قبل فترة شهدت الدولة تخريج فوج جديد من طلاب التقنية وجامعة زايد، وبعد أيام ستشهد كذلك تخريج طلاب جامعة الشارقة، مبروك لك يا بلادي، ومبروك لكم انتم أيها الخريجون دورة بطالة مدتها بعلم الغيب··· يجتازها من يملك الواسطة ومن يحالفه الحظ، وتخيب عند أولئك·· لا أريد إحباطكم يا خريجي العلم، ولكن نحن نعاني من وجود دفعات قديمة من الخريجين قلة منهم من يعمل حالياً أما الأغلبية فما زالت تبحث جاهدة عن وظيفة تؤهلها للعمل بما تعلم·
إن اجمالي الخريجين اعتقد أنه يصل إلى قرابة 4000 أو أكثر·· لا حسد·· ولله الحمد·· ولكن اجمالي العاطلين عن العمل يفوق ذلك بكثير·· يا حسرتنا···
إن ألقينا نظرة على قائمة الباحثين عن العمل في الموارد البشرية أو التنمية البشرية، سنجدها قائمة طويلة يذوب القلب في حسرة لحالهم ولحجمهم·
كيف؟!! ومتى؟! ولماذا؟!!
كلها تساؤلات لماذا لم يعمل هؤلاء وكيف لم يعملوا ونحن شعب قليل بتعداده وكبير بمنجزاته، إذا من يخدم البلاد·؟!
ومتى سيعملون؟!
شكراً لك يا ''تنمية'' سعيت جاهدة لمساعدة أبناء هذا الجيل·· وشكراً لك يا دار تحاولين تأهيل وتوظيف الكوادر الوطنية··
شكراً لك يا مؤسسات ويا مراكز ساهمت في معارض للتوظيف ولحل هذه المشكلة·· وشكراً لكم جميعاً فقد بعثتم إلى النفوس نسمة أمل·· لتقول اصبر فاسمك موجود عندنا لكن اصبر إلى أن نلقي النظرة عليه·· اصبر فالأوراق كثيرة·· والمدخول قليل·· والنظرة إلى تلك الأوراق تحتاج إلى دراسة جدية·· ومصير هذه النظرة بعلم ربها·· الله كريم·
فنحن لا نملك أي امكانيات للمبادرة·· حتى في هذا الأمر نحتاج إلى نظرة·· لأنه ليس لنا أي مدخول اقتصادي·· أنا أبحث عن الخلل··
الدولة تسعى جاهدة لسد الخلل·· وتوظيف الطلاب·· ولكن·· لا يزال الخلل موجودا·· نحن لا نريد حل المشكلة من شكلها·· وانما تحل المشكلة من جذورها·
تساؤلي الآن·· نريد حسبة عقل·· بمعنى أننا أولاً مجتمع فتي·· أي أكثر فئاته هم بسن الشباب·· الإمارات تتطور وتزدهر ·· وكذلك تزيد مشاريعها·· والجامعات كل عام تخرج أجيالاً من المؤهلين للعمل··
ولكن·· يبقى السؤال من يعمل··؟ ومن يملأ هذه المؤسسات·· وهي حديثة الولادة؟!
إذا كان أغلب الخريجين بالبيوت يرقدون···
لكل خريج حال تخرجه طموح كبير أن يرد جميل هذا البلد، وان يعمل جاهداً لخدمته، وأن يبصم بإبهامه ويقول بأعلى صوته وطني أنا أنا وطني·· وهذا عملي وهذا رد للمعروف···
كلنا أبناء زايد نسعى للعلياء بقلوب محبة للخير والعطاء · ولكن تصعب علينا الظروف في عمل وتنمية مواهبنا
بلادي صبراً···· فنحن بخدمتك عاجلاً أم آجلاً·····
عائشة الكتبي
عدد اليوم
