الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامعة محمد الخامس تمهد لجعل أبوظبي مركزاً علمياً عالمياً

جامعة محمد الخامس تمهد لجعل أبوظبي مركزاً علمياً عالمياً
13 ديسمبر 2013 20:15
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - استقطبت جامعة محمد الخامس أكدال ـ أبوظبي ـ طلبة من أنحاء الإمارات كافة، بل أصبحت تضم طلبة من البحرين اختاروها لاستكمال دراستهم الجامعية في مجال الدراسات الإسلامية، وفرضت الجامعة وجودها في الإمارات بقوة بما تقدمه من علم عميق يعتمد على الوسطية والاعتدال، لتشكل قطبا علميا يستمد عراقته من الجامعة الأم في المغرب. نشأة الجامعة تخرج في الجامعة 18 طالبا في مرحلة البكالوريوس، و17 في الماجستير، أما العملية التعليمية فيشرف عليها 16 أستاذاً منهم ست إناث، كما عملت الجامعة على تخريج مجموعة من الواعظين والواعظات المواطنين، وقد تم تعيين كوكبة مؤهلة من الأساتذة تعزز عمل المؤسسة وتمكنها من أداء رسالتها الدينية، بالتنسيق مع جامعة محمد الخامس أكدال بما يحقق الغرض من العملية التعليمية ويخدمها، حيث تأتي مجموعة من الأساتذة وفق حاجة الجامعة، وتتم الدراسة وفق الطريقة المتبعة في الجامعة الأم، إذ إن الكادر التعليمي من المغاربة باستثناء مدرسي اللغة الإنجليزية ونظم المعلومات، ويدرس فيها 106 طلاب. حول نشأة الجامعة في الدولة، يقول الدكتور فاروق حمادة، مدير جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي، إن الجامعة أقيمت بإرادة قوية من القيادة الرشيدة، موضحا أن البدايات كانت عندما وجه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإرسال بعثة إلى المغرب لمتابعة الدراسات الإسلامية، وفي خطوة أخرى ارتأى ضرورة إحداث فرع للجامعة في أبوظبي لتكون قطبا علميا في الإمارات تستفيد من خبرة جامعة محمد الخامس الأم العريقة بالمغرب وتكون مركزا علميا عالميا، وبناء على هذا الاتفاق أنشئت الجامعة عام 2009. ويوضح حمادة، المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي أن «الجامعة تركز على ثلاثة أركان رئيسة هي: التفكير العلمي العريق، وتنشئة أجيال على حب الوطن والتفاني في خدمته، والانفتاح على العالم بثقة تامة». ويؤكد أن هذه الأسس الثلاثة هي مقاصد جامعة محمد الخامس، والوسيلة لتطبيقها هي الوسطية والاعتدال في التفكير»، مضيفا «تعليمنا لا مكان فيه للخرافة، إذ نعتمد على التفكير العلمي الذي يبتعد عن الغلو والتطرف بكل أشكاله، سواء في الفكر أو التواصل أو النظرة للآخر، وفي الممارسة أو السلوك، فهذه الجامعة لا مكان فيها للاستغلال السياسي أو استغلال الدراسات الإسلامية في مجال السياسة». عنوان لعلاقات متميزة يرى حمادة أن الجامعة باتت عنوانا للعلاقات الإماراتية المغربية، التي غرس بذورها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والراحل الحسن الثاني باني المغرب الحديث، كما أن أمامهاً آفاقاً واسعة جداً لتكون مركزا متميزا كتميز الإمارات، وهكذا صدر مرسوم تأسيسها سنة 2013، حيث أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي القانون رقم 2 لسنة 2013 بإنشاء جامعة محمد الخامس - أكدال – أبوظبي، وتم توضيح المهام الموكلة لها في التعليم والتدريس». ويقول حمادة، رئيس اللجنة الشرعية، إن الجامعة تخرج فيها طلبة الماجستير وطلبة بكالوريوس، كما تطرقت لمواضيع حديثة وشائكة من خلال بحوث التخرج، بعناوين مختلفة تمس اهتمامات الناس، وتجيب كلها على أسئلتهم وذات علاقة بمشاكلهم اليومية، كعمليات التجميل. ويضيف «الجامعة لا تقبل بحثا في الماجستير إلا بما يرتبط بواقع الحياة، وأن يكون له حضور وتأثير، ولا تقبل البحوث التي لا فائدة منها»، مؤكدا أن أمامها آفاقا واسعة جدا لتكون مركزا علميا متميزا في الدولة. وتشهد جامعة محمد الخامس أكدال إقبالا كبيرا من الطلبة الذين يتم قبولهم بعملية انتقائية، ويجب أن يحصل الطالب على 80% وما فوق في الثانوية العامة، ويتم إجراء مقابلة شخصية، وتجتذب الطلبة المتميزين من المواطنين والمواطنات، لافتا إلى أنه في هذه السنة تم قبول مجموعة طلبة من البحرين. أما عن إمكانية قبول أبناء الجالية المغاربة المقيمة في الدولة في الجامعة، يؤكد حمادة أن ذلك يتوقف على مجلس الأمناء، الذي من حقه أن يتخذ هذا القرار. ويضيف «أعتقد أنهم لا يمانعون، وسيقبل الطلبة المغاربة بالشروط نفسها التي يقبل بها غيرهم من الطلبة، وإذا رفع هذا المقترح لمجلس الأمناء فأتوقع أنه سيتم فتح باب لقبولهم، كما أتوقع أن تجتذب الجامعة جنسيات، وأعتقد أنها ستفتح تخصصات أخرى تتناسب وحاجة الإمارات، وسيتم ذلك بناء على استبيانات ودراسات اجتماعية تراعي التخصصات التي تحتاجها الدولة على المدى القريب والبعيد». ويشير حمادة إلى أن الدراسات الإسلامية في الجامعة تعتمد على المذهب المالكي في أصوله وفروعه والدراسات التي تقوي هذا المذهب نظرا لما يتميز به من قدرة واسعة على استيعاب التطورات، ومواءمتها مع التحولات الآنية، فكثير من أصول المذهب المالكي ومناهج الاجتهاد تعمل على حل المعضلات المعاصرة. علوم شاملة عبر طلبة عن شكرهم وتقديرهم لجهود القيادة في استكمال تعليمهم وتشجيعها المتواصل لهم، كما أثنوا على طريقة التدريس والمدرسين، وما تم تهيئته لهم لتحقيق النجاح والتفوق في مسيرتهم الدراسية، مؤكدين بذل المزيد من الجهد في نهل العلوم الشرعية والمعرفية من منابعها الأصيلة المنطلقة من ثوابت الدين، وفهم الواقع المعاصر. إلى ذلك، يقول أحمد اليماحي، طالب دراسات إسلامية تخصص السياسة الشرعية السنة الأخيرة ماجستير، إنه درس خلال مسيرته التعليمية في جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي الدراسات الإسلامية، علوم الحديث، وعلوم اللغة العربية، كما درس الكمبيوتر ونظم المعلومات، وعلم الإحصاء والرياضيات إلى جانب أصول الفقه واللغة الإنجليزية. ويذكر اليماحي، الحافظ لخمسة أجزاء من القرآن الكريم، أن التركيز يتم على الفقه المالكي، حيث تمت دراسة آيات الأحكام وأحاديث الأحكام ومقاصد الشريعة، موضحا أن بحثه الذي سيناقشه يتعلق بالعلاقات الدولية الإسلامية والسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويضيف «جامعة محمد الخامس عملت على فتح مداركنا وعلمتنا علوماً شتى»، مؤكدا أن الدين واسع يشمل كل العلوم التي تفتقت كلها عن القرآن الكريم. ويشير سيف المزروعي، طالب في سنة أولى ماجستير في الفقه، إلى أنه يدرس جميع العلوم بعمق، موضحا أن حلمه كان يتمثل في دراسة الشريعة وتحقق له ذلك من خلال جامعة محمد الخامس أكدال، لافتا إلى أنها تملك أفضل المدرسين. ويوضح أن هناك موازنة بين الحفظ والأنشطة وورشات حفظ القرآن، مؤكداً أنها تتبع أسلوبا عصريا في التدريس. ويقول عبدالله الكعبي، طالب تمهيدي، إنه سعيد بالتحاقه بالجامعة، لافتاً إلى أنه مبتعث من الجيش في أبوظبي إلى جانب 7 من زملائه الطلبة والطالبات. ويوضح أنه يرغب في الحصول على الدكتوراه. واستقبلت جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي 15 طالبا هذه السنة من البحرين، منهم الطالب ناصر المريسي وعمير الطيب اللذان عبرا عن سعادتهما بالالتحاق بالجامعة. وقالا «الدراسة عميقة بالجامعة، ورغم أن الدراسة تتعلق بالدراسات الإسلامية، فإننا ندرس جميع العلوم، كما أنها جامعة متفتحة وسطية ومعتدلة، تمكننا من حضور الفعاليات التي تقيمها الجامعة بكل أريحية». تدريس عميق الدكتورة حياة البرهماتي، التي عملت أستاذا بجامعة محمد الخامس – السويسي – بالرباط، كأصغر مدرسة من سنة 2005 إلى سنة 2008، والتحقت بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي عام 2008، وعملت مفتية بالمركز الرسمي للإفتاء، وعضوا باللجنة الشرعية العليا للإفتاء بالإمارات، وعضوا بلجنة البحوث ورقابة الإصدارات، تقول إنها تعمل اليوم أستاذة بجامعة محمد الخامس -أكدال – أبوظبي. وعبرت عن فخرها بما حققه الطلبة من إنجازات، وما أصدروه من بحوث تتعلق بواقع الحياة، منوهة إلى أن جميع الطلبة يدرسون بجدية ويرغبون في التميز، ويبذلون أقصى ما في وسعهم لتحقيق نتائج جيدة، كما أثنت على سلوكهم وما يبدونه من احترام للكادر التعليمي. من جهتها، تؤكد الدكتورة رشيدة بوخبرة، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في تفسير القرآن الكريم من جامعة محمد الخامس بالرباط، جدية الطلبة، وأثنت على سلوكهم المميز. وبطلب من مجلس أبوظبي للتعليم فقد تم تعيين بوخبرة والبرهماتي في اللجنة الفنية الخاصة بمشروع المعهد الإسلامي في العين، وهو مشروع تأليف الكتب المدرسية لمنهاج العلوم الشرعية في هذا المعهد. وتقول خديجة باعدي، أستاذة لغة فرنسية بالجامعة، إن الطلاب يستجيبون بسرعة للغة الفرنسية، ولديهم استعداد كبير للتعلم، رغم الصعوبات التي يواجهونها في البداية، وسرعان ما يتغلبون على هذه العوائق. وتلفت باعدي إلى أنها تعتمد على المحادثة والسماع والكتب والوسائل السمعية البصرية، لتحصيل أفضل، مؤكدة أن المكتبات تفتقر إلى قصص الكبار المبسطة باللغة الفرنسية. مجلس أمناء حول مجلس أمناء الجامعة، يقول الدكتور فاروق حمادة، مدير جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي «كشأن باقي الجامعات العالمية يتكون المجلس من 6 أعضاء ثلاثة منهم إماراتيون و3 مغاربة، وقد أصدر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قراراً بتشكيل مجلس أمناء جامعة محمد الخامس – أكدال – أبوظبي، برئاسة الدكتور محمد مطر سالم بن عابد الكعبي، ونص القرار على أن يضم مجلس الأمناء في عضويته ستة أعضاء ثلاثة منهم إماراتيون وثلاثة مغاربة، وهم رئيس المجلس محمد مطر الكعبي، وسالم صالح الصيعري، وعارف سلطان الحمادي، ومن جامعة محمد الخامس أكدال الرباط - المغرب كل من وائل بنجلون، رئيس الجامعة، وعبدالرحيم بنحادة، ورجاء الشرقاوي المرسلي، نائبة رئيس جامعة محمد الخامس للشؤون العلمية، ووفقاً للقرار تمتد عضوية المجلس ثلاث سنوات قابلة للتجديد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©