الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الرزفة والعيالة» في أجواء احتفالية وملامح تاريخية

13 ديسمبر 2013 00:30
أحمد السعداوي (أبوظبي)- شكلت فنون الرزفة والعيالة ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي حضورا كبيرا من الجمهور، بما وفرته من أجواء احتفالية مبهرة تخللها قصائد شعرية إماراتية بديعة يرددها أعضاء الفرق الفنية. وجاء الجمهور من جميع أنحاء الإمارات ليستمتع بالأجواء الكرنفالية التراثية التي أقيمت في شتاء إماراتي مميز، زاده جمالاً حسن التنظيم الذي لمسه زوار المهرجان الذين أبدوا إعجابهم بكل ما فيه من اشكال الفن الإماراتي وملامح التراث المحلي التي قدمت للجمهور في حلة مبهرة عكست عراقة التراث الإماراتي، وكشفت للاخرين جوانب مهمة في التاريخ الإماراتي. وشاركت في هذه الفعاليات الشعبية الممتزجة بروح الفن الإماراتي، عدد من فرق الفنون الشعبية ومنها فرقة سالم صبح المقبالي، حيث يقول عضوها حمدان سعيد حمدان، إنه يعمل في الفرقة منذ أكثر من عشر سنوات، شارك خلالها في مهرجانات كثيرة في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، غير أن مهرجان الشيخ زايد التراثي يعتبر في مقدمة هذه المهرجانات، نظرا للكم الكبير من الفعاليات التي صاحبته وكذلك عدد الفرق المشاركة، فضلا عن تنوع باقي النشاطات التي توزعت في ساحات المهرجان. وأورد حمدان، أن دوره في الفرقة المشاركة في عروض الرزفة والترديد على الشاعر الذي يقوم بإلقاء قصائد تتناسب مع الاجواء الاحتفالية للمهرجان، مبينا أن الرزفة أحد الفنون الشعبية التي يمارسها أبناء الإمارات في مناسباتهم الاجتماعية المختلفة، وتتم باستخدام السيوف أو البنادق، وفيها يجتمع الرجال ويكونون صفين متقابلين، ثم تبدأ بعد ذلك “شلة” الغناء، بأن يقوم الشاعر بتلقين أحد الصفين الشطر الأول من بيت الشعر. أما الصف الآخر فيردد ما يغنيه الصف الأول لعدة مرات بطريقة تملأها الحماسة والفخر بالكلمات الجميلة التي يرددها الجميع، وما تحمله من معان وقيم يعتز بها العربي مثل الشجاعة والشهامة والولاء للوطن. ?وقال أحد افراد الجمهور عبيد المطروشي، الذي جاء إلى المهرجان بصحبة أفراد أسرته، إن زيارته لمهرجان الشيخ زايد لم يكن مرتبا لها، غير أنه تفاجأ بهذا القدر الكبير من الفعاليات والفنون الإماراتية الأصيلة، ولذلك يعتبر المهرجان مدرسة لتعليم الاجيال الجديدة الكثير عن ملامح الحياة الإماراتية وطرق التعبير عن الفرح في المناسبات المختلفة. وقالت كاترين فريدش من الجنسية البولندية، إنها سمعت عن حياة أهل الصحراء وقرأت عنها الكثير، غير أنها لم تتخيل أن يكون لديهم فن بهذا الجمال والقدرة على التناغم بين أعضاء الفرق على الرغم من كثرة عددهم. وذكرت انها جاءت إلى الإمارات في جولة سياحية للاستمتاع بجوها المميز خلال الشتاء، ولرؤية الطفرة الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات ويكتب عنها كثيرا في وسائل الإعلام العالمية، مبينة إعجابها بقدرة أهل الإمارات على الاحتفاظ بجذورهم وحرصهم المستمر على الاعتزاز بموروثهم المحلي وكل ما يخصهم من ملامح هويتهم، وهو ما كان واضحا في الملابس الإماراتية التي يرتديها جميع ابناء الإمارات رغم أنهم يعيشون في مستوى حياة يضاهي أرقى الدول، ولكن ذلك لم يبعدهم عن جذورهم، وهو ما يستحق التحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©