الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تتقدم إلى القمة في مواجهة سرطان الثدي

الإمارات تتقدم إلى القمة في مواجهة سرطان الثدي
28 ديسمبر 2015 00:57
تتصدى الإمارات لمرض سرطان الثدي وتسعى إلى أن توفر أفضل الممارسات لمكافحة هذا المرض الذي يعتبر من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء ومن الأسباب الرئيسية لزيادة نسبة الوفيات، وتعمل الدولة على تطبيق استراتيجيات ضمن خطة شاملة لمكافحة السرطان، وتهدف خطة المكافحة إلى خفض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن السرطان، وتحسين جودة الحياة للمصابين بالسرطان ودعمهم خلال وبعد الإصابة بالسرطان. تشتمل الخطة العلاجية لمرضى سرطان الثدي على جميع الجوانب: الرعاية، الوقاية والكشف المبكر والتشخيص، وتعمل الدولة على استقطاب أفضل الخبرات الوطنية والعالمية في هذا المجال بالإضافة لتوفير أفضل وأحدث الأدوية والتقنيات التي تساعد على الكشف عن الأورام السرطانية ودرجاتها وطرق علاجها. يقول الدكتور سالم الحارثي استشاري جراحة ومناظير بمستشفى المفرق إن المستشفى يضم أفضل التقنيات وأحدثها للكشف عن سرطان الثدي وعلاجه، موضحاً أن طرق علاج سرطان الثدي في المفرق: «تشمل أحدث التقنيات في معالجة سرطان الثدي مثل أخذ عينات من الغدد اللمفاوية، وإزالة جميع الغدد اللمفاوية، واستخدام الأشعة لتحديد الأورام غير المحسوسة roll، واستخدام الواير لتحديد الأورام غير المحسوسة Gide Wire Localization، والاستئصال الجزئي أو الكلي للثدي، والعلاج بالكيماوي بأنواعه، كما تستفيد المصابات من العلاج الهرموني بأنواعه، ومن بين أحدث العلاجات العلاج باستخدام الأدوية الذكية «Biological agents». ويوضح د. الحارثي الحاصل على البورد الإفريقي أنه يتم الإبقاء على الغدد اللمفاوية ولا تتم إزالتها إذا كانت نتيجة الفحص سلبية، لتقليل الآثار الجانبية وتقليل نسبة حدوث تورم وتضخم للذراع، بينما تتم إزالة غدد الإبط في حالة وجود خلايا سرطانية في الغدد اللمفاوية. وعن أنواع الجراحات بمستشفى المفرق يشير إلى أنها تختلف حسب حجم الورم ودرجة انتشار المرض ومنها جراحة إزالة الورم فقط، وإزالة الورم مع نسيج طبيعي حوله من جميع الجهات، وإزالة الثدي، موضحاً أن المريضة في جميع الحالات يجب أن تأخذ العلاج الإشعاعي. ويضيف: «كما يأخذ معظم المرضى علاجاً كيماوياً وفي حالات قليلة جداً يمكن عدم أخذ الكيماوي في حالة الورم الصغير وفي المراحل الأولية». ويشير إلى أن جميع الأدوية لها آثار جانبية تختلف من مريض إلى آخر ويعتبر سقوط الشعر مؤقتاً حيث ينمو بعد نهاية العلاج. تقنيات الكشف المبكر وينوه الحارثي إلى أهمية الكشف المبكر حيث تصل نسبة الشفاء في حالة اكتشاف المرض مبكراً وعلاجه إلى 98% مؤكدا أن مستشفى المفرق به تجهيزات متطورة للكشف عن سرطان الثدي في المراحل المبكرة جداً مشيراً إلى أهم وسائله المتمثلة في أشعة الثدي الماموجرام الذي يفضل إجراؤه بعد سن الأربعين، والفحص عن طريق الأشعة باستخدام الموجات فوق الصوتية، وأخذ عينة من الورم لفحصها تحت المجهر في حالة وجود أورام غير محسوسة، بحيث يتم أخذ العينات باستخدام الأشعة. وفي الحالات المثيرة للشك وغير الواضحة يمكن استخدام الرنين المغناطيسي. تعويض الثدي المبتور توفر الإمارات أحدث تقنيات علاج سرطان الثدي، وجميع التخصصات المرتبطة بهذا المرض، بما فيها التجميلية التي تعوض الثدي الذي تم بتره نتيجة المرض، بحيث يتم تعويض الثدي المستأصل حسب رغبة المريضة بناء على عملية آنية بعد الاستئصال مباشرة، أو تستفيد من زرع متأخر بعد أن تتعافى، لتجنيبها الشعور بفقدان أنوثتها، مما ينعكس على الجانب النفسي للمتعافية. وفي ظل التطورات الكبيرة في مجال تجميل الثدي لتحقيق الشفاء والرضا الذاتي للمريضة، يؤكد الأخصائيون أن بناء الثدي أثناء العملية ممكن، بحيث تستيقظ المريضة من العملية لتجد جسدها مكتملاً، مما يكون له الأثر الجيد على نفسيتها ويساعدها على تقبل العلاج والإقبال عليه، كما يساعدها على تقبل المرض، ويقدم ذلك حلا لأولئك اللاتي يردن استعادة مظهر الصدر والأنوثة، وقد أتاحت التطورات الحديثة في جراحات التجميل إعادة بناء الثدي على الفور بعد الاستئصال. مردود إيجابي يقول الدكتور محمد البشير رئيس قسم جراحة الثدي ومدير مركز العناية بالثدي بمستشفى توام بالعين، «إن عملية إعادة بناء الثدي بعد استئصاله تصلح لكل سيدة تعرضت لتجربة استئصال الثدي موضحاً أن المريضة يجب أن تتمتع بحالة صحية جيدة وتكون لديها كل معايير بناء الثدي والتي تنقسم إلى قسمين، بناء آني أي أثناء عملية استئصال الثدي مباشرة، أو عملية متأخرة بعد أن تتلقى المريضة العلاج وتتعافى، وتتم بموافقة المريضة بعد الانتهاء من العلاج الكيماوي، ويفضل الدكتور البشير الزراعة الآنية لما لها من أثر إيجابي على نفسية المريضة ولما تلعبه من دور في عملية الاستشفاء، وفي الزرع الآني نستعمل ثدياً من «السيليكون أو مادة طبية أخرى»، حيث نضع في مكان الثدي بالوناً ويتم نفخه تدريجيا كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع حسب استجابة المريضة، وفي هذه العملية نحتفظ بالجلد والحلمة أيضاً، بحيث يغطي الثدي المزروع بجلد المريضة وحلمتها التي تثبت في مكانها، وغالباً ما تحصل السيدة على نتيجة مرضية جداً، وعن عملية زرع الثدي المتأخرة يؤكد أنها قابلة لإجرائها في أي سن، وأن زرع الثدي، سواء في المرحلة الأولى أو الثانية يعمل على الحفاظ على مظهر الأنوثة، ويساعد على التماثل بين الثديين، حيث تستعيد المرأة من خلاله الشعور بالأنوثة، ويزيد من ثقتها بنفسها واحترامها لذاتها». ويؤكد الدكتور البشير أهمية الزرع الآني لما له من مردود إيجابي على نفسية المريضة، ولما تتميز به العملية من سهولة وخلوها من التعقيدات موضحاً أن السيدات يفضلن الحل الآني والمباشر إذا توفرت الشروط، فإذا كان الورم في مرحلة متقدمة ووصل للعظم والصدر فإننا لا نفضل الزرع، وهذا يحدث خلال ستة أشهر أو سنة أو سنة ونصف، مع العلم أن المريضة تحاط علماً بكل ظروف العمليتين. أثر إيجابي ويقول الدكتور فاروق صافي من مركز الدكتور رامي حامد إن تعويض الثدي المستأصل بآخر عن طريق عملية تجميلية له أثر إيجابي كبير على نفسية المريضة بسرطان الثدي لأهمية