الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسر «آيلة للسقوط» بسبب دوامة القروض

أسر «آيلة للسقوط» بسبب دوامة القروض
26 ديسمبر 2014 02:01
هناء الحمادي (أبوظبي) الحصول على منزل جميل، وسيارة آخر موديل، والسفر من دولة إلى أخرى .. أحلام تداعب أجفان الكبار والصغار، وغالبا ما يقف «المال» حائلا يمنع تحويل الحلم إلى واقع عملي، ولأن كثيرين يفضلون الحلول السهلة، ولا يرغبون في بذل حقيقي، تكون «زيارة للبنك» هي الحل الأمثل، وبعد إجراءات سريعة واستعراض خيارات مرنة في السداد، وسيل من التسهيلات، يقترضون مبالغ تكون كبيرة غالبا، وينفقونها في توفير احتياجات ضرورية أحياناً وغير ضرورية في أحيان كثيرة، ويمر الوقت وتتراكم الديون ويجد «الحالم» نفسه في دوامة لا يستطيع الخروج منها. وفي النهاية يجد نفسه أمام خيارين إما الدفع بانتظام أو حدوث مشكلات تنتهي بدخول السجن. حب المظاهر جاسم علي، الذي مازال يسدد المبلغ الذي اقترضه من البنك منذ 6 سنوات لبناء منزل لأسرته، يقول: القرض هم كبير، حيث أثر على أوضاعي النفسية والأسرية بشكل كبير، لأنني دائم التفكير في كيفية السداد». ويرى أن هناك أسباباً متعددة للجوء الكثير من الشباب إلى القروض، منها: عدم وجود الأموال الكافية لتأثيث منزل جديد، خصوصاً في حالة المقبلين على الزواج، وكذلك حب المظاهر والرفاهية الزائدة وتقليد الآخرين، لافتاً إلى أنه يعرف شباباً لم تتجاوز أعمارهم 23 عاماً وديونهم تتراكم سنوياً ولا يستطيعون سدادها للبنوك رغم أنهم غير متزوجين، ولا يتحملون مسؤوليات كبيرة لكنهم استخدموا هذه الأموال في شراء سيارات حديثة، وغيرها من الأمور غير الضرورية. ويلقي سليمان أحمد (موظف حكومي) اللوم على الفرد نفسه نتيجة سوء التخطيط والانجرار وراء المظاهر الخادعة، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة التي تدفع البعض إلى القروض الشخصية، ويضيف: نتيجة ذلك أصبح الفرد لا يبالي بخطورة هذه القروض وتبعاتها المادية والمعنوية وتأثيرها على الأسرة في المستقبل، ولذلك فإنه يجب على كل أسرة أن تعمل على توعية أفرادها بضرورة التنظيم والادخار. استفادة محدودة ويلفت عوض البلوشي (موظف) إلى أن سهولة الحصول على القرض الشخصي قد تدفع الكثيرين إلى الإقبال عليه رغم عدم احتياجهم الفعلي له، وغالباً ما تكون الاستفادة منه محدودة، لأن أغلب المقترضين سيصرفون الأموال في شراء السلع الاستهلاكية غير المجدية، كتغيير السيارات، أو أثاث المنزل وهو لا يستحق التغيير. ويضيف: غالباً ما يكون للقروض أثر سلبي على الأسرة حيث يتعرض المقترض إلى أزمات نفسية بسبب التفكير المستمر في كيفية السداد، الأمر يفتح الباب للمشكلات العائلية، كما أن معظم المقترضين يعجزون أحياناً عن توفير مستلزمات الأسرة على المدى الطويل بسبب إنفاق غالبية دخولهم الشهرية في سداد الديون وفوائدها المتراكمة والتي يصعب سدادها دفعة واحدة. الآثار النفسية يؤكد الدكتور أحمد فلاح العّموش، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة، أن تراكم الديون وما يترتب عليها من التزامات مادية يولد ضغطاً نفسياً على المقترض وخصوصاً في حالة عدم قدرته على الوفاء بها، ويقول: هذا الضغط النفسي قد يؤدي إلى الفشل في مواجهة المشكلة، ومع الفشل يكون العجز، فيشعر الفرد هنا أن مجهوده بات عديم الفائدة فيتولد لديه الاكتئاب، كما أن الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون ضغوطاً متواصلة يكونون أقل طموحاً وثقة بأنفسهم، حيث إن تلك الضغوط تؤثر على صحتهم النفسية مما يؤدي إلى إصابتهم باضطرابات عديدة كالخوف، والقلق، والإحباط والتشاؤم. ويعزو العّموش إدمان شرائح واسعة من أفراد المجتمع وخصوصاً الشباب، الحصول على قروض لا داعي لها، إلى الرغبة في معالجة خلل نفسي دفين بالشعور بالنقص في المظهر أو المستوى الاجتماعي، محذراً من العواقب الوخيمة على المجتمع جراء تفشي تلك الظاهرة التي تدفع إلى السقوط في متاهة الديون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©