الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سوزان مبارك لـ "الإتحاد": إسهامات الشيخة فاطمة عظيمة.. وتواكب تطلعات المرأة

سوزان مبارك لـ "الإتحاد": إسهامات الشيخة فاطمة عظيمة.. وتواكب تطلعات المرأة
29 مايو 2007 00:46
حوار - خورشيد حرفوش: أريد الابتسامة لكل طفل·· والطمأنينة لكل امرأة·· والسلام لكل رجل·· وليكن الله معنا في لحظاتنا الصعبة ·· كلمات بسيطة وعفوية تعكس شخصيتها، وتجسد معالمها الإنسانية الزاخرة بالتفاؤل والآمال والآلام والآفاق والطموحات لأبناء شعبها وأمتها· السيدة الفاضلة سوزان مبارك·· عنوان مصري وعربي للعطاء·· تلتقي و''الاتحاد'' في حوار جديد بعد مضي خمس سنوات كانت حافلة بالانجازات، والمتغيرات، والتحديات· مصريتها وعروبتها امتزاج فطري لا يعرف الحدود، وخريطة عطائها الإنساني لا وجود للفواصل أو الحواجز فيها، والحوار مع سيدة مهمومة دائماً بتحقيق النتائج على أرض الواقع، حوار ممتد ومتعدد الجوانب·· سنحاول اختصاره في هذا اللقاء: تربطكم وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة منظمة المرأة العربية، أواصر ود ومحبة وأخوة عميقة انعكست بشكل جلي على مسيرة منظمة المرأة العربية وتطورها ·· ماذا تعولون على انتقال رئاسة المنظمة إلى الإمارات العربية المتحدة خلال هذه الدورة؟ سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي أخت عزيزة وصديقة غالية، تربطني بها علاقة صداقة منذ سنوات طويلة، وأنا أراها معطاء وساعية لفعل الخير، وشخصية جديرة بكل الحب والاحترام والتقدير، وكان لسموها دور بارز واسهامات عظيمة الأثر في دعم قضايا وتطلعات المرأة والأسرة والإنسان داخل وخارج الإمارات· فقد كانت أول الداعمين للمبادرة التي أطلقتها في مؤتمر القمة الأولى للمرأة العربية الذي دعوت إليه في القاهرة عام 2000 التي أسفر عنها إنشاء منظمة المرأة العربية كأول كيان عربي يساند ويدعم حقوق المرأة في منطقتنا العربية، وكلي ثقة أننا في ظل رئاسة سموها للمنظمة سنشهد عهداً جديداً من العمل الدؤوب والتنسيق المستمر لصالح الدفع بأوضاع المرأة العربية في بلادنا نحو آفاق أرحب من المشاركة الفاعلة في عملية التنمية المجتمعية الشاملة· تتويجكم عربياً بجائزة الشيخ راشد الإنسانية لعام 2006 جاء نتيجة جهد خلاق ورفيع نحو الارتقاء بحياة الإنسان في مصر وخارجها، وجسد اختيار 80 ألف مشارك ومشاركة من كافة الدول العربية في استطلاع تاريخي للرأي ·· من المؤكد أن هذا التتويج يضعكم أمام مسؤوليات جديدة؟ أود أن أؤكد في البداية أن من يشرع في العمل العام لا ينتظر التكريم لأن سعادته الكبرى تكون في خدمة الناس وإسعادهم·· ومع ذلك فأنا في غاية السعادة لحصولي على جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية لأنها جائزة مهمة لسببين أساسيين أولهما أنها تحمل اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي ساهم بدور بارز في النهضة التي تحققت في إمارة دبي وفي دولة الإمارات بصفة عامة، وثانيهما أنه سبق حصول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ''أم الإمارات'' على نفس الجائزة تقديراً لما بذلته وتبذله للنهوض بالمرأة الإماراتية