الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صعود الدولار عبء على الشركات الأميركية

24 ديسمبر 2014 22:51
بدأت الشركات الأميركية التي لديها مبيعات ضخمة خارج البلاد بأن تشعر بآثار ارتفاع سعر صرف الدولار، وضمن هذا الإطار ذكرت شركة كوكا كولا الأسبوع الماضي أنها تتوقع أن تقل أرباح كل سهم في الربع الحالي من العام بنسبة 9 في المائة بسبب تأثير العملة. وفي مكالمة مع بعض المحللين الأسبوع الماضي، قال «نيك جانجي ستاد» المدير المالي لمجموعة «ثري إم» الصناعية للمنتجات الاستهلاكية، إنه يتوقع أن يؤدي ارتفاع قيمة الدولار إلى خفض حجم المبيعات بنسبة تتراوح من 2 – 3 في المائة خلال العام المقبل. وأشارت شركة «نيوجين»، التي تصنع أطقم اختبار المواد الغذائية، إلى أن عائدات أحد خطوط الإنتاج الخاصة بها تراجعت بنسبة 2 في المائة في الربع الذي انتهي في 30 نوفمبر الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع قيمة الدولار. وأكد «تشاد ماوتري»، كبير الاقتصاديين في الرابطة الوطنية للمصنعين، أن «الدولار القوي لديه القدرة على الإضرار بالطلب في الخارج». إن قوة الدولار تؤذي إيرادات الشركات من خلال جعل البضائع الأميركية أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب، علاوة على خفض قيمة المبيعات في الخارج عند التحويل مرة أخرى إلى دولارات. ومنذ شهر يوليو الماضي، شهد الدولار ارتفاعاً في مقابل اليورو بنحو 12 في المائة، على خلفية الاقتصاد الأميركي الجيد، وضعف النمو في الخارج وكشف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خطط لزيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وقد ارتفعت قيمة الدولار إلى أعلى مستوياتها في خمس سنوات مقابل سلة من العملات الرئيسية، وفقاً لما أعلنه الاحتياطي الفيدرالي في مدينة «سانت لويس». وفي الأسبوع الماضي، أظهر المسح الذي أجرته شركة «إمباير ستات» للتصنيع أن أنشطة المصنع في نيويورك قد انكمشت هذا الشهر لأول مرة منذ نحو عامين - وهو الانخفاض الذي يعزوه «ماوتري» جزئياً إلى حركة العملة. وفي حين أن صعود الدولار قد أضر بأرباح الربع الثالث من العام، إلا أنه من المتوقع أن يكون له تأثير أكبر خلال هذا الربع من العام. وذكرت سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» أنه من المرجح أن يساهم سعر صرف الدولار في خفض أرباح الربع الرابع من العام بنحو 6 سنت لكل سهم. ومن جانبه، ذكر «هوارد سيلفربلات»، كبير المحللين بشركة «ستاندارد آند بورز» للخدمات المالية أن الصادرات تشكل ما يقرب من 46 في المائة من أرباح شركات ستاندارد آند بورز الـ 500. وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد من صغار المصنعين يشعرون بتأثيرات أكبر بسبب تقلبات العملة لأن لديهم القليل من الاحتياطات النقدية وقدرة أقل على الوصول إلى رأس المال من الشركات الكبيرة. وأكد «جيسون سبير» رئيس شركة «كواليتي فلوت ووركس»، التي تقوم بتصنيع أجهزة الاستشعار لخزانات النفط والمياه، ومقرها شومبيرج في ولاية إلينوي، أن صادرات الشركة التي تضم 25 موظفا قد تراجعت هذا العام بواقع 3 في المائة. وقال «سبير»: «لقد وجدنا أنه من الأكثر صعوبة التنافس مع البضائع الآسيوية (الأقل تكلفة) والمشابهة لبضائعنا». وأشار إلى أن الصادرات تشكل ما يقرب من 30 في المائة من عائدات الشركة. وردا على ذلك، قامت شركة «كواليتي فلوت ووركس» بخفض الأسعار لبعض العملاء بنسبة تصل إلى 20 في المائة، بحسب ما ذكر «سبير»، مضيفا أن هذا قد أدى إلى استهلاك الأرباح، ما أجبر الشركة على تأجيل خططها بشأن توظيف اثنين من العاملين خلال هذا الربع من العام. ويتوقع «مارك زاندي»، كبير المحللين بشركة «موديز» للتصنيف الائتماني، أن تساعد قوة الدولار على الحفاظ على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال العام المقبل بنحو ثلاثة أعشار النقطة المئوية إلى 3.3 في المائة، مما يوازن جزئيا الآثار الإيجابية لانخفاض أسعار النفط. بول ديفيدسون * * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي. انترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©