الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الريمونتادا الملكية» تعيد ذكريات نابولـي وبايرن

«الريمونتادا الملكية» تعيد ذكريات نابولـي وبايرن
15 فبراير 2018 22:26
عمرو عبيد (القاهرة) يظل الريال كبيراً في عالم كرة القدم مهما بلغت قسوة الظروف، أو تراجعت النتائج والأداء، وتظهر قيمة النجوم الحقيقية خلال المواقف الصعبة لتثبت صحة رأى الإدارة الرشيدة، ورؤية الجهاز الفني الواعي، وهذا ما برهن عليه العملاق الإسباني ريال مدريد أمام نظيره الفرنسي باريس سان جيرمان، حيث اختفى مثلث سان جيرمان الهجومي، وغلب على أداء نيمار الفردية والأنانية والاستعراض غير المفيد، وتواصلت أخطاء الدفاع الباريسي الساذجة التي فتحت الطريق أمام فوز غالٍ بثلاثية ملكية وضعت الميرنجي على بعد خطوة قريبة من التأهل إلى ربع نهائي شامبيونزليج، وعلى الجانب الآخر، توهج رونالدو محطم الأرقام القياسية، وأبدع زيدان، وظهرت شخصية الملكي الحقيقية في الدقائق الأخيرة الحاسمة، ليحقق الفريق فوزاً لم يتوقعه كثيرون، في ظل حالة التراجع التي يعاني منها الريال في الموسم الحالي، إلا أن بطل أوروبا واصل عروضه المذهلة في بطولته المفضلة، ليؤكد أن مفتاح شيفرة دوري الأبطال يملكه ريال مدريد وحده! الريمونتادا الملكية جاءت في توقيت مثالي خلال المباراة، وربما هي ريمونتادا الموسم التي قد تعيد الميرنجي إلى مستواه الراقي الذي ظهر عليه خلال العام الماضي، مثلما فعل بعد عودة رائعة مكررة أمام نابولي الذي تقدم عليه في مواجهتي دور الـ 16 من النسخة الماضية، لكن الريال فاز في كل مرة بثلاثة أهداف، ثم بايرن ميونيخ الذي أحرز أولا في ذهاب ربع النهائي، فجاء الرد ثنائيا وفي الإياب سجل البافاري النتيجة ذاتها، فهز الريال شباكه ثلاث مرات في الوقت الإضافي، قبل أن يقصي الروخيبلانكوس، ثم يصعق اليوفي في النهائي. وتجلت قوة شخصية الريال في هذه الريمونتادا التي كررها عدة مرات خلال الموسم الجاري، حيث إنه بعد التأخر أمام الجزيرة بطل الإمارات بهدف واحد في نصف نهائي مونديال الأندية الأخير، تمكنت كتيبة زيدان من تحقيق التعادل قبل أن تخطف هدف الفوز في الدقائق الأخيرة مثلما حدث أمام سان جيرمان، وفي الليجا كان ديبورتيفو لاكورونيا هو آخر ضحايا ريمونتادا الريال خلال المباراة التي جمعتهما في الجولة 20، إذ تقدم الديبور بهدف مبكر ليرد عليه الملكي بسباعية ثقيلة، وتكرر الأمر ذاته مع فالنسيا وليفانتي في بداية مشوار الدوري الإسباني، لكن الملكي استطاع العودة والتعادل مع كليهما، ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يسجل فيها الريال الريمونتادا في هذه النسخة من دوري الأبطال، حيث عاد بالتعادل أمام توتنهام في الجولة الثالثة من دوري المجموعات، بعد تقدم الديوك بهدف واحد، وجاء التعادل بوساطة رونالدو عبر ركلة جزاء أيضا! أما عن أهداف الدقائق الأخيرة خلال الموسم الحالي، فقد سجل الملكي الإسباني ما يقارب ثلث أهدافه في هذا التوقيت القاتل ما بين الدقيقتين 76 و90 وما بعد التسعين، وإذا كان الهدفان في شباك سان جيرمان هما الأغلى حتى الآن، فإن الريال أحرز عدة أهداف حاسمة أيضا منها هدفان في مرمى الغريم الأزلي برشلونة، خلال آخر 10 دقائق من المواجهة الأولى في كأس السوبر الإسبانية، ليتحول التعادل بهدف لكل منهما إلى فوز ملكي بثلاثة أهداف فتح الطريق أمام الفوز بتلك الكأس، وبعدها هز الفريق شباك فرق الليجا، وهي ملقا بهدف قاتل ليفوز بنتيجة 3/‏‏2 وكذلك أمام خيتافي لتنتهي المباراة بنتيجة 2/‏‏1، ثم التعادل القاتل 2/‏‏2 مع فالنسيا، كما شهدت مواجهة بروسيا دورتموند الألماني في دوري مجموعات الشامبيونزليج هدفا مشابها في المواجهة التي انتهت بالفوز 3/‏‏2، مروراً بالفوز على ليجانيس في ذهاب ربع نهائي الكأس بهدف قبل نهاية اللقاء بدقيقة واحدة، لكن هزيمة الإياب أطاحت به خارج المسابقة. من جهة أخرى، عانى الريال كثيرا هذا الموسم للدرجة التي دفعت أغلب الوسائل الإعلامية العالمية إلى توقع خروجه مبكراً من بطولته المفضلة على يد سان جيرمان، لكن الريمونتادا والفوز الغالي أثبتا أن مسيرة الملكي التاريخية في دوري الأبطال تحتفظ بأسرارها الخاصة، إذ إنه عبر 12 تتويجاً أوروبياً لم يكن الميرنجي بطلاً في إسبانيا سوى 4 مرات فقط، اقتنص في ثلاثة مواسم لقب الليجا وحمل كأس الملك مرة واحدة، والغريب أن العملاق الذي تُوِّجَ بأول بطولة أوروبية في تاريخه خلال موسم 1955/‏‏1956 كان يحتل المركز الثالث في الدوري الإسباني بفارق 10 نقاط عن أتلتيك بلباو البطل، بل إن الأمر الأكثر غرابة حدث في موسم 1997/‏‏1998 عندما حصل على لقبه الأوروبي السابع بعد غياب دام 32 عاما وكان رابع الترتيب المحلي في إسبانيا، كما توج بلقبه الثامن موسم 1999/‏‏2000 وهو في المركز الخامس في الليجا، لتحتفظ رواية الملكي ودوري الأبطال بغرابتها وإثارتها كحالة خاصة جداً في عالم كرة القدم! راموس: الريال لا يموت أشاد المدافع الإسباني سيرخيو راموس، نجم ريال مدريد، بالأداء الذي قدمه فريقه، مؤكداً أن النادي الملكي لا يمكن الحكم عليه بالموت. وقال قائد ريال مدريد، حامل لقب النسختين الأخيرتين من دوري أبطال أوروبا: «لقد كان انتصاراً مهماً في يوم من أيام دوري الأبطال الذي سيبقى خالداً في الذاكرة». وأضاف: «لدينا رغبة في الاستمرار في الدفاع عن هذا اللقب، كانت مباراة متكاملة». وتابع: «هنيئاً للفريق بعمله بصرف النظر عن النتيجة، برغم تلقيه هدفاً، استمر الفريق في البحث عن هدفه بشخصية قوية، وبرغم كل ما يقال لا يمكن أن يحكم على ريال مدريد بالموت». أسينسيو.. المُنقذ المظلوم ! شارك ماركو أسينسيو في الدقيقة 79 من عمر المباراة، ليقلب الأمور رأساً على عقب خلال سبع دقائق فقط، إذ قاد هجمة رائعة من الجبهة اليسرى ساهمت في تسجيل هدف الملكي الثاني، بعد 4 دقائق من دخوله إلى الملعب، ثم كانت تمريرته الحاسمة من نفس الجبهة ليسجل فريقه الهدف الثالث في الدقيقة 86، ليصبح النجم الإسباني الشاب أبرز نجوم هذا اللقاء، بعدما تقمص شخصية المنقذ الأسطوري رغم مشاركته كبديل لمدة 11 دقيقة فقط! ولا خلاف أن صاحب الـ22 عاماً يتعرض لظلم فادح من قبل الفرنسي زين الدين زيدان، بدليل مشاركته كبديل في أغلب مباريات الموسم الحالي، رغم تألقه الواضح وقدراته الفذة التي تظهر مهما بلغ قصر الفترات التي يشارك فيها، وشارك أسينسيو في 6 مباريات بدوري الأبطال كان بديلا في خمس منها، وبلغ عدد دقائق لعبه 198 دقيقة فقط، لكنه كان عاملاً حاسماً في فوز كبير قد يحمل فريقه نحو ربع النهائي. حل لاعب الوسط الدولي بديلا في 9 مباريات من أصل 19 في الليجا، لكنه سجل 4 أهداف، وصنع مثلها بفارق هدف واحد فقط عن زميله إيسكو الذي خاض 14 مباراة كأساسي مقابل المشاركة كبديل في خمس مواجهات، كما لعب أسينسيو كبديل في أكثر من نصف مباريات الموسم الماضي في الدوري الإسباني، ومع ذلك سجل 3 أهداف وصنع هدفين آخرين، وهو ما تكرر أيضا في دوري الأبطال وقتها إذ شارك 7 مرات كبديل من أصل 8 مباريات، أحرز فيها 3 أهداف بجانب تمريرة واحدة حاسمة! وبجانب دوره المؤثر في الفوز على باريس سان جيرمان، استطاع في بداية الموسم أن ينقذ الريال من الهزيمة أمام فالنسيا في الليجا بعد إحرازه لهدفين ساهما في انتهاء تلك المواجهة بالتعادل، كما سجل هدف الفوز القاتل على ليجانيس في ذهاب ربع نهائي كأس الملك، وتمكن كذلك من إحراز هدفين رائعين في مباراتى برشلونة ساهما في فوز الريال بكأس السوبر مطلع الموسم الجاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©