الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوطني الربيعي 2».. 25 وجهاً للتراث في ربوع السمالية

«الوطني الربيعي 2».. 25 وجهاً للتراث في ربوع السمالية
14 ديسمبر 2013 11:32
تستعيد غداً ذاكرة طلاب المدارس في الدولة المفردات التراثية الرحبة، التي تزخر بها الإمارات مع انطلاق الملتقى الوطني الثاني «الربيعي» السنوي لهذا العام بجزيرة السمالية، الذي يزخر بفعاليات متنوعة يشارك فيها جميع المنتسبين من المراكز التابعة لنادى تراث الإمارات والطلاب في إطار تعميق قيم الولاء والانتماء، ومن ثم التعريف بالمواطنة الصالحة وترسيخ في نفوس زوار السمالية - التي تحتضن جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي- العادات والقيم الرشيدة، وكذلك إكساب النشء مهارات خاصة من خلال الورشات المتعددة التي تحفل كل عام في الملتقي بالعديد من المفاجآت. ينطلق الملتقى الوطني الثاني «الربيعي» السنوي لهذا العام بالتزامن مع إجازة نصف العام في حلة جديدة ويستمر لمدة ثلاثة أسابيع، ويحفل بالعديد من الأنشطة المتنوعة التي تستمر حتى الخامس من شهر يناير من العام المقبل تحت شعار «الإمارات وطن الريادة والتميز»، عبر ما يقرب من خمسة وعشرين نشاطاً تبرز الوجه الحضاري المضيء للدولة، برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. مراحل زاهرة حول ما يتضمنه الملتقى هذا العام من فعاليات وأنشطة متنوعة، يقول مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي «لا يختلف اثنان على أن التراث الشعبي الإماراتي يزخر بالمقومات الحضارية كافة، فهو خير ما يعبر عن تاريخ الدولة وأصالتها، والمراحل الزاهرة التي مرت بها حتى وصلت إلى ذروة التــقدم الإنساني، ما يؤكد أن جزيرة السمالية التي تحتضن الملتقى الوطني الثاني «الربيعي» السنوي لها دور كبير في أن يتعرف أبناء الدولة على ماضي الإمارات الموغل في القدم، بصورة أكثر إشراقا. ويتابع: الملتقى كل عام يرتقي للأفضل عبر تقديم جملة من الأنشطة التراثية والرياضات والسباقات لكون الملتقى من الدعائم الرئيسية التي يحرص النادي منخلالها على إبراز مناشطه لأبنائنا الطلاب، فضلاً عن أن طول إجازة نصف العام أسهم في تمديد أيام الملتقى لتصل إلى ثلاثة أسابيع متواصلة في جزيرة السمالية، التي تتميز بغناها فهي مختبر حقيقي للشباب يقدم من خلالها نادي تراث الإمارات دروسا لطلاب المدارس في مجالات عدة على أيدي متخصصين ومدربين في التراث المحلي، وكذلك كبار السن الذين تمتلئ جعبتهم بالحكايات التراثية الثرية والمرويات من منطلق معرفتهم الحثيثة بالبيئات المتنوعة في الدولة. وبخصوص ما يتضمنه برنامج الملتقى الوطني الثاني «الربيعي» من جديد هذا العام، يقول المناعي إن إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات جهزت مخيمـاً بعنوان «مخيم السمالية الوطني»، يجمع المهارات التراثية كافة مـن أنشـطة الصـقارة واليولــة إلى الألعاب الشـعبية بجمــيع صورها، بالإضافة إلى أن معرض النادي يشمل نحو خمسة وعشرين ميداناً مثل الهجن والفروسية والرماية، وما إلى ذلك من الأنشطة التي تصحب الطلاب في رحلة حقيقية إلى الزمن القديم بكل زخمه، فضلاً عن إقامة معسكر خاص بمدرسة الشراع. ويضيف «قدم نادي التراث الدعوة إلى أندية الشراع الحديث بالدولة بحكم أن النادي من المؤسسات الأولى في الإمارات التي اهتمت بهذا النشاط، وهو ما يجعلنا في غاية الحرص على نفل خبراتنا إلى كل أبناء الدولة، ومن ثم نشر رياضة الشراع الحديث في كل ربوع الإمارات، لذا يستضيف الملتقى معسكراً يقيم فيه العديد من المشاركين حتى انتهاء الدورة المتخصصة في هذا المجال». دعوة الآباء حول أهمية الملتقى للنشء، يؤكد المناعي أن الملتقى الوطني الثاني «الربيعي» يتيح فرصة للطلاب المشاركين من أجل التعرف على جزيرة السمالية كمحمية طبيعية تشمل بيئات عدة ومتنوعة. وتمنح الزوار إحساساً عميقاً بأهميتها في نقل التراث، ومن ثم الاستمتاع بمشاهدة الأسماك والطيور، ومن ثم التعرف على العادات الأصيلة التي تميزت بها الشـخصية الإماراتية عبر تاريخها، بالإضافة إلى إكسابهم مهارات إعداد القهوة ليس هذا فحسب، بل إدماجهم ضمن برنامج معد خصيصاً يتضمن أن يقوم الطلاب بإعداد القهـوة بأنفسـهم من خلال بيت الشعر والحظيرة التي تعلمهم أدب المجالس. ويشير إلى أن الألعاب الشعبية بإشراف كبار السن والمدربين التراثيين سيكون لها حضور كبير بين أوساط الطلاب الذين يحبون ممارستها وفق الأصول القديمة لها ويلفت إلى أن نادي تراث الإمارات حرص على إقامة مخيم للعائلات، وذلك بتقديم دعوات لأولياء الأمور لمتابعة أبنائهم خلال فترة الملتقى على الرغم من أن جزيرة السمالية غير مفتوحة للجمهور، لكن النادي آثر أن يتعرف الآباء بشكل مباشر خلال ثلاثة أسابيع على الأنشطة التي يمارسها أبناؤهم، وعوامل الأمان التي يهيئها النادي لهؤلاء الأبناء أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية التراثية بكل أنواعها. ويذكر أن رحلات القنص لن تتوقف على جزيرة السمالية طوال مدة الملتقى لكي يتعرف الطلاب على الطرق التقليدية للصيد بالصقور وأنواع الطرائد، وكيف كان الآباء في الماضي يمارسون هذا اللون من الصيد باستخدام المخلاة التي يضع فيها الصياد أدواته، وأثناء تدريب الطلاب على كيفية الصيد بالصقور ستوزع عليهم مجموعة كتب منها كتاب المقناص، وآخر عن المواطنة الفاعلة وحمدة وحمد وحوار حول الهوية الوطنية. أنشطة «ناعمة» بخصوص بعض الأنشطة، التي سيشارك فيها المركز التابع لنادي تراث الإمارات، تقول رئيسة قسم الأنشطة النسائية بالنادي فاطمة التميمي إن برنامج «أحرف من نور» يتصدر الأنشطة لكونه يحفز الفتيات على حفظ وتجويد القرآن الكريم، ثم تتوالى الفعاليات الأخرى الخاصة بورش الحاسب الآلي، والمشاركة في الألعاب الشعبية والأهازيج التي تستقى من الموروث الشعبي، وكذلك إشراك الطالبات في ورشة كتابي جليسي وفعالية إبداعاتي الفنية، فضلاً عن الورش الخاصة بالشرطة المجتمعية والدفاع المدني والهلال الأحمر، والمسابقات والتاجر الصغير عبر جدول حافل بالأنشطة التي ترتقي بالطالبات، وتربطهن بالتراث، وتؤصل فيهن روح الثقافة على المستويات كافة. كوادر المستقبل لا يخفي مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي أن الملتقى الوطني الثاني «الربيعي»، الذي سينطلق غداً في ربوع جزيرة السمالية له أهداف أخرى غير تعريف النشء بتراثهم وبث القيم الرشيدة وإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين في الدول، وتتمثل الأهداف الجديدة في إعداد كوادر من رؤساء المركز، وذلك بتوليهم إدارة الملتقى بالتناوب عبر ثلاثة أسابيع، وحتى تكون لديهم قدرة على القيادة وإدارة الفعاليات الكبرى بصفة مستمرة. ويؤكد المناعي أن الملتقى سيضم 300 طالب وطالبة بصفة يومية، ما يؤشر إلى تسجيل رقم كبير من الحضور، حيث سيكون الأسبوع الأول للطلاب والثاني للطالبات والثالث للطلاب. فعاليات إبداعية يرى مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي أن تركيز الملتقى الوطني الثاني «الربيعي» على الفعاليات الإبداعية التي لا ترتبط بزمن، مثل عمل مسيرات وطنية للطلاب يتجولون خلالها بين أروقة السمالية، والاندماج في برنامج المسرح الحر الذي يقدم من خلاله الطلاب مواهبهم الخاصةـ يسهم في إضفاء روح المرح عليهم ويجعل إقبالهم على الملتقى في تزايد مستمر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©