الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإرهاب بتوقيت داعش

24 ديسمبر 2014 23:16
التطرف يشير إلى بنية فكرية غير سوية تحتمي بالتشدد والعنف لإخفاء ضعف منطقها وانحراف فكرها. تابعت منذ أيام ما تناقلته وسائل الإعلام عن جديد التنظيم الإرهابي «داعش» حول إقدامه على إعدام أكثر من مائة مقاتل من أتباعه حاولوا الفرار والعودة إلى أوطانهم بعد أن اكتشفوا خديعة التنظيم وأفكاره وأهدافه المتطرفة. واكب هذا الخبر ما أعلنه التنظيم عن تغيير التوقيت بتقديم الساعة 60 دقيقة كاملة في كل المناطق التي تخضع لسيطرته، وأن خليفة المسلمين المزعوم البغدادي قائد التنظيم أمر بتقديم الساعة وإبلاغ سكان تلك المناطق بذلك. جاء ذلك في سياق حرص الدواعش على ترسيخ مفهوم الدولة ومقومات إقامة الخلافة من خلال ما سبق الإعلان عنه من تصميم شعار لهم وسك عملة خاصة بهم، في إطار خطة دعائية لإيهام الناس بقيام دولة واستمرار توسعاتها وامتدادها في كل الاتجاهات والأفكار. مكاتب داعش تستخدم في التضليل الإعلامي أدوات وتقنيات حديثة عبر تطبيقات الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية ومواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو ونشر الوثائق والأفلام من أجل بث الرعب في قلوب من يتصدون لهم، ومن أجل جذب المزيد من المتحمسين لهم من المغرر به. فالفكر التكفيري الذي يعتنقه تنظيم داعش الإرهابي يدعو إلى ممارسة التفجيرات والاغتيالات، وهؤلاء وإن حرص بعضهم على إعلان نبذ العنف فإنهم يمارسونه في أبشع صوره. المتأسلمون أصبحوا عبئاً على المسلمين في عالمنا المعاصر، ويساهمون عمداً أو بجهل وجهالة في تشويه صورة الإسلام. والجهل سبب رئيسي في انتشار التطرف والعنف والانحراف الفكري، لذلك أصبح من الضروري تصحيح وتجديد الفكر الديني من أجل نشر الفكر المعتدل وتصحيح الدين الإسلامي في أوساط الشباب وترسيخ القيم والأخلاق لدى شبابنا ومحاربة الجهل بكل صوره ومستوياته. ما أحوجنا إلى التصدي شعوباً وحكومات لكل فكر منحرف أو إرهاب أو تطرف من خلال تصحيح المفاهيم ونشر صحيح الدين وتوعية مجتمعاتنا بخطورة المرحلة التي نعيشها الآن وضرورة ترسيخ قيم التسامح والحوار وإعلاء دور مؤسساتنا الدينية الوسطية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف لإسقاط مخططات داعش وأخواتها. أحمد صلاح- أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©