بيروت - الاتحاد: بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة '' حفظه الله'' بتقديم الدعم والإغاثة العاجلة لآلاف اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيم نهر البارد، قامت إدارة المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان يوم أمس بتجهيز وتحريك القافلة الثانية للمساعدات الإنسانية للنازحين الفلسطينيين· تكونت القافلة من 10 شاحنات محملة بمختلف أنواع المساعدات ،رافقتها عيادة متنقلة مع فريق طبي لتقديم العلاج السريع للنازحين الفلسطينيين المصابين في الأحداث الأخيرة لمخيم نهر البارد، وقد شملت المساعدات الأسر الفلسطينية التي نزحت إلى بلدات المنية وبحنين وببنين الواقعة شمال مدينة طرابلس، حيث شملت المساعدات أكثر من 650 عائلة فلسطينية مكونة من حوالي 4500 شخص·
وقد أشرفت إدارة المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان على تسليم المساعدات الإنسانية مباشرة لمستحقيها من الأسر الفلسطينية حيث تسلمت كل أسرة معونات كاملة ضمت كميات كبيرة من الفرش والأغطية والمواد الغذائية والطحين، وعلب حليب للأطفال والمواد الصحية إضافة إلى كميات كبيرة من المياه· وقد تابع توزيع قافلة المساعدات السيد عبد الله الغفلي مدير الشؤون الإعلامية للمشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان والنائب هاشم علم الدين ورئيس بلدية ببنين الدكتور هيثم المصري· وتم الوقوف على الأوضاع الإنسانية للأسر الفلسطينية النازحة إلى هذه المناطق ومعاينة الأوضاع الصحية للأطفال والمرضى والمسنين وتقديم العلاج الطارئ لهم·
وقال السيد عبدالله الغفلي حول أسباب توزيع المساعدات في هذه المنطقة :''إن عدداً كبيراً من النازحين الفلسطينيين اتجه إلى مدينة طرابلس وعكار والبلدات والقرى المجاورة لها، وهؤلاء النازحون لم تصل إليهم المساعدات الإنسانية الكافية بسبب صعوبة معرفة أماكنهم واحتياجاتهم، وقد قامت إدارة المشروع الإماراتي بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة في جمهورية لبنان ومركز عمليات تيار المستقبل بحصر أعداد الأسر الفلسطينية خارج مخيم البداوي وتحديد أماكن تواجدها ووضع خطة عاجلة لتقديم وتأمين المساعدات الضرورية لهم·
تنسيق مستمر
وأضاف الغفلي: ''لدينا تنسيق مستمر ويومي مع جميع الجهات التي تتابع أوضاع اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيم نهر البارد، ونعمل بشكل متواصل لتقديم جميع أنواع الدعم والمساعدة لهم تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''· وقد قوبل وصول قافلة الإغاثة الإماراتية الثانية بالشكروالتقدير، حيث عبر أبناء الأسر الفلسطينية عن امتنانهم وتقديرهم الكبيرين للفتة الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي أمر بتقديم هذه المساعدات الإنسانية، ووجهوا تحية إكبار وإجلال إلى دولة الإمارات السباقة دائماً لمساعدة المنكوبين والمحتاجين، وأكدوا على أهمية وصول قافلة الإغاثة الإماراتية في هذا الوقت خصوصاً في ظل الظروف العصيبة والمأساوية التي يعيشونها· وفي الوقت الذي كانت فيه المساعدات توزع على النازحين الفلسطينيين في بلدة ببنين بإشراف السيد عبدالله الغفلي، كان المستوصف الطبي النقال يعالج المرضى من أطفال ونساء وشيوخ المخيم ومن أبناء بلدة ببنين·
وتعليقاً على هذه المساعدة الكريمة من دولة الإمارات قال ممثل النازحين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد إلى عكار الدكتور رامز ديب قال لـ''الاتحاد'': ''نشكر الأخوة القيمين على هذه المساعدات خصوصاً لجنة الإغاثة في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ، ونتمنى أن تزول هذه المحنة في أقرب وقت لأن الوضع الإنساني الذي يعيشه الفلسطينيون سيء جداً، ونأمل أن تستمر هذه المساعدات التي يحتاج إليها أبناء شعبنا الذين يأملون بالعودة إلى منازلهم في مخيم نهر البارد''·
أما ممثل رئيس بلدية ببنين هيثم المصري فقال: ''نشكر دولة الإمارات على مبادرتها الإنسانية، خصوصاً وأنها كانت السباقة في ذلك''· وقال: ''هذه منطقة ملاصقة لمخيم نهر البارد ومختلطة من اللبنانيين والفلسطينيين والنزوح شمل الشعبين اللذين وحدتهما المأساة، لافتا إلى أن الأضرار كبيرة والاشتباكات أدت إلى شلل في معظم المرافق الاقتصادية والتجارية والحرفية والزراعية''·
المنية
ومن ببنين انتقلت القافلة إلى بلدة المنية حيث تم توزيع المساعدات بإشراف الغفلي وبحضور نائب المنطقة هاشم علم الدين وأمين سر صندوق الزكاة الشيخ رسلان ملص ومسؤول تيار ''المستقبل'' في المنطقة بعد أن تم وضعها في باحة صندوق الزكاة في المنية·
وقال النائب علم الدين لـ الاتحاد : ''هذه المساعدات دليل واضح وساطع على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تهتم بشؤون إخوانها العرب ونحن جميعاً إخوة، ونشكر دولة الإمارات ورئيسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان '' حفظه الله'' على هذه المساعدة الأخوية للنازحين من مخيم نهر البارد سواء الفلسطينيين او اللبنانيين وهم في حاجة اليها، ونحن إن شاء الله نكون عند حسن ظنهم في توزيع هذه المساعدات لمن يستحقها·
وأوضح النائب علم الدين أن عدداً كبيراً من أهالي المنية كانوا يسكنون على تخوم مخيم البارد واضطروا إلى النزوح تاركين بيوتهم ومحالهم التجارية وقال: ''هذه المصيبة كبيرة ويجب أن نتحملها جميعاً ونتعاون جميعاً على تيسير أمور الناس وتأمين الحاجات الضرورية لهم من مواد غذائية وفرش ومخدات وأغطية وأدوية وكل ما يحتاجونه ونشكر دولة الإمارات على هذه المساعدة·
واوضح منسق تيار ''المستقبل'' في المنية علي غزاوي أن عدد النازحين الفلسطينيين واللبنانيين الى المنية نحو 3900 شخص وتم تحديد أماكن سكنهم وتوفير المواد الضرورية لهم، وقال: ''استحدثنا غرفة عمليات منذ اليوم الأول للاشتباكات من أجل مساعدة النازحين''· أما رئيس لجنة صندوق الزكاة الشيخ رسلان ملص قدم الشكر لدولة الإمارات على هذه المساعدة وقال: ''بارك الله بكم وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتكم يوم القيامة، وإننا في لبنان اذ نثمن هذا الموقف المبارك، وهذا العطاء ليس الأول ولن يكون الأخير، حيث عودتنا دولة الإمارات دائماً على العطاء السخي والوقوف إلى جانب الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني ونقول لهم شكراً شكراً''·
عدد اليوم
