الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بروخوروف»... منافس بوتين الجديد!

15 ديسمبر 2011 01:07
ويليام إنجلاند وكاثي لالي موسكو قرر الملياردير الروسي والوافد الجديد إلى الحياة السياسية، ومالك أحد فرق كرة السلة الأميركية، "ميخائيل بروخوروف" تجريب حظه والمشاركة في السباق الانتخابي ضد الرئيس بوتين كما أعلن عن ذلك يوم الاثنين الماضي، وهو الأمر الذي لم يكن متصوراً قبل أسبوعين. ولكن إعلان بروخوروف الانخراط في الانتخابات الرئاسية أحدث ضجة داخل روسيا، لاسيما بعد التحول الدراماتيكي الذي يشهده المسرح السياسي الروسي إثر أسبوع من التظاهرات احتجاجاً على مزاعم التزوير التي قيل إنها شابت الانتخابات البرلمانية خلال الشهر الجاري إلى درجة أن الطريق ربما أصبحت سالكة اليوم أمام رجل الأعمال الروسي الصاعد الذي يدافع عن النمو الاقتصادي كي يخوض تجربة الانتخابات الرئاسية وتحقيق حلمه بقيادة روسيا. والحقيقة أن بروخوروف يحمل معه ثروة طائلة لاشك أنها ستساعده كثيراً في حملته الانتخابية، فضلًا عن مسار متميز، فالرجل البالغ من العمر 46 عاماً يطرح رؤية عصرية لمستقبل روسيا، كما يبدو أنه متناغم في مواقفه مع الطبقة الوسطى الروسية التي باتت محبطة من بوتين وتريد هزيمته في الانتخابات الرئاسية المقررة خلال شهر مارس المقبل. ولكن قبل ذلك يتعين أولًا على بروخوروف إثبات نفسه، فالتظاهرات الحاشدة التي خرجت إلى شوارع موسكو احتجاجاً على نتائج الانتخابات البرلمانية في الأسبوع الماضي، وشارك فيها عشرات الآلاف من الروس، لا تدعي أنها تساند قائداً بعينه بقدر ما تدعم قضية تتمثل بالأساس في ضرورة إجراء انتخابات نزيهة، وأكثر من ذلك إرساء قواعد حكومة تمثيلية. والطريق الأمثل لتحقيق هذه التطلعات، في رأي المعارضة الروسية، يمر عبر هزيمة بوتين في الانتخابات المقبلة، وهو أمر غير مرجح حاليّاً، إذ على رغم إعلان بروخوروف منافسته، إلا أن أي خصم حقيقي قادر على تحدي بوتين لم يبرز بعد. فقوى المعارضة التي تضم طيفاً متنوعاً من القوميين الذين يلوحون براية القياصرة، إلى الشيوعيين الذين يحملون لواء المطرقة والمنجل، وحتى الليبراليين المصرين على حماية الحقوق الفردية، يخترقها العديد من الشروخ والانقسامات! وعلى رغم ظهور بعض الوجوه الشابة التي لا تنتمي إلى النخبة السياسية التقليدية في روسيا مثل المدون المعتقل، "أليكسي نافالني"، البالغ من العمر 35 عاماً الذي تحول إلى بطل في نظر قرائه، إلا أنه غير قادر لا هو ولا بروخوروف على إظهار الشخصية التوافقية وحشد تأييد المحتجين بجميع أطيافهم وحساسياتهم السياسية. وفيما يرى البعض أن فترة الثلاثة أشهر التي تفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية كفيلة بتعزيز الحملة المناوئة لبوتين وتقوية معارضيه، يجادل بعض آخر بأن النتيجة ستكون فوز بوتين، وأن الأمر يقتصر على تهيئة الظروف المناسبة لتغيير أعمق في المستقبل. وفيما يتعلق بالبرنامج الانتخابي للمرشح بروخوروف فقد أكد يوم الاثنين الماضي نيته التركيز على النمو الاقتصادي الذي سيفضي إلى فطام روسيا عن اعتمادها الكبير على عائدات النفط وتعزيز الطبقة الوسطى. وقد تزامن ظهور بروخوروف مع نشر حوار صحفي أجري مع أليكسي كوردين، وزير المالية السابق في حكومة بوتين، دافع فيه عن معارضة ليبرالية تواجه حزب "روسيا الموحدة" الذي يقوده بوتين، وهو ما ينسجم مع مواقف بروخوروف. وقد كانت العلاقات بين أليكسي وبوتين تدهورت في شهر سبتمبر الماضي عندما خرج من الحكومة كوزير للمالية. وليست هذه هي المحاولة الأولى التي يسعى فيها بروخوروف لدخول المعترك السياسي، فقد حاول في وقت سابق من السنة الجارية الانخراط في العمل السياسي، ولكن العديد من حلفائه المفترضين من المعارضة الروسية ينظرون إليه بتشكك ويعتبرونه دمية يحركها الكرملين، ولاسيما بعد تصريحات متكررة لمساعدي بوتين بأن حزب "روسيا الموحدة" بحاجة إلى معارضة ليبرالية مدجنة، وقد حاولوا إقناع بروخوروف بإنشاء تلك المعارضة في شهر يونيو الماضي، إلا أنهم عادوا وانقلبوا عليه في سبتمبر المنصرم. وعلى رغم إدانة بروخوروف للكرملين وإعلان معارضته لسياساته فإن شرعيته كقائد للمعارضة ما زالت موضع شك في نظر آخرين، ومن هؤلاء بوريس نيمستوف، وقد كان نائب وزير في التسعينيات، وهو سياسي يذهل العديد من الناخبين بخطابه القديم وأحد منتقدي المرشح المنافس لبوتين. وبدون مباركة حركة "تضامن" التي يقودها "نيمستوف" الداعمة للاحتجاجات لن يستطيع بروخوروف الذهاب بعيداً في مشواره السياسي. ويرى "نيمستوف" أن "بروخوروف" يعمل بتناغم تام مع الكرملين، متهماً رجل الأعمال بالتنسيق مع بوتين الذي يريد منافساً يضفي المصداقية على الانتخابات الرئاسية. ومن مفاجآت الانتخابات البرلمانية احتلال الحزب الشيوعي المرتبة الثانية بعد "روسيا الموحدة"، الأمر الذي دفع بمؤيديه إلى دعوة المحتجين في الشارع إلى الالتفاف حول قائده "جينادي زيوجانوف"، في الانتخابات الرئاسية، ولكن الشيوعيين الذين يستفيدون من ماكينة حزبية قوية وانتشار كثيف في جميع أنحاء البلاد يواجهون صعوبات في تسويق قائدهم الذي لا يحظى بالشعبية في أوساط المعارضة الأخرى، في حين يعول "بروخوروف" على دعم الروس من الطبقة الميسورة غير المنخرطين في السياسة والمستائين كثيراً من تفشي الفساد وغطرسة الحكومة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبولمبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©