الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"خلايا الوقود" أداة الشركات لمواجهة التحديات البيئية

"خلايا الوقود" أداة الشركات لمواجهة التحديات البيئية
30 مايو 2007 23:19
إعداد ـ عدنان عضيمة: أصبحت المشاكل البيئية الهاجس الأول لشركات صناعة السيارات في العالم، وتحولت إلى قوة أساسية توجه الصناعة وتتحكم في مشاريعها المقبلة· ويترقب صنّاع السيارات الآن الحدث الأكبر الذي ينتظر أن يلعب دوره في الحكم على قدرة المنتجين على البقاء في الأسواق، وهو يتعلق بالقوانين الجديدة لفعالية استهلاك الوقود في السيارات والتي تفرض عليهم إعادة النظر في كافة التقنيات والتصاميم التي كانوا يعتمدون عليها في بناء سياراتهم· وبهذا، أصبح السباق في الأسواق يرتبط بشكل أساسي بمدى استعداد المنتجين للتعايش مع هذه القوانين الجديدة التي ينتظر بدء العمل بها مطلع العام المقبل· وتثير القضية الآن مشكلة ذات طابع سياسي واقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا· ففي الولايات المتحدة مثلاً، عبر كبار صناع السيارات عن رغبتهم في تأجيل العمل بهذه القوانين، ريثما يتمكن الخبراء والمهندسون من استكمال بحوثهم، وتعديل خطوط تصنيع قطع سياراتهم· وبدا من الواضح أن الحكومة الأميركية لا تعتزم تأجيل العمل بالقوانين أو تخفيف نصوصها· وجاء في تقرير نشرته ''الواشنطن بوست'' أن حاكم ولاية ميتشجن السيناتور جون دين حذّر صنّاع السيارات من أنه ليس هناك ثمّة أمل لمنع الكونجرس وإدارة جورج بوش من زيادة شروط معايير فعالية حرق الوقود في محركات السيارات· وبدأت بعض الشركات الكبرى تعلن عن ارتباكها الشديد من الضغوط التي بدأت تستشعرها مع اقتراب موعد تطبيق القوانين· ومن ذلك مثلاً أن توم لاسوردا، الرئيس التنفيذي لمجموعة كرايسلر، أشار إلى أن شركته تسابق الزمن لتنفيذ خطط ومشاريع تبلغ تكلفتها 3 مليارات دولار خلال السنوات القليلة المقبلة لبناء سلسلة من المحركات الجديدة التي تضمن مستويات أعلى من الكفاءة في حرق الوقود، بالرغم من أن الشركة تمر الآن بمرحلة انتقالية بعد أن اشترت أصولها شركة استثمارية أميركية· وفيما يبدو وكأن شركات صناعة السيارات اليابانية، وخاصة تويوتا وهوندا ونيسان، قد أعدت عدتها للانسجام مع هذه القوانين من خلال بناء محركات ذات فعالية عالية في استهلاك الوقود، فقد بدا وكأن ''جنرال موتورز'' عازمة بقوة على المنافسة في هذا الميدان والبقاء على قمة صناعة السيارات العالمية بالرغم من التغيرات الكبرى التي يشهدها (المناخ العالمي) لأسواق السيارات· وأشارت إحدى الدراسات المتخصصة باستهلاك الوقود في الولايات المتحدة الأميركية والتي نشرتها مؤسسة حماية البيئة (إي بي إيه) إلى أن ''جنرال موتورز'' تتصدر صناعة السيارات النظيفة من خلال مزيد من المركبات التي تسير لمسافة 100 كيلومتر مستهلكةً 7,89 لتر من الوقود على الطرقات السريعة· وتعزز الدراسة مسيرة الشركة التي تسخر إمكاناتها في سبيل إنتاج محركات تتميز بالكفاءة وتتسم بإصداراتها المتدنية من غازات عادم الاحتراق، هادفةً الى إخراج السيارات من لائحة الصناعات الضارة بالبيئة· وتشمل استراتيجية ''جنرال موتورز'' الثلاثية الهادفة الى تحقيق ذلك عدة خطوات منها: تطوير محركات الإحتراق الداخلي (آي سي إي) التقليدية وتوفير وقود بديل مثل (الإيثانول 85) الذي يتكون من 85 % من الإيثانول و15 % من الوقود التقليدي (البنزين)، ضمن إطار خططها الرامية الى توسيع مجموعة سياراتها الهجينة وتطوير السيارات العاملة بخلايا الوقود والمركبات الكهربائية· وفي هذا السياق، قالت إليزابيث لويري، نائب رئيس جنرال موتورز لقسم الطاقة والبيئة: تشكل ريادة الشركة للاستهلاك المتدني من الوقود، دليلاً واضحاً على التزامها بالاستمرار في زيادة كفاءة سياراتها· ففي الولايات المتحدة الأميركية، قمنا خلال العام الماضي بتوفير 14 سيارة قادرة على استهلاك 7,89 لتر من الوقود لكل 100 كيلومتر، وارتفع عدد السيارات خلال العام الجاري الى 23 سيارة· ومن الواضح أن مسيرة التقدم هذه حيوية جداً بالنسبة الى عمل شركتنا بشكل عام، لكنها تصب في النهاية في مصلحة المستهلك والبيئة معاً· وتشمل التطورات الهادفة الى الحد من استهلاك الوقود التي تعتمدها ''جنرال موتورز'' في عدد كبير من سياراتها، على مجموعة كبيرة من التقنيات، مثل تقنية التواقت المتغير للصمامات الذي يغيّر