قطعت إيران أمس المفاوضات على مستوى الخبراء مع مجموعة «خمسة زائد واحد» المؤلفة من الدول الست الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا النوويين الإيرانيين بشأن حل مسألة البرنامج النووي الإيراني، في فيينا وأعادت وفدها إلى طهران لإجراء مشاورات بسبب فرض الإدارة الأميركية عقوبات على 10 شركات وأفراد إيرانيين وأجانب مرتبطين بذلك البرنامج. واعتبرت العقوبات الجديدة انتهاكا للاتفاق المرحلي الموقع في مؤخراً جنيف تمهيداً لحل المسألة النووية، مهددة باتخاذ «رد مناسب». غير أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري استبعد حدوث عقبات وتوقع استئناف التفاوض قريباً جداً.
وقد حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة من مغبة فرض عقوبات جديدة. وقال في تصريح صحفي «إن إيران ستعتبر اتفاق جنيف ميتاً في حالة فرض عقوبات جديدة». وأضاف«إيران لا تثق بأميركا وستواجه أي تهديد أمريكي برد مقاوم يفوق التصورات».
واتهم نائبه وكبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي الحكومة الأميركية بنقض روح اتفاق جنيف، مؤكداً أن وفد خبراء الطاقة النووية الإيرانيين قطع المفاوضات في فيينا احتجاجا على العقوبات الأميركية. وقال لوسائل الإعلام الإيرانية «إن إيران تجري في الظرف الراهن مشاورات علي مستوي صناع القرار السياسي الإيراني ومشاورات مع حلفائها الدوليين لاتخاذ القرار المناسب رداً علي أميركا»
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، خلال مؤتمر صحفي في طهران، «فيما يتظاهر المسؤولون الأميركيون بإفهام قطاعات التشريع في الولايات المتحدة بعدم فرض عقوبات جديدة على إيران لضمان استمرار المفاوضات، نشاهد اجراء مثيرة للجدل تتخذه وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتان في خطوة غير بناءة وتندرج في سياق التوجهات السابقة للسلطات الأميركية، والتي ثبت عدم نجاعتها وجدواها».
وأضافت «الولايات المتحدة أقدمت على خطوة متهررة ولا طائل منها، وهناك مجموعة داخل الإدارة الأميركية وخارجها تسعى إلى القضاء على اتفاق جنيف. وهؤلاء الأشخاص وفي ظل إدراكهم الناقص وفهمهم الخاطئ، يحسبون أن العقوبات لا الوصول إلى التفاهم, تشكل الخيار النهائي». ودعت الإدارة الأميركية إلى «اعتماد الواقعية وعدم التراجع أمام بعض المتطرفين المعارضين للمفاوضات».
من جانب آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لصحفيين في موسكو «إن قرار الإدارة الأميركية يتعارض مع روح اتفاق جنيف، فتوسيع القائمة الأميركية السوداء يمكن أن يعقد بشكل خطير تنفيذ الاتفاق».
وتعليقاً على ذلك، قال كيري لصحفيين في تل أبيب «واجهنا صعوبة في فيينا. نحن نحرز تقدما لكني أعتقد انهم وصلوا إلى نقطة في هذه المحادثات يشعرون فيها بالحاجة إلى التشاور والتوقف للحظة.
وأضاف كيري »كل التوقعات تشير ألى أن المحادثات ستستمر في الأيام القليلة المقبلة وسنتابع الأمر إلى حين التطبيق الكامل لاتفاق جنيف».
وأكد الاتحاد الأوروبي ضرورة مواصلة المحادثات قريباً. وقال مايكل مان، المتحدث باسم وسيطة «مجموعة خمسة زائد واحد» المنسقة العليا لسياسة الاتحاد الخارجية والأمنية كاثرين آشتون، لصحفيين في بروكسل «نظرا لتعقد المسائل الفنية موضع البحث أصبح من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من العمل». وأضاف أنه ستكون هناك مشاورات في العواصم ومن المتوقع استئناف المحادثات قريباً.
في السياق نفسه، دعت لجنة لجنة العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، التابعة لمجلس الأمن الدولي، دول العالم الاستمرار في تنفيذ العقوبات. وقال رئيس اللجنة مندوب أستراليا لدى الأمم المتحدة جاري كوينلان خلال جلسة عقدها المجلس في نيويورك الليلة قبل الماضية إن اتفاق جنيف الذي ويمنح إيران تخفيفا محدودا العقوبات مقابل الحد من أنشطة برنامجها النووي لا يؤثر على الالتزامات القانونية للدول الأعضاء بتنفيذ إجراءات الأمم المتحدة.
عدد اليوم
