أبوظبي (وام) - نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس الأول، محاضرة بعنوان “ المعاهدات الدولية: النظرية والتطبيق” ألقاها الدكتور مطر حامد النيادي الخبير في القانون الدولي في دولة الإمارات، وذلك في قاعة الشيخ “زايد بن سلطان آل نهيان” في مقر المركز بأبوظبي.
وبدأ النيادي حديثه بالإشادة بالمركز وإداراته ممثلة في مديره العام الدكتور جمال سند السويدي، لما يقوم به المركز من دور مهم للغاية على صعيد نشر المعرفة وإعداد البحوث والدراسات المتخصصة وخدمة صانع القرار في دولة الإمارات، مشيرا إلى أن المركز بات إحدى المنارات العلمية التي نعتز بها.
وأكد النيادي في بداية محاضرته أن المعاهدات الدولية تحظى بأهمية كبيرة، بالنظر إلى أنها الإطار الذي يحكم العلاقات والتفاعلات الدولية بمختلف أشكالها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو ثقافية، مشيرا إلى أن هذه المعاهدات تعد إحدى أهم وسائل التعامل بين الدول أو بين المنظمات الدولية أو بين الدول والمنظمات الدولية، إذ يتم بالمعاهدات توثيق مختلف العلاقات المشتركة وتنظيمها بين هذه الأطراف وتعكس معظم بنود اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1969 ما استقر عليه العرف الدولي في هذا الصدد، إلا أن ممارسات الدول تضيف بين الحين والآخر قواعد وتعاملات جديدة لأحكام قانون المعاهدات. وقال إن المعاهدات الدولية هي اتفاق خاضع للقانون الدولي ومعقود كتابة بين دولتين أو أكثر سواء ورد في وثيقة واحدة أو اثنتين أو أكثر من الوثائق المترابطة وأيا كانت تسميته الخاصة، مؤكدا أنه وعلى الرغم من وضوح الشروط الخاصة بالمعاهدات الدولية وفقا لاتفاقية فيينا المشار إليها، فإن ممارسات الدول والتطور التقاني الحادث في الوقت الراهن أفرزا أنواعا معينة من الوثائق التي قد يصعب من أول وهلة تصنيفها بأنها معاهدات. وأكد المحاضر أنه وعلى الرغم من أن الكتابة شرط لتطبيق أحكام اتفاقية فيينا على الاتفاق، فإن عدم الكتابة لا يؤثر في القوة الإلزامية للاتفاق الشفوي، مشيراً إلى أن الاتفاقيات الدولية لا تسقط بتغيير نظم الحكم.
وأنهى النيادي محاضرته بالحديث عما يسمى “القانون الناعم” أو “القانون غير الملزم” من حيث إيجابيات هذا القانون وسلبياته.
الجدير بالذكر أن الدكتور مطر حامد النيادي باحث في القانون الدولي العام وعمل مستشارا قانونيا في دولة الإمارات منذ عام 1998 ومثل الدولة في عدد من المؤتمرات واللجان القانونية على المستوى الخليجي والعربي والدولي، وهو عضو فريق “الهلال الأحمر لنشر الوعي بالقانون الدولي الإنساني” وعضو لجنة أمناء جائزة سمو وزير الداخلية للبحث العلمي.
عدد اليوم
