الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فساد.. ولغة مغدورة

فساد.. ولغة مغدورة
13 ديسمبر 2013 20:17
(1) عين الحسود فيها عود وكمنجة، فقد تبوأت خمس دول عربية مواقع متميزة (على شارعين) بين الدول العشر الأكثر فساداً في العالم، حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية الذي صدر بداية هذا الشهر، هذه الدول هي: «الصومال، السودان، ليبيا، العراق، وسوريا».. والحبل على الجرار. ينبغي أن لا نغفل أن الكثير من الدول العربية الأخرى اقتربت من هذا الحاجز، ولا شك أننا في الأعوام القادمة سوف «نتبوأ» مناصب أكثر بين أوائل الفاسدين الدوليين، ولن يمر عقد واحد إلا ونكون قد استولينا على المناصب العشرة الأولى بجدارة واقتدار، وبعرق جباهنا الشامخة. وبعد أن نثبت أنفسنا لعدة عقود هناك، رضي من رضي وغضب من غضب، نستطيع بعدها الزحف مجدداً والخروج من دائرة الفساد إلى المناصب الأولى في النزاهة والشفافية.. وهذا يحتاج إلى قرون عدة، لكن لا يهم.... المهم أن نصل إلى هذه المرحلة في زمن ما: نحن لا نحتاج إلى ربيع عربي ولا خريف إنجليزي ولا شتاء أسود أميركي لا نحتاج إلى إصلاح أنفسنا ولا إلى تخريب النسيج الوطني بمحاكمة الفاسدين فالفاسدون منا وفينا ولهم دور في إعادة توزيع الثروة فلا نحتاج إلى قوانين وأنظمة تدعم النزاهة ولا ..لالالالا... يا الخيزرانة الوقت كفيل بذلك وانتظرونا في أعلى قائمة النزاهة انتظرونا لقرن أو قرنين وسوف تجدون ما يسركم. (2) اللغة.... هذا المنجز الحضاري الرائع الذي نسجته الأمهات والآباء بخيوط القلب وحافظت الأجيال عليه، حتى وصلنا بهذه الألوان البراقة الرقراقة، وبهذه القدرات الرائعة في التعبير والتشكيل والإبداع، لنعبر عن أنفسنا بأكثر من كلمة وعبارة وبأكثر من طريقة وأسلوب ومنهج. هذه الوحدة الجميلة داخل هذا التنوع الهائل تتحول بين أشداق الدبلوماسيين العرب إلى علكة رخيصة تلتصق بالأضراس، والباقي يتحول إلى تفتفات غير مفهومة تخرج على شكل رشقات من الكلمات التي تتحول بدورها إلى سياط تعذب السامعين، فيوافقوا على أي نقيق سمعوه، لمجرد التخلص من هذا الهراء. ولا ننسى من يطلقون على أنفسهم صفة «الخبير الاستراتيجي أو المحلل السياسي»، أو ما يشابهها من ألقاب تفخيمية... وما أن تسمع أقوالهم حتى تضيع في متاهاتهم، وهيهات.. هيهات أن تعود إلى وضعك السابق، قبل سماعهم. فقد سمموا فكرك ومنهاجيتك، وضربوا قناعاتك في الصميم... بالمناسبة، لغتنا العظيمة لن تعود إلينا كما كانت... رائعة ونقية وطاهرة. إلا إذا عدنا - كما كنا- عظماء. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©