الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محيي الدين حسين.. صديق النار

محيي الدين حسين.. صديق النار
26 ديسمبر 2015 21:49
مجدي عثمان (القاهرة) «صديق النار» هو اللقب الذي يرافق الفنان محيي الدين حسين، بعد أن ارتبط على مدار أكثر من 50 عاماً بالطين ونار الأفران التي تسويّ أعماله الخزفية باحثاً عن تقنيات جديدة من خلال تجريبه الدائم وتنوع إنتاجه بين الإناء وتاريخه الحضاري على مستوى الشكل، وبين الطلاءات المضافة وتأثرها الكيميائي بدرجات الحريق، مستمداً وممتداً مع تجربة البريق المعدني التي ابتكرها الفنان المسلم، وصولاً إلى التكوينات النحتية الخزفية من خلال تركيب القوالب الجاهزة الصنع أو التشكيل بالطين. وأكد بذلك على ارتباطه الأول بقسم النحت في كلية الفنون التطبيقية مع أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، قبل أن يتنقل إلى قسم الخزف في الكلية عينها حينما وجد أن الخامة واحدة في القسمين، إلا أن التنوع في فن الخزف يرتبط بإمكانية الفنان وقدرته على التعامل مع النار، فيبقى للمفاجأة دور بارز في إنتاجه مهما كانت حساباته المسبقة، حتى أنه يؤكد على وجود المصادفة في فن الخزف، والتي يردها إلى الفترة التي يكون فيها الفنان منفصلاً عن العمل حيث يودعه الفرن ليحرقه. ويأتي معرض محيي الدين حسين، في قاعة الفن في القاهرة تجميعاً إبداعياً لمسيرة متعددة التجارب والنجاحات، خاصة بعد المعرض الدائم الذي أقامته له مكتبة الإسكندرية العام 2007 وضم 100 قطعة من مختلف مراحله الفنية، تقديراً لدوره البارز والريادي في مجال فن الخزف، وأيضاً لدوره في تأسيس بينالي القاهرة الدولي للخزف وملتقى الفخار القومي، وهو ما أسهم في التعرف على تجارب إبداعية دولية في فن الخزف المعاصر. بدأ حسين في التعامل مع الخزف منذ الستينيات عندما طُلب منه بحث عن الفخار الشعبي، مؤكداً أن فترة منحة التفرغ التي حصل عليها من الدولة تعتبر أكثر فتراته تعمقاً في البحث والتجريب، وقسمها إلى ثلاث مراحل عمل فيها على الجداريات الخزفية المسطحة، ثم على البريق المعدني، وصولاً إلى النحت الخزفي، وربما ساعده في ذلك عدم إيمانه بالتصنيفات الفنية، والتي يراها تفقد الفنان حريته وتقيده، إضافة إلى تأثره برائد فن الخزف الفنان سعيد الصدر المجدد في التراث الخزفي الإسلامي والشعبي، حتى وصل إلى ملمحه الفني الخاص في الإناء وتقنية البريق المعدني، مما دفعه إلى العمل على تلك التقنية في كل الأشكال الخزفية من إناء وتمثال ولوحة، محاولاً الحفاظ على مقومات الخزف الإسلامي في شكل الإناء وخطوطه الخارجية والعلاقات المحسوبة بين الرقبة والفوهة واليدين إن وجدتا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©