الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأطفال والإنترنت.. صداع مزمن في رأس الأسرة

الأطفال والإنترنت.. صداع مزمن في رأس الأسرة
15 ديسمبر 2011 13:40
تمثل شبكة الإنترنت قاسماً مشتركاً في أغلب البيوت العربية، لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة وأن الأطفال قد أصبحوا يمثلون شريحة كبيرة من جمهور مستخدمي شبكة الإنترنت، وهم ما يثير الكثير من القلق لدى بعض الأسر التي ترى في الإنترنت سلاحاَ ذا حدين، ينبغي الانتباه إليه وبخاصة فيما يتعلق بمحتوى المواد التي يشاهدها الأطفال. وأظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن بداية استخدام الأطفال للإنترنت يكون لإجراء البحوث وإنجاز الواجبات المدرسية اليومية، ولكن سرعان ما يصبح ذلك الهدف أمراً ثانوياً؛ حيث ينخرطون في الأنشطة الاجتماعية وتبادل المحادثات مع الأصدقاء والتعارف، ومشاهدة الأفلام وتحميل الأغاني، وغيرها. وكشفت الدراسة، التي أجريت على نحو 800 طفل، عن أن ثلث الأطفال ـ عينة الدراسة ـ عبروا صراحة أن الكمبيوتر هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن الاستغناء عنه أبداً في حياتهم. وأشارت الدراسة إلى أن استخدام الأطفال للإنترنت داخل المدارس يكون منخفضاً نتيجة القيود المفروضة التي تمنعهم من الوصول إلى المواد غير المناسبة لهم. تقول إيمان طارق، (38 عاماً)، إنه لا أحد ينكر فائدة الإنترنت في حياة كل أسرة خاصة التي لديها أطفال، حيث يساعدهم كثيراً في إنجاز الواجبات المدرسية أو حتى في الترفيه، لكنها تري أن الوجه القبيح الآخر للإنترنت يكمن في أنه عالم مفتوح بلا ضوابط فينجرف بعض الأطفال فيه سواء عبر غرف المحادثة، أو حتى الدخول على مواقع إباحية مثلاً. وترى إيمان، أم لأربعة أبناء تتراوح أعمارهم بين 4 و14 سنة، أنه من الصعب إحكام السيطرة على عالم الإنترنت، فالأطفال في مرحلة عمرية معينه عندما يقتربون من سن المراهقة يصبح لديهم شغف بمعرفة كل شيء خاصة، وأن معظم الأطفال الآن يتعاملون مع الإنترنت بشكل أفضل من والديهم ومن ثم يصعب إحكام السيطرة على ما يشاهدونه. وتتفق معها وداد مصطفى، (42 عاماً) في أن الأطفال أصبحوا أكثر قدرة ومهارة على استخدام الإنترنت بشكل أفضل من أسرهم، مما يجعل الإنترنت عالماً آخر خارج سيطرة الأسرة. وتضيف وداد، وهي أم لخمسة من الأبناء تتراوح أعمارهم بين 5 و16 سنة، أن أبنائها يقضون ما بين 3 إلى 4 ساعات يومياً على شبكة الإنترنت في أيام الدراسة في حين يتضاعف هذا العدد من الساعات في أيام الإجازات، وتتنوع اهتمامات أبنائها على حسب أعمارهم ما بين ممارسة الألعاب المختلفة واستخدام "فيسبوك" و"تويتر" و"سكاي بي". وتوضح أن الخطر قد يكمن في الدخول على بعض المواقع غير الأخلاقية أو التعرف على أشخاص غرباء عن طريق غرف المحادثات. أما كامل عبد الحميد، 33 عاماً، فيؤكد أن لكل شيء وجهين، سلبي وإيجابي، وهو ما يجعلنا لا ننكر قدرة الانترنت في تنمية مهارات الاطفال، لكنه يطالب بوجود رقابة من قبل الأسرة لمعرفة ماذا يتابع الأطفال وماذا يشغلهم على صفحات الانترنت، وذلك من خلال تحديد وقت معين للجلوس على جهاز الكمبيوتر بحيث لا يصل الأمر إلى مسألة الإدمان كما هو حال بعض الأسر التي تترك أطفالها في بعض الأحيان لمدة تصل إلى 6 ساعات على جهاز الكمبيوتر دون رقابة. ويضيف كامل، (أب لطفلين 3 و6 سنوات)، أن التربية السليمة للأطفال تقيهم دائماً من الوقوع في المحظورات حتى ولو كانت عبر شبكة الانترنت. وتعد دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي التي لديها قانون خاص بمكافحة جرائم تقنية المعلومات صدر سنة 2006، حيث يتضمن في بنوده عقوبات خاصة بالحبس والغرامة في حالة استغلال الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر أو إغرائهم لارتكاب الدعارة والفجور باستخدام (شبكة الإنترنت). وتشير د. عزة مطر، أستاذ علم الاجتماع وأصول التربية بجامعة الأزهر، إلى أن عالم الانترنت أصبح الأكثر أهمية وخطراً في نفس الوقت في حياة الكثير من الأسر، في الوقت الذي يؤدى الانترنت فيه دوراً أساسياً في حياة الأطفال حيث يمثل موسوعة معارف بالنسبة لهم ويساعدهم في إنجاز الكثير من واجبتهم المدرسية أو على الأقل يقوم بدور ترفيهي مثل سماع الأغاني وممارسة الألعاب المختلفة من خلاله. وفي نفس الوقت يمثل قنبلة موقوتة في حياة الكثير من السر وبخاصة تلك التي تفتقد لمعايير الرقابة على محتوى ما يشاهده الأطفال. وترى د. مطر، أن خطر الانترنت لم يعد يقتصر فقط على محتوى المواد الإباحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©