معدل استهلاك الوقود بحسب الظروف الحقيقية للقيادة، وعلبة نقل الحركة السداسية النسب· وساهمت هذه التقنيات في خفض مستويات الاستهلاك في عدد كبير من سيارات ''جنرال موتورز'' الرياضية ذات الاستخدامات المتعددة والحجم الكبير مثل كاديلاك إسكاليد وشفروليه تاهو وجي ام سي يوكون وغيرها· ومن جهة أخرى، تشدد الشركة منذ فترة على بناء السيارات المتخصصة بحرق الوقود العضوي الجديد (إي 85) والتي تحمل أيضاً تسمية (فليكس فيول)· فوقود (إي 85)، يعتبر الآن من أشهر بدائل الوقود التقليدي، ويساهم بشكل كبير في مواجهة هذا التحدي، خصوصاً أن سيارات الشركة العاملة بتقنية (فليكس فيول) قادرة على السير بالاعتماد على أية تركيبة من الإيثانول والوقود مهما تبدلت نسبة الإيثانول والبنزين فيها· وهنا تجدر الإشارة الى أن ''جنرال موتورز'' باعت أكثر من مليوني سيارة من التي تعتمد تكنولوجيا (فليكس فيول) في الولايات المتحدة الأميركية عبر كافة علاماتها شفروليه، وجي ام سي، وبويك، وساتورن، كما أنها تعمل على تشجيع تنمية شبكة محطات التزود بوقود (إي85)· وخلال العام الجاري، وفرت ''جنرال موتورز'' 16 طرازاً مختلفاً يعمل بوقود (إي85) في الولايات المتحدة الأميركية، أي ما معدله 400 ألف سيارة· ويتم تصنيع الإيثانول بشكل رئيسي من الذرة الصفراء، مع العلم أن إمكانية إنتاجه من عدد من المصادر الأخرى متوفرة بما فيها قصب السكر والقمح· وتعتبر سيارة (ساتورن فيو غرين لاين) الجديدة القادرة على قطع 100 كيلومتر في الطرق السريعة بنحو 7,42 ليتر من الوقود، إحدى 12 سيارة هجينة تعتزم ''جنرال موتورز'' إطلاقها خلال السنوات القليلة المقبلة، والتي تبرز ميزاتها الإيجابية في التوفير الكبير على المستهلك بالرغم من أن هذه السيارات تتوفر في كافة الفئات وبأسعار مختلفة، ومنها السياحية وذات الاستخدامات الرياضية المتعددة وذات الحجم الكامل· وتشكل خلايا الوقود أحد الحلول التي تعتمدها ''جنرال موتورز'' لتوفير سيارات نظيفة لا تحتاج في عملها الى الوقود التقليدي· ففي عام ،2005 قدمت سيارتها (شفروليه سيكويل) العاملة بتقنية خلية الوقود وهي السيارة الأولى في العالم التي دمجت نظام الدفع عبر خلايا الوقود التي تستهلك الهيدروجين مع مجموعة كبيرة من التقنيات الإبداعية، مثل نظام القيادة بالسلك المستخدم في الطائرات، ومحركات الدفع الكهربائية الفردية الخاصة بكل واحد من الإطارات الأربعة للسيارة والتي تستمد طاقتها من بطاريات شوارد الليثيوم· وتم بناء السيارة فوق هيكل أساس بنية بالغ الخفة مصنوع من معدن الألومنيوم المقسّى· وتعتمد ''سيكويل'' على الهيدروجين النظيف كوقود لتسييرها ولا يصدر عنها أي نوع من الغازات بإستثناء بخار الماء· وستقوم ''جنرال موتورز'' ببناء 100 سيارة من طراز ''شفروليه إكوينوكس'' تعمل بخلية الوقود· وستبدأ بتسليم السيارات خلال العام الجاري في إطار برنامج خاص أطلقت عليه تسمية ''مشروع درايف واي''· وتعتبر ''سيكويل'' ثورة حقيقية في عالم صناعة السيارات إذ إنها تستبدل محركات الاحتراق الداخلي بنظام الدفع بكل من خلية الوقود أو بالوقود التقليدي، بغاز الهيدروجين المضغوط والمبرد، فيما تستبدل فيها الأنظمة الميكانيكية بأخرى كهربائية· ومع ''سيكويل''، تكون ''جنرال موتورز'' قد نجحت في بناء مركبة حقيقية ستتصدر عالم النقل على المدى الطويل· وفي معرض ''ديترويت''، الذي أقيم في مطلع العام الجاري، كشفت الشركة النقاب عن سيارة اختبارية حملت تسمية (شفروليه فولت) تم تزويدها بفئة مطورة وجديدة من نظام (إي فليكس) تقوم على نظم دفع كهربائية· وتساهم السيارة في تنويع مصادر الطاقة التي يمكن عبرها إنتاج الكهرباء، كما أنها تعتمد على بطارية كبيرة ترتبط مع محرك ديزل يعمل بتقنية الشحن التوربيني للبنزين بسعة لتر واحد، وهو قادر على توليد كمية من الكهرباء تكفي لدفع السيارة لمسافة 640 ميلاً (1024 كيلومتراً) وتأمين مستويات استهلاك متدنية جداً· وتشمل سيارات ''جنرال موتورز'' القادرة على استهلاك 7,89 لتر من الوقود لكل 100 كيلومتر والمتوفرة في منطقة الشرق الأوسط كلاً من: شفروليه سبارك وأفيو سيدان وأفيو هاتشباك وأوبترا سيدان وأوبترا هاتشباك وإبيكا 2,0 لتر وإبيكا 2,5 لتر وساب 9-3 سيدان وساب 9-3 سبورت كومبي وساب 9-3 مكشوفة وساب 9-5 سبورت سيدان وساب 9-5 سبورت كومبي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©