الجانب التجميلي للنساء بعد إجراء عملية استئصال الثدي، كما تبرز احتمالات كثيرة باستخدام العديد من التقنيات الجراحية لإعادة بناء ثدي جديد في موضع الاستئصال، إما باستخدام عضلات المريضة وبشرتها، أو باللجوء إلى عمليات الزرع الصناعية. وفي العديد من الحالات، نقوم بعملية استئصال الورم السرطاني وإعادة بناء الثدي، بحيث تستيقظ المريضة بعد العملية الجراحية دون شعور بالرعب من الاستئصال وأثره على أنوثتها، وتسهم عمليات الزرع الجديدة، والعلاجات الكيميائية والهرمونية الإضافية الجديدة، إلى جانب العلاج الإشعاعي، في تحسين نتائج العمل الجراحي. دراسات جديدة تشير دراسة جديدة إلى أن نصف مرضى سرطان الثدي يمكن أن يستفيدوا من إضافة هرمون البروجسترون الأنثوي إلى علاجهم، فقد اكتشف العلماء أن هذا الهرمون يمكن أن يوقف نمو الورم، ويشير الأطباء إلى أهمية هذه الدراسة في تحقيق الفائدة المحتملة من إضافة البروجسترون إلى العقاقير، وتظهر الدراسة الجديدة التي نشرتها صحيفة ديلي تلغراف البريطانية كيفية تخاطب مستقبلات هرمون البروجسترون مع المستقبلات الأخرى الحساسة للبروجسترون، التي تزيد سرطان الثدي في عدد كبير من الحالات، وهذا الأمر يحد من قدرة مستقبلات البروجسترون على تحفيز الأورام. ويشير الأطباء إلى أهمية هذه الدراسة في تحقيق الفائدة المحتملة من إضافة البروجسترون إلى العقاقير التي تستهدف مستقبلات البروجسترون، التي يمكن أن تحسن علاج معظم حالات سرطان الثدي. الإبقاء على الثدي تتطور يوماً بعد يوم تقنيات جراحة وعلاج سرطان الثدي التي توفرها الدولة في مستشفياتها، بحيث أصبح بالإمكان الإبقاء على الثدي والاقتصار على استئصال الجزء المتضرر فقط. في هذا الإطار يقول د. صافي: «إن الاستئصال هو العلاجَ الروتيني المتبع في حالة الإصابة بسرطان الثدي، وهذا الإجراء يشمل إزالة الثدي بالكامل مع الحلمة، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً للنساء اللاتي اضطررن إلى بتر أحد الأعضاء المهمة لأنوثتهن أما اليوم، وبدلاً من اعتماد هذا الإجراء الذي ينطوي على نتائج غير مرغوبة، فإننا قادرون على إزالة الجزء المصاب من الثدي مع تحقيق نسبة الشفاء ذاتها، وعلى الرغم من إزالة الجزء المصاب بالسرطان، لا يختلف مظهر الثدي كثيراً بعد إجراء العملية بالمقارنة مع شكله قبل العلاج». ويوضح أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يساعد على الإبقاء على الثدي وينصح كل سيدة تشعر بوجود كتلة في ثديها بالتوجه مباشرة لاستشارة الطبيب المختص وتشخيص المرض في حال وجوده ومن ثم وضع خطة للعلاج، وكلما تم التشخيص في مرحلة مبكرة، ازدادت فرص المريضة في الاحتفاظ بثديها مع تجنب الوصول إلى مرحلة الاستئصال الكلي، وإن استحالت إمكانية المحافظة على الثدي دون إجراء عملية جراحية، ينبغي اللجوء عندها لعملية الاستئصال وإزالة الثدي بالكامل منعا لانتشار السرطان والتأثير على حياة المريضة، وستمنح عملية استئصال الثدي بشكل كامل المريضة إحساساً طبيعياً بالتخلص من السرطان، مع إمكانية تعويض الثدي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©