والأسرة والطفولة ليس فقط في الإمارات بل في كل أنحاء العالم العربي·· وهي كما تعرف جائزة تمنح على مجمل الأعمال التي تخدم المرأة والطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك فأنا سعيدة بها· التكريم الحقيقي تفخر المرأة العربية أن تظفر سوزان مبارك بعشرات الجوائز العالمية الرفيعة في مجال حقوق الإنسان، والجائزة الذهبية لمنظمة الصحة العالمية ·· ماذا يحمل لنا الغد من رؤى مصرياً وعربياً؟ التكريم الحقيقي لي والجائزة التي أسعى دائماً للحصول عليها هي النتائج التي تتحقق على أرض الواقع لأبناء وطني وأمتي، وربما تعدد الجوائز أو تنوع التكريم الذي حظيت به كان نتيجة لتنوع مجالات نشاطي، فأنا أعمل في مجالات الطفولة والأمومة، وأتبنى قضايا المرأة، وأهتم وأنشغل بقضايا الصحة، ولديّ العديد من المبادرات في التنمية الحضرية ومواجهة العشوائيات، بجانب النشاط الثقافي ومشروعات النشر العملاقة والقراءة للجميع، بالإضافة إلى اهتمامي الكبير بقضية السلام والأمن المجتمعي·· هذا التنوع ربما يكون السبب لتنوع أوجه التكريم إلاّ أنني أراها جهودا مرتبطة كلها لتنمية المجتمع الذي نعيش فيه، وتحقق مفهوم الأمن المجتمعي الشامل، وتهدف لصالح الإنسان، أمنه الاجتماعي والصحي والثقافي والتربوي، وفوق كل ذلك ازدهار حياته ورفاهيته· أما عن المستقبل، فقد اعتدت أن أكتسب القدرة على طرح مبادرات جديدة من خلال النتائج التي تتحقق، فالحفاظ على مشروعاتنا المتنوعة بنفس قوة الدفع تحد كبير، وحشد الطاقات لاستكمال المسيرة يتطلب جهدا كبيرا، إلا أنني أرى أن قضية المجتمع الآمن وتحقيق السلام الاجتماعي ونشر مفاهيم العدالة الإنسانية تمثل بالنسبة لي واحدة من أهم الأولويات في الوقت الحالي· أهم التحديات في كلمتكم أمام قمة المنامة قلتم: ''جئنا لنتبين أين الفرص الضائعة، وما الذي ينبغي تداركه لتصحيح المسار، والحاجة إلى وقفة تقويمية''·· وهناك تحولات وتغيرات استجدت على صعيد التحديات التي تواجه المرأة العربية بعد سبع سنوات من عمر المنظمة ·· كيف ترون أهم هذه التحديات؟ بالفعل شهدت أوضاع المرأة العربية الكثير من التطور والتقدم في كافة المجالات، مقارنة بما كانت عليه الأمور منذ عدة عقود مضت، إلا أنها ما زالت تواجه العديد من التحديات، ويأتي على رأس هذه التحديات ضعف المشاركة السياسية للمرأة العربية وتدني حصتها في مواقع اتخاذ القرار· وهو الأمر الذي يفرغ قضية المساواة المكفولة بحكم النصوص والقوانين، من مضمونها الحقيقي ويحولها إلى قضية نظرية لا تجد صدى لها في الواقع· وهو التحدي الذي ما زال يحتاج منا إلى مزيد من الجهد والعمل من أجل تغيير البيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية السائدة، وموقفها السلبي من وجود المرأة على خريطة العمل السياسي بشكل يتفق مع طموحاتها وقدراتها· آثار الحروب من المؤكد أن حقيبتكم زاخرة برؤى، وطروحات، ومبادرات، تعين المرأة العربية على مواجهة محنتها في فلسطين والعراق ولبنان ودارفور من أجل مواجهة آثار الحروب وتعزيز الأمن والسلام؟ تعرضت منطقتنا العربية لمخاطر وأضرار الحروب والنزاعات المسلحة والمقاطعة الاقتصادية طيلة نصف القرن الماضي· