الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس: أصبحت لنا دولة عاصمتها القدس إلى الأبد

عباس: أصبحت لنا دولة عاصمتها القدس إلى الأبد
3 ديسمبر 2012
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن الشعب الفلسطيني أصبحت له دولة عاصمتها القدس الشرقية إلى الأبد، وتعهد بتسريع جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية تبعاً لذلك، فيما احتجزت إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية وتعهدت بتوسيع الاستيطان في الأراضي المحتلة رداً على منح فلسطين وضع مراقب غير عضو في الأمم المتحدة. وقال عباس، خلال كلمة أمام عشرات الآلاف من الفلسطينيين استقبلوه استقبال الأبطال في مقر الرئاسة الفلسطينية وسط رام الله لدى عودته من نيويورك، «نعم أصبحت لنا دولة وعاصمتنا القدس إلى الأبد». وأضاف لا تزال في دربنا تحديات ضخمة وعقبات كبيرة، لكن هذا الشعب (الفلسطيني) الذي صنع هذا الانتصار قادر على أن يحميه ويطوره حتى كنس الاحتلال وتحقيق الاستقلال». وتابع «إن أمامنا مهمات كثيرة في المرحلة القادمة أهمها وأولاها استعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة لاستعادة وحدة الشعب والأرض والمؤسسات. أُوجه التحية إلى جميع الفصائل دون استثناء التي اصطفت مع جماهير شعبنا بشكل وحدوي وسندرس خلال الأيام القليلة المقبلة الخطوات اللازمة لتسريع خطوات تحقيق المصالحة”. وأبدى ثقته في أن «الجماهير التي صنعت إنجاز 29 نوفمبر، عندما كتب العالم شهادة ميلاد دولة فلسطين، قادرة على فرض إرادة شعب بصنع المصالحة». وأهدى عباس الانتصار في الأمم المتحدة إلى روح سلفه الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، قائلاً «يا أبا عمار نم قرير العين، إن شعبك يواصل المسير على دربك، وها هو يتقدم في الطريق التي شققتها نحو دولة فلسطين، سلام على روحك الطاهرة». كما أهداه إلى أرواح الشهداء والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وكرر عبارة “يوم يرفع شبل من أشبالنا علم فلسطين فوق أسوار القدس، وكنائس القدس” التي كان عرفات يرددها. وقال «القدس هي عاصمة دولة فلسطين إلى الأبد». وأكد عباس أن الاعتراف بفلسطين دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة استفز قوى الحرب والاستيطان والاحتلال وقد تعمقت عزلتها في العالم. واستعرض محاولات ثني القيادة الفلسطينية عن توجهها نحو ذلك. وقال «تم تهديدنا بعقوبات كثيرة من جهات مختلفة، ولو أردنا الاستماع لها لما ذهبنا إلى الأمم المتحدة. وكثيرون أدلوا بدلوهم ليتفننوا بالعقوبات ضد الشعب والأرض والإنسان، وقالوا: إذا ذهبتم ستلاقون مالا يعجبكم والعالم سينفجر، وذهبنا ولقينا ما يعجبنا». وأضاف «طلبوا منا تأجيل التوجه إلى الأمم المتحدة، وأخيراً قالوا لنا في اللحظات الأخيرة: غيروا مضمون خطابكم وغيروا مشروعكم، لكننا صمدنا». وتابع «ذهبنا إلى نيويورك نحمل إلى العالم حلم شعبنا ورسالته المتمسكة بالحرية والاستقلال، وقال العالم كلمته بصوت عال: نعم لدولة فلسطين وحرية فلسطين، نعم للاستقلال لا للعدوان والاستيطان والاحتلال. وكانت الرسالة واضحة: لسنا وحدنا والعالم والتاريخ معنا والمستقبل معنا والله سبحانه وتعالى معنا». وحيا عباس مستقبليه، قائلاً “ارفعوا رؤوسكم عاليا، فأنتم فلسطينيون. ولتكن هاماتكم شامخة وقاماتكم منتصبة، فأنتم فلسطينيون وقد أثبتم أنكم أقوى من الاحتلال وأنكم أقوى من العدوان والاستيطان، لأنكم فلسطينيون». وأضاف «هنيئا لكن أيتها الفلسطينيات ولكم ايها الفلسطينيون الشجعان، فأنتم وحدكم صناع هذا الإنجاز وانتم وحدكم أصحاب هذا الانتصار. أنتم من تصنعون التاريخ وترسخون فلسطين على خريطة دول العالم في القريب العاجل». وتعليقا على تعهد عباس بتسريع جهود المصالحة، قال المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري في غزة «بلا شك هناك لغة إيجابية، لكن هذا بحاجة إلى ترجمته على الأرض». وأضاف «نحن معنيون بتحقيق المصالحة الفلسطينية وحماس قدمت العديد من المبادرات الإيجابية كان في مقدمتها الحفاظ على وحدة الموقف الفلسطيني فيما يتعلق بخطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة». من جانب آخر، قررت الحكومة الإسرائيلية عدم تحويل عائدات الضرائب لحساب السلطة الوطنية الفلسطينية هذا الشهر. وأوضح وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينيتس في بداية جلستها الأسبوعية في القدس المحتلة أنه سيتم تجميد مبلغ 460 مليون شيكل إسرائيلي (نحو92 مليون يورو)، لاستخدامه في تسديد ديون «شركة كهرباء إسرائيل» وهيئات إسرائيلية أُخرى المتوجبة على السلطة الفلسطينية. وقال «لقد قلنا منذ البداية إن رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة لن يمر من دون رد إسرائيلي». وأضاف “لقد آن الوقت لربط مستوطنة معاليه أدوميم بالعاصمة (القدس المحتلة)، فهذه الخطوة كان يجب اتخاذها قبل فترة طويلة». إلى ذلك، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع الاستيطان اليهودي في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة وخاصة القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل. وقال لدى بدء الجلسة ذاتها «إن الرد على الهجوم على الصهيونية ودولة إسرائيل، يجب أن يدفعنا إلى زيادة وتسريع تنفيذ خطط البناء في كل المناطق التي قررنا البناء فيها». وأضاف «اليوم نبني وسنواصل البناء في القدس وفي كل الأماكن المدرجة على خريطة المصالح الاستراتيجية لدولة إسرائيل». وزعم أن ما سماها مظاهر التحريض ضد إسرائيل لدى السلطة الفلسطينية تشكل دليلاً آخر على أن النزاع الثنائي لا يقتصر على السيادة في بعض الأراضي، بل يأتي من منطلق رفض الفلسطينيين الإقرار بشرعية وجود إسرائيل. وقال «كيف يتم الحديث عن السلام ما دامت السلطة الفلسطينية تنشئ جيلها الصاعد على الكراهية؟». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مدير عام وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية يوسي كوبر فاسر أطلع حكومة نتنياهو على «استمرار مظاهر التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل، ومن بينها استخدام مضامين نازية هتلرية وتمجيد الانتحاريين ونشر رسوم كاريكاتورية معادية لليهود ومحو إسرائيل عن الخرائط الفلسطينية الرسمية”. وأصدر مجلس الوزراء الإسرائيلي قرارا بالإجماع برفض قبول عضوية فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة. وأعلن أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «لن يكون أساسا لأي مفاوضات سلام ولن ينال من حقوق إسرائيل (المزعومة) على أراضيها». وقال نتنياهو «أي دولة فلسطينية لن تقوم قبل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، وموافقتهم على إنهاء النزاع بين الجانبين». وأضاف «لن تسمح إسرائيل أبداً بتحويل الضفة الغربية إلى قاعدة إرهابية تطلق منها الصواريخ على المدن الإسرائيلية»!. وشجبت القيادة الفلسطينية احتجاز أموال الضرائب. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه «هذه الأفعال قرصنة ولصوصية وسوف نعرف كيف نرد عليها، لأن العالم صار جاهزاً لمعاقبة إسرائيل على جرائمها وعلى سياسة العقوبات الجماعية التي تفرضها. وسوف نتابع الخطوات التي يتيحها لنا القانون الدولي في جميع الميادين والمحافل ضد التوسع والعنصرية». وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفلسطينية نور عودة «هذا إجراء غير شرعي تقوم به إسرائيل يُضاف إلى سلسلة الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها خلال الأيام القليلة الماضية بما في ذلك الاستيطان». وأضافت «لا يحق لاحد التصرف بالأموال الفلسطينية أو اتخاذ أي اجراء يتعلق بهذه الاموال غير السلطة الفلسطينية. لذلك، فالسلطة الفلسطينية تنتظر تحويل اموال الضرائب الفلسطينية التي تجبيها إسرائيل في الوقت المحدد».
المصدر: رام الله، غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©