السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ليس جنوناً

15 ديسمبر 2011 01:30
شيء بداخلنا لست أدري إن كان عقلاً جافاً لا يعترف إلا بمطلق المنطق، أو قوة قاهرة لزهرة الأمل حتى وإن نبتت في حدائق الشوك، يقول إننا نهذي أكثر مما نحلم عندما نقول بوجود ولو واحد بالمائة في نسبة حظوظ السد ليهزم اليوم نادي برشلونة الإسباني ويكمل رحلة المجد بالوصول بشكل أنطولوجي إلى نهائي كأس العالم للأندية. مع يقيني التام بأن برشلونة فريق من كوكب آخر، وبأن ما يضمه من لاعبين مهاريين ينذر أن تجدهم مجتمعين في فريق واحد، وبأن الكرة التي يلعبها بقدر ما تسحر كل من يشاهدها، بقدر ما ترمي منافسين كثرا إلى حافات الجنون، إلا أنني لا أرى من ضرورة لتقديح الذات وإحباط القدرات وإجهاض كل قدرة على مجاراة برشلونة الكوني، ما دام أن الذي سنشاهده مباراة لكرة القدم، ويكفي أن نحيل أنفسنا على ماهو مختزن في الذاكرة، لنتذكر أنه كانت هناك نتائج مزلزلة، عاكست التوقعات وضربت كل يقين وقالت إن هذه الكرة التي تدور منفوخة بريح لا تقبل بأي منطق فيزيائي ولا رياضي. هناك من سيستغرب أن أكون بكل هذا التفاؤل والقرائن كلها تقول إن ما بين برشلونة الكوني والسد العالمي فوارق يستحيل معها كل قياس، بل وإن أهل الدار يجزمون أنهم يواجهون برجا عاليا وشاهقا قد تنكسر الأعناق لمجرد رؤيته، بدليل أن فوساتي مدرب السد قال مازحاً، “أحتاج لأن ألعب بخمسة عشر لاعبا لأهزم برشلونة”، وبدليل أيضا أن برشلونة يدخل مونديال الأندية برهان الفوز بلقبه يوجد في حالة نفسية ومعنوية رائقة بعد الذي قدمه مجددا في قلعة البرنابو أمام الغريم الأبدي ريال مدريد وهو يهزمه بالثلاثة من دليل على أنه ما زال النادي الذي يمثل كل عناصر الإعجاز والخوارق. إلا أنني بكل أمانة أحكم منطق كرة القدم الذي لا يمت للمنطق الوضعي بأي صلة، ومنطق كرة القدم كثيراً ما قدم نتائج صادمة للمشاعر، وأكثر منه أثق ثقة كاملة في أن لاعبي السد القطري وهم يعتبرون في مواجهة برشلونة لحظة تاريخية وشرفا يعتزون به، وسيبحثون عن مطابقة أنفسهم مع برشلونة ومع طبيعة المباراة، والمطابقة الفعلية هي اللعب على الإمكانات الذاتية التي لا تسمح أبدا بتأليه المنافس ولا بتصغير النفس. وإذا كان أمل السد في ربح الرهان التاريخي لا يمثل سوى شعرة في كومة كبيرة، فعليه أن يبحث عن تلك الشعرة التي تدخل مدن المجد والإعجاز، وإن لم يكن ممكنا ذلك لوجود قوة قاهرة ومانعة، فإننا ننتظر من نادي السد أن يترك بصمته في مباراة العمر فيخرج منها مرفوع الهامة وقد كرم نفسه أولاً وكرم كرة القدم العربية ثانيا، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©