الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المرأة الإماراتية في صلب الحراك الثقافي وليست على الهامش

المرأة الإماراتية في صلب الحراك الثقافي وليست على الهامش
15 ديسمبر 2011 01:39
(الشارقة) - استضاف بيت الشعر في مقره بمنطقة الشويهين في الشارقة القديمة، مساء أمس الأول، الإعلامية الإماراتية عائشة العاجل رئيس قسم الإعلام بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والناقد عبد الفتاح صبري في ندوة عن دور المرأة الإماراتية في الحراك الثقافي والابداعي راهناً، وأدارها المسؤول الإعلامي بالدائرة أسامة مرّة. تحدثت أولاً عائشة العاجل فرأت “أن قيام دولة الاتحاد وتأسيس الدولة الحديثة فتح أمام المرأة بشكل خاص مجالات لم تكن متاحة لها من قبل، مثل التعليم والعمل، لكن ذلك لا يعني انعدام مكانة المرأة أو عدم فاعليتها في مجتمع ما قبل الاتحاد، حيث شكلت مسيرة المرأة الإماراتية ونهضتها جزءاً لا يتجزأ من مسيرة الوطن، فارتكزت مكانة المرأة، ودورها على طبيعة وخصائص المجتمع”. وألمحت إلى دور الكتّاب العرب الذين تركوا بصمتهم وتأثيرهم في الفكر الإماراتي من خلال التفاعل الذي تم في سياق الحوار الثقافي، وساندوا عطاءاته بحيث تشكلت الرؤى لدى المبدع الإماراتي بانفتاح على العربي والعالمي، مشكلة نتاجاً رصينا منفتحاً، قادراً على التقارب والتحاور مع مختلف الأطياف الفكرية”. أما على مستوى الرواية، فتعتبر “شاهندة” للكاتب راشد عبد الله النعيمي وزير خارجية الإمارات الأسبق هي البداية، “في حين مثلت ثمانينات القرن الماضي بالنسبة للروائي علي أبو الريش سنوات الذهب الإبداعي، إلا أن هناك أسماء عدة لنساء إماراتيات رائدات في هذه الفترة نشرن بأسماء مستعارة وبعضهن بأسمائهن الحقيقية في الشعر والقصة وكن باكورة الإبداع النسوي الإماراتي”. وفيما يتصل بالفن التشكيلي، أوضحت أن الحاضنة كانت “هي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ومثلت التجارب التشكيلية الإماراتية جذورها الممتدة بين عقدي السبعينات والثمانينات، و كانت بعض تلك التجارب تركز على البيئة المحلية، لكن هذه التجارب تحولت تحولاً فارقاً في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، حيث أرسى بينالي الشارقة الدولي للفنون عتبات جديدة في الفنون المعاصرة، حتى فنون ما بعد الحداثة، وتظاهرات فنون الخط إلى جانب تفاعلات وتقاربات إبداعية تشكيلية، ومن المنصف هنا أن نشير إلى البرنامج الثقافي الفني الذي حرصت عليه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة”. وأضافت: “في الإمارات اليوم نحو 300 مسرحي، وقد وصلت صورة المسرح الإماراتي إلى باريس و الصين ورومانيا وانجلترا، إضافة إلى بلدان عربية عدة، وانضمت الهيئة العربية للمسرح إلى كبريات الهيئات العالمية المسرحية، وأخذت المهرجانات المسرحية العربية تتوج صورة المسرح الإماراتي وتستضيفه شرفاً مثل مهرجان أصيلة، ومثلت المرأة بجدارة دورها في المسرح الإماراتي مثل موزة المزروعي، ورزيقة طارش، وبدرية أحمد، وسميرة أحمد وسواهن”. وختمت عائشة العاجل بالإشارة إلى أهمية الكتب المترجمة، وأهمية معارض الكتب العربية في هذا الحراك ودورها في تعزيز مكانة المرأة. أما عبدالفتاح صبري فرأى أنه “في الماضي كان من الممكن طرح أسئلة المرأة بعمق لفداحة الهوة بين فعل الرجل الذي يشتمل على الثقافي وغياب المرأة أو هامشية أثرها نظرا للظروف المجتمعية لتي تؤطر حركتها وتمنع ظهورها، لكن هذه الرؤية انقرضت لأن صوت المرأة أصبح عاليا ومسموعا وأصبح حضورها قويا كميا وفنيا”. ودلل صبري على ذلك بالإشارة إلى حضور المرأة الإماراتية في مجال السرد، وقال: “المشهد الآني للسرد يشهد على أن السرد يكاد يكون نسويا وانهن متفوقات عددا وبالتالي فنياً وعلينا البحث في أسباب ذلك مجتمعياً”. وتطرق إلى السينما والفنون التشكيلية والمسرح الذي يكتنز بحضور المرأة منذ بداياته كما قال. وتناول كذلك وضع المرأة في المؤسسة الخاصة بالمرأة والمنتجة للثقافة فرأى أنها هنا “امرأة منتجة للثقافة وتهتم بمفرداتها التراثية والمعاصرة مثلما أنها متلقية لهذا المنتج الثقافي في الوقت نفسه، فهي ليست موظفة بل منتجة ومبدعة للأفكار الثقافية ولها لمساتها الخاصة عليها”. وخلص صبري إلى “أن المرأة الإماراتية موجودة في صلب الحراك الثقافي وليست على الهامش ولكنها في المتن ومثرية وفاعلة بوصفها كاتبة وفنانة وأديبة تمارس الإبداع بكافة أطيافه وتثري المشهد كله وتكاد تقصي الرجل إلى خارجه”. بعد ذلك دار حوار مع الحضور أثيرت خلاله قضية الأسماء المستعارة التي ما تزال مستخدمة من قبل بعض النساء الأمر الذي يحول دون التأريخ الأدبي للنص الشعري أو الروائي وصاحبه، فضلا عن أنه يحول دون مواكبة النقد الموضوعي لهذا الإبداع بحيث تصبح جميع النساء إما شاعرات كبيرات أو لسن بشاعرات فتذهب الأصوات الجيدة مع الأصوات المتواضعة ويكن كلهن سواء بسواء. أما الأمر الآخر فهو القضية المزمنة المتمثلة بعزوف المبدع الإماراتي عن مثل هذه الندوات وكذلك عن المشاركة فيها على الرغم من دعوة الكتّاب الإماراتيين بالأسماء ومتابعتهم وليس عن طريق الإعلان بالصحف وحدها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©