الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين... دور مأمول في مواجهة الاحتباس الحراري

13 ديسمبر 2013 23:31
يبدو أن الضرورة تضع هذه المدينة العظيمة في مقدمة أكثر الدول التى تساهم في حل مشكلة الاحتباس الحراري  التى تتقاسمها الانسانية. تتكلف الصين مليارات من الدولارات سنوياً نتيجة للتلوث في مجال الصحة، إلى جانب خسائرأخرى، وعلى الرغم من ذلك، لم يتمكن هذا التلوث من إبطاء  نمو الصين. ويحتل الاقتصاد الصيني المرتبة الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة، كما أن الصين أكبر سوق للسيارات في العالم، وهي أيضاً لا تزال تحقق نمواً.،وقد قفزت مبيعات السيارات الجديدة  في العام الماضي بنسبة  7 بالمئة  ليبلغ عددها 15.5 مليون سيارة.  أما مبيعات السيارات المستعملة، فقد حققت ارتفاعاً بنسبة 11 بالمئة  ليصل العدد الى 4.8 مليون سيارة، ومن المتوقع أن تحقق ارتفاعاً مطرداً لتصل إلى 20 مليون سيارة في عام 2020. وعلى الجانب الآخر، تتواصل الهجرة من المناطق الريفية الى المدن الكبيرة بحثاً عن فرص افضل للعمل والأجور المناسبة، وأسلوب المعيشة المتميز، ما يسهم في زيادة ازدحام هذه المدن، كما أوضح “يانج مينج” أثناء جولته في بكين، وخلال القمة العالمية الثانية للصناعات الناشئة التي عقدت في مدينة “ووهان”، التي تقع في شرق الصين الأوسط، وتعتبر مركزاً صناعياً واقتصادياً كبيراً، قارن المشاركون ما يحدث في الصين  بما يحدث في الدول المتقدمة منذ أكثر من عقد من الزمان، وخلصوا إلى أن  فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية جعلت المصانع الأميركية تصدر البضائع إلى الدول التي دمرت مصانعها أثناء الحرب. ولكن بحلول النصف الثاني من القرن العشرين، أدركت الشعوب المتقدمة مشكلة التلوث التي ترتبط بالإنتاج. ففي الولايات المتحدة، تأسست وكالة حماية البيئة عام  1970 في محاولة للحفاظ على نظافة الهواء والماء والأرض. ولكن ذلك لم يكن كافياً لإبطاء زحف ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن حرائق الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم والناتجة أيضاً عن نشاطي الصناعة والنقل. كما تتسبب الأنشطة البشرية في إنتاج الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتدمير طبقة الأوزون، وزيادة درجة الحرارة على كوكب الأرض وذوبان  الجليد القطبي. وكلما زادت الدول مثل الصين، التي يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار نسمة، في معدلات التصنيع، كلما ساهم ذلك في ضخ المزيد من التلوث  في الهواء. وخلال رحلتي الى أوروبا منذ ثلاث سنوات، أثار صغر حجم السيارات هناك إعجابي. لقد سيطرت السيارات الذكية، والمركبات المماثلة لها في الحجم على الطرق في أوروبا. لم أشاهد ذلك في “ووهان” ، أو هونج كونج  خلال الرحلة التي قمت بها مؤخراً الى الصين. السيارات بالحجم الأميركي، مثل سيارات هيونداي وهوندا، وفورد وتويوتا، وجنرال موتورز تزيد من الأزمة المرورية. وكذلك الحال بالنسبة  للسيارات الفاخرة، مثل  سيارات البويك والكاديلاك والـ بي إم دبليو. ولا يستطيع كوكبنا أن يستوعب  شعبا بحجم الصين مع الشهية الأميركية  للوقود الأحفوري. ولكن يتضح من الجولة التي قام بها يانج أن تاريخ الصين المثير للإعجاب وكذلك ابتكاراتها تؤكد أنها على الطريق لاحداث تحسينات في هذا المضمار. لقد مشينا في “المدينة المحرمة”، حيث يقع القصر الامبراطوري، والتى شيدت قبل عقود من  اختفاء كريستوفر كولوكبوس في الأميركتين وهو في طريقه المختصر إلى آسيا. واصطحبنا “يانج” إلى معبد السماء، الذي  يقع في جنوب شرقي العاصمة الصينية بكين، وذهبنا، راكبين عربة يد، إلى منازل هوتونج ذات الفناء، التى يزيد عمرها على  مائتي عام، والتي كانت تتسع لعائلات يبلغ عدد أفرادها  20 فرداً. ومشينا كذلك في ساحة تيانانمن، التي شهدت المظاهرات المؤيدة للديمقراطية  عام 1989، والتي ساعدت على تغييرهذه الأمة، وأخيرا تسلقنا جزءاً من سور الصين العظيم. قدرة الصين على إعادة اختراع نفسها تعطي لكوكبنا الأمل في أن التغيير سوف يأتي من  هذه الأمة الكبيرة. وخلال دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية التي أقيمت عام 2008، تم خفض نسبة التلوث جزئياً عن طريق الحد من استخدام المركبات.وليس بعيداً عن سور الصين العظيم، تم تشييد إسكان عائلي جديد يتميز بألواح الطاقة الشمسية التي تمتلئ بها أسطح الأبنية متعددة الطوابق. إن الصين تعتبر واحدة من الدول الرائدة في العالم في انتاج الألواح الشمسية. وتمثل أنواع الوقود غير الأحفوري 9.6 بالمئة من استهلاك الطاقة، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة الى 15 بالمئة بحلول عام 2020. ويتعين على الصين، مثلما هو الحال في الولايات المتحدة، بذل المزيد من الجهد لتحديث المباني القائمة وإدخال الطاقة الخضراء. وقد أوضح يانج أن المنازل قد تحولت من حرق الفحم  للحصول على التدفئة الى الكهرباء الأكثر فاعلية. كما ينبغي أن تشمل وسائل النقل في المستقبل مركبات غير مسببة للتلوث. يجب البدء في ذلك من الصين، ثم الانتشار الى سائر أنحاء العالم. النظام البيئي الحساس في كوكب الأرض يعني أن تلوث الصين الخانق لا ينحصر فقط داخل حدودها، لكنه يؤثر على الجميع في كل مكان. وينبغي اللجوء إلى  أنواع الطاقة الأخرى، مثل الطاقة الشمسية والطاقة التي يتم توليدها من الرياح والطاقة الحرارية الأرضية للمساعدة على تلبية احتياجاتنا من الطاقة في المستقبل. حماية البيئة وإدخال الطاقة الخضراء هي سبيلنا  لإنقاذ أنفسنا وكوكبنا. لويس ديوجويد محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة “إم. سي.تي. انترناشونال”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©