأسف، ولد عدد من أطفال هذه العائلة بتشوه خلقي. أحد الأولاد، ولد بعيون منحرفة. والآخر، يعاني ضعفا في المشي. بينما أصيب أحد الأطفال بمشاكل في السمع والبصر وآخر بعدم القدرة على الكلام. كما لا يعرف بعض أفراد العائلة أبسط قواعد الحياة كالنظافة والاستحمام.
وقال علماء الأجنة، الذين فحصوا الحمض النووي للأطفال، إن أغلب أفراد العائلة ولدوا من علاقات بين أخت وأخ وأم وابن أو أب وبنت.
عدد اليوم
