الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا تتركوا الحبل على الغارب

24 ديسمبر 2014 23:15
في ظل الانفتاح الكبير الذي تشهده حياتنا بصفة عامة، والاجتماعية بصفة خاصة، اتسعت المسؤوليات، مما زاد ضغوط الحياة. وأدى إلى الاستعانة بالعمالة الوافدة، في أداء بعض الخدمات المنزلية وغيرها. ومن تلك الخدمات، رعاية الأطفال وكبار السن، وهذه الرعاية مسؤولية كبرى تقع أولاً وأخيراً على الأسرة. فالبيت والأسرة هما المكان الدافئ، والحضن الآمن اللذان يحفظان أبناءنا، وآباءنا كبار السن، والذين لهم حق الرعاية علينا، حيث أفـنوا حياتهم من أجلنا. ولهذا، فإن حقهم علينا عظيم، ولا يمكن الوفاء به مهما قدمنا لهم من الرعاية. والله سبحانه وتعالى ومن خلال آيات القرآن الكريم، وسنة سيدنا ونبينا (محمد صلى الله عليه وآله وسلم) أمرنا برعايتهم الرعاية الكريمة التي توفر لهم الأمن والاستقرار. ولكن البعض للأسف الشديد أهمل أساسيات هذه الرعاية، وتخلى عن مسؤوليته، بحيث صار الاعتماد شبه كامل على الخدم في رعاية هاتين الفئتين من أبنائنا الأطفال، وآبائنا كبار السن. وهذا الإهمال من البعض جريمة تُقترف بحق أطفالنا وآبائنا، فحقهم علينا رعايتهم الرعاية الكريمة وأن نوفر لهم كل سبل الراحة والاطمئنان. ونتيجة لذلك الإهمال، كثرت مشاكل الخدم التي يقترفونها بحق الكثير من الأطفال، وكبار السن والذين صاروا لا حول لهم ولا قوة، نتيجة معاناتهم من بعض الأمراض، واعتلال وضعف صحتهم، بعد أن أوكلت مسؤولية رعايتهم إلى الخدم. كم من الجرائم التي اقترفت من قبل الخدم بحق هاتين الفئتين خاصة فئة الأطفال الذين راحوا ضحايا الاعتداءات المتعددة من الخدم، والتي وصلت إلى القـتل، ناهيك عن الضرب والحرمان من الأكل، كالذي حدث قبل بضعة شهور، من أحد الخدم في اعتدائه على أحد كبار السن بالضرب، وحرمانه من وجبات الطعام، بحيث كان يأخذها لنفسه. ويا لها من نفسٍ دنيئة سولت له على اقتراف هذا الجرم، والخدم تركوا بمفردهم في رعاية الأطفال وكبار السن دون مراقبة مباشرة من الأهل. ولهذا، صاروا يتصرفون ويتعاملون مع الأطفال وكبار السن بقسوة، لأن هؤلاء الخدم فقدوا معنى الإحساس بالمسؤولية الإنسانية. وهم أيضاً ليسوا مؤهلين التأهيل النفسي والثقافي، لتحمل مسؤولية هذه الرعاية. فهم يؤدون مجرد وظيفة، لا يفقهون فيها شيئاً. ولكن يبقى اللوم علينا نحن الأهل، فنحن تركنا (الحبل على الغارب) كما يقال في المثـل الشعبي. فلولا إهمالنا في توفير متطلبات الرعاية لآبائنا وأطفالنا، ما وقعت هذه الجرائم المؤلمة. إن مسؤولية الرعاية، لا يجب بأي حال من الأحوال، أن تُـترك للخدم، وفي حال الاستعانة، بهؤلاء الخدم الذين صرنا نعتمد عليهم في كل شيء، علينا متابعتهم المتابعة المستمرة، التي تمنع من الوقوع في مشاكل الخدم وجرائمهم. مع التأكيد بأن علينا معاملة الخدم المعاملة الحسنة، لكي يؤدوا خدماتهم لنا بشكل جيدٍ، بعيداً عن المشاكل، لأن المعاملة السيئة لهم هي التي تؤدي إلى اقتراف الكثير من المشاكل. صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©