السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبراهيم شاه الثاني أشهر ملوك الطوائف

إبراهيم شاه الثاني أشهر ملوك الطوائف
13 ديسمبر 2013 20:16
القاهرة (الاتحاد) - ظهرت بالهند عدة دول إسلامية عرفت غالبا بدول ملوك الطوائف، ورغم سيطرة أباطرة المغول بالهند على معظم أنحاء شبه القارة الهندية، فإن بعض تلك الممالك ظل يتمتع بالاستقلال التام أو الذي تحميه تبعية شرفية لسلاطين المغول بالهند. ومن تلك الدول الصغيرة دولة العادل شاهات، التي حكمت من بيجابور أغلب مناطق هضبة الدكن، ومدت نفوذها حتى ميسور واعترف ملوكها بسلاطين المغول، وضربوا العملات باسمهم منذ عهد السلطان جلال الدين أكبر، ولكن ذلك لم يحل دون قيام السلطان أورانكزيب في منتصف القرن 11 الهجري بالاستيلاء على مملكتهم وضم أراضيها لدولة مغول الهند. ومؤسس هذه الدولة هو يوسف عادل خان وكان مملوكاً شركسياً يعمل في خدمة الأسرة البهمنية بالدكن، وما لبث أن استولى على بيجابور في عام 806هـ، وأعلن نفسه شاهاً أو ملكاً وظلت أسرته تحكم هناك حتى عام 1686م. ويعتبر إبراهيم عادل شاه الثاني أشهر ملوك هذه الأسرة وقد حكم البلاد لفترة طويلة بدأت بعام 1580 م، وهو في التاسعة من العمر، وانتهت بوفاته في عام 1627م. وقد قام هذا الملك بإعلان المذهب السني الحنفي مذهبا رسميا للدولة، منهيا بذلك فترة تبعية طويلة للمذهب الشيعي الإمامي، وشرع في تطبيق سياسة التسامح الديني بين المكونات الطائفية والعرقية لدولته وامتدت سياسة التسامح لتشمل الشيعة والهندوس والقلة القليلة من النصارى في الدكن. وحاول إبراهيم عادل شاه أن يوجد صيغة تضمن الانسجام بين طوائف السكان بدولته وعوضا عن محاكاة محاولة جلال الدين أكبر، لإنشاء دين جديد يجمع مفردات شتى من ديانات شبه القارة الهندية لجأ إبراهيم شاه للموسيقى، وألف كتابا دعا فيه لإحياء بعض تقاليد رموز الحكمة الهندية القديمة سارو ساتي عن طريق الموسيقى واعتباره غاية من غايات تعلم الحكمة. وفي عهد هذا السلطان الذي اتسم بلمحة إنسانية كبيرة صارت بيجابور مقصدا مفضلا للموسيقيين والراقصين، وأضحت بما يصدح فيها من موسيقى أقرب لكرنفال أو مهرجان موسيقي دائم. واشتهر إبراهيم شاه بثقافته الواسعة حتى أنه كان يتقن أربع لغات منها الأوردو والمهاراتية وينظم الشعر بأي منها وعرف كمتذوق كبير للموسيقى. وعاشت الدكن في عهده أفضل سنوات الرخاء والسلام بين مختلف عناصر السكان، خاصة أنه عمد لاستخدام عدد كبير من الهندوس الذين كانوا يشكلون غالبية السكان في الأعمال الحكومية. وتحتفظ المتاحف العالمية مثل المترو بوليتان بنيويورك ومتحف برلين بعدة صور شخصية لتلك الشخصية الفريدة من أجملها واحدة تمثل سلطان الدكن في غفوة تحت الأشجار، ويبدو في هذه الصورة مستلقيا على وسادتين تحت شجرة تبعد عن قصره الأبيض المرمري الظاهر بأقصى يسار الصورة من أعلى، بينما تقوم جارية مستخدمة إزارها الأبيض بإبعاد الهوام عن وجهه، وبمقدمة الصورة خادم يجهز كؤوس الشراب للسلطان، إذا أفاق من غفوته بينما يقوم خادم آخر بإبعاد الهوام عن جسد السلطان مستخدما ريشة كبيرة. والصورة بإطارها الزخرفي محض تقليد لصور ألبومات أباطرة المغول. ولعل إبراهيم عادل شاه قد عني بتصوير نفسه في أنشطة بلاطه كافة، وهو ما يفسر جزئيا تعدد الصور الخاصة بهذا السلطان الموسيقي والشاعر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©