الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قرينة الرئيس المصري: بناء السلام مسؤولية إنسانية لكل نساء العالم

30 مايو 2007 01:23
ألقت السيدة سوزان مبارك قرينة فخامة الرئيس المصري كلمة في حفل التكريم بمناسبة حصولها على جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية قالت فيها: إنها لحظة غامرة بكل مشاعر السعادة والتقدير والامتنان حين أتواجد اليوم في ''دبي'' مدينة العمران والأحلام والمستقبل·· ووسط هذه الكوكبة المتميزة من كبار المسؤولين والقيادات النسائية والشخصيات المرموقة في دولة الإمارات الشقيقة وفي الوطن العربي· وتزداد سعادتي اليوم بمناسبة اختياري للحصول على جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية وهو اختيار أفخر به وثقة أعتز بها، فاسمحوا لي أن أتقدم بعميق شكري لكل من اختارني لهذه الجائزة من الأفراد والمؤسسات، وشكري وامتناني موصولان - أيضاً - لمركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة واللجنة العليا المشرفة على الجائزة، تلك الجائزة التي تجسد نموذجاً مضيئاً للعمل الإنساني التطوعي، وتمثل رمزاً لقيم العطاء والتراحم والتكافل الاجتماعي، وهي قيم أصيلة كانت وما زالت تميز مجتمعنا العربي· ولعل سعادتي بالجائزة لا تنفصل ولا تقل عن إعجابي بمركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة، وتقديري البالغ لجهوده المشهودة ، والواقع أن نجاحنا في تحقيق التنمية المستدامة هو السبيل الوحيد لتلبية الأحلام ومواكبة الطموحات المتزايدة للشعوب في التقدم والرفاهية·· واسمحوا لي أن أستعرض معكم ثلاثة أحلام، وهي في ذات الوقت ثلاثة تحديات تواجهنا في هذه اللحظة الفارقة التي تعيشها المنطقة والعالم· الحلم الأول، والتحدي الأول هو البحث عن عولمة ذات وجه إنساني·· عولمة تصالح بين الشعوب ولا تصادر على حقوق الأوطان، تسهم في بناء إنساني ينتمي الى وطن وجذور بقدر ما ينفتح على آفاقه الإنسانية· وإذا كانت هناك مجتمعات كثيرة يساورها القلق اليوم بشأن هويتها الوطنية أمام تيار العولمة الجارف، فواجبنا أن نسعى في مجتمعنا العربي لصياغة مشروع فكري يوفق بين قيم الوطنية المستنيرة وقيم الإنسانية المعاصرة، مشروع يمثل تصالحاً خلاقاً بين اعتزازنا بثوابت وتراث الأوطان من ناحية، وبين الانخراط الواثق الواعي في حركة العولمة من ناحية أخرى· أما الحلم الثاني، والتحدي الثاني الذي يواجهنا فهو التعليم الذي أصبح اليوم أولوية الأولويات·· وحلم التعليم هو ذاته حلم بناء الشخصية الإنسانية في عالم تزداد فيه التحديات المعرفية، وتتسع الفجوة الرقمية، ويبدو التفكير النقدي ضرورة لا ترفاً· وأود هنا أن أشيد بالمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ أيام بإنشاء مؤسسة للتنمية العلمية والثقافية بالمنطقة، تهتم في المقام الأول بالنهوض بالتعليم في الوطن العربي وتشجيع الموهوبين والمبدعين من أبنائه· أما الحلم الثالث، والتحدي الثالث فهو تغيير ثقافة المجتمع وتصحيح المفاهيم السلبية وغير الدقيقة التي تحد من إمكانية انطلاق المرأة وتعطل دون سند أو فهم قدراتنا ومواهبنا، وتحرم المجتمع من فرصه المشروعة والمستحقة في توظيف طاقات كل أبنائه· ولعل مشاركة المرأة العربية تكتسب في هذه الظروف التي تمر بها منطقتنا أهمية خاصة وأبعاداً جديدة، فإذا كانت قضايا وأولويات المرأة تختلف من مجتمع الى آخر، فإن هناك مسؤولية إنسانية مشتركة تجمع بين كل نساء العالم في شرقه وغربه، شمال وجنوبه، مسؤولية مشتركة من أجل بناء السلام· وقد أدركت أنه بالإرادة الصادقة، والرؤية الواقعية والمتوازنة، يمكن أن تذلل العقبات وتحشد الطاقات وتتحقق الأهداف والأحلام· نعم·· آمنت منذ الوهلة الأولى بقيمة الإنسان المصري وقدرته على تحدي الصعاب، واستعداده للتطور، وقدرته على التحول واستيعاب الأفكار القيمة للحياة· وتعددت المبادرات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتنوعت المشروعات لتشمل مختلف المجالات، مجالات متنوعة للنشاط الاجتماعي، ودائرة واسعة من الاهتمامات الإنسانية، ظل يجمعها رابط واحد هو السعي من أجل نفع الناس وتنمية الإنسان· ولم يكن حماسي أبداً لطرح كل هذه المبادرات أو لخوض كل التحديات بحكم موقعي الرسمي، بقدر ما كان تعبيراً صادقاً عن قناعاتي الشخصية العميقة كمواطنة مصرية تعتز بانتمائها لوطنها ولأمتها العربية، وكإنسانة تحلم بعالم أفضل، وبغد أكثر أمناً وازدهاراً· والآن·· اسمحوا لي أن أهدي هذه الجائزة لكل ضمير إنساني يناضل من أجل قيم الحق، والخير، والعدل، ولكل مؤسسة وجمعية تمارس العمل التطوعي وتؤمن بغايته النبيلة، ولكل صاحب قلم ورأي وفكر يسهم في إعلاء قيم السلام والتواصل ونبذ ظواهر التعصب والانغلاق· وأخيراً لكل امرأة عربية تتحمل في شجاعة وتضحية مسؤوليتها الاجتماعية ودورها الوطني الذي يعد رمزاً للعطاء وإنكار للذات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©