الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"الخواتم المستأجرة" تحفظ كرامة العروس وتمنع انهيار المحفظة

30 مايو 2007 23:20
القاهرة ـ رويترز: قديماً اعتبره المصريون جلد الاله وأغدقوه على الفراعنة القدماء عند انتقالهم للحياة الأخرى· واليوم مع الارتفاع الكبير في سعر الذهب أصبح شراء الشبكة أو الهدية الذهبية التي تقدم للعروس، كطقس مهم في زيجات العالم العربي، عبئاً على راغبي الزواج· وفي ظل ارتفاع نسبة البطالة وزيادة معدل التضخم وأجر يقل عن 50 دولاراً (285 جنيهاً مصرياً) في الشهر يلجأ كثير من الفقراء المقبلين على الزواج لاستئجار الخواتم والأساور الذهبية في حفلات العرس· ويقول أيمن وهبة، مدرس في السابعة والعشرين من عمره: ''لا يمكن أن يتوقف الناس عن الزواج لذا فإن استئجار الحلي الذهبية أفضل حل لمحفظتك وكرامة عروسك''· وتابع: ''لم تكن فكرة الزواج بدون شبكة واردة من قبل، ولكن ضعف الاقتصاد والارتفاع الحاد في أسعار الذهب حمل كثيراً من الأسر على التضحية من أجل سعادة بناتهم''· وفي مصر يعتمد ثمن الشبْكة على الحالة المالية للأسرة وتتراوح قيمتها من 600 دولار لشراء خاتم خطبة وسوارين من الذهب إلى ثمانية آلاف دولار، أو أكثر لشراء طقم كامل من الحلي الذهبية وخاتم من الألماس· ولكن كثيرين من محدودي الدخول في مصر يقولون إن الزواج قد يصبح شبه مستحيل إذا عجز الرجال عن استئجار شبكة بحوالي 40 دولاراً في ليلة الزفاف· وتقول هيام إبراهيم، ربة منزل استأجرت حلياً ذهبية في ليلة زفافها: يتعين على الرجل الادخار لمدة عشرين عاماً ليوفر ثمن مثل هذه الهدية ومتطلبات الزواج الأخرى· وتضيف: أدركت الأسر ذلك وهي مستعدة للتعاون والتخلي عن ارتباطها العاطفي بالذهب· ويعتبر كثيرون في مصر الشبكة ضماناً مالياً في حالة تعرض اسرة العروس لأزمة مالية أو الطلاق· ورغم النمو الاقتصادي المزدهر، فإن نسبة البطالة والتضخم التي تبلغ في المتوسط 10 % تعني أن طبقات أدنى تجد صعوبة في توفير احتياجاتها اليومية· ويقل عدد الرجال القادرين على تحمل نفقات الزواج فيما تبحث كثيرات في بداية العشرينات والثلاثينات من عمرهن عن فارس أحلامهن· وتشير أرقام غير رسمية من قسم الإحصاء بجامعة القاهرة إلى تراجع الزيجات، حيث تم عقد 600 ألف زيجة في العام الماضي، مقابل 681 ألفاً في العام الأسبق· ومع ارتفاع سعر الذهب لحوالي 658 دولار للأوقية (الأونصة) بزيادة بنسبة 27 % منذ بداية عام 2006 يواجه المقبلون على الارتباط صعوبة أكبر في إتمام الزواج من دون استئجار الشبكة· ويقول المهندس شريف سامي (32 عاماً): ''كثيراً ما فشلت زيجات بسبب الشبكة لذا فإن تخلي الأسر عن هذا التقليد القديم أمر يدعو للارتياح''· وفي متجر للحلي الذهبية يزدحم براغبي الزواج في شارع الصاغة، وهي منطقة فقيرة نسبياً في القاهرة، تستأجر راندا عبد الحميد قلادة ذهبية وزوجاً من الاقراط وأربعة أساور جميعها مصنوع من ذهب عيار 21 كي تتزين بها في ليلة عرسها· وتقول: ''نحب الذهب جميعاً وكل فتاة تريد أن تحتفظ به أطول فترة ممكنة، لذا ليس من السهل معرفة أنه سيتعين عليك رد الشبكة مرة اخرى في أول أسبوع من حياتك الجديدة''· وتضيف: ''لكن الحياة اختيارات وفي هذه الحالة أعتقد أن المرأة الذكية ستفضل السعادة على عادة قديمة أو عاطفة مادية''· ويساعد الاتجاه الجديد على إتمام عدد أكبر من الزواج ويساعد العائلات على الحفاظ على المظاهر بتكلفة محتملة، ولكن تجار الذهب يقولون إنهم يعانون· ويقول جورج ملاك، صانع حلي ذهبية في القاهرة: ''مواسم شراء شبكة العروس بمثابة شريان الحياة لنا· ونواجه مشكلة خطيرة مع لجوء كثيرين لاستئجار الحلي الذهبية''· وذكر مجلس الذهب العالمي أن الطلب على الذهب تراجع بنسبة 21 % في العام الماضي إلى 60,1 طن· وقال مسؤول في شعبة صناعة الذهب باتحاد الصناعات المصرية: ''إن الاتجاه يهز صورة مصر كموطن لمحبي الذهب''· وتراث الذهب في مصر غني وكان المصريون القدماء يستخدمونه في زينتهم اليومية، وكانوا يدفنون الفراعنة مزينين بالمعدن الثمين، واشتهر القناع والتابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون وهو مصنع من 110 كيلوجرامات من الذهب الخالص· واليوم يقول مقبلون على الزواج يستأجرون الشبكة في حفلات العرس: ''إنه حتى الأجيال الأكبر سناً كانت ترى أن الحب أهم من مال الدنيا''· وتقول إلهام كامل، 27 عاماً: ''حين تقدم لي خطيبي قلت لأمي إن بوسعي أن أعيش من دون قطعة من المعدن، ولكني لا أحتمل الحياة بعيداً عمن أحب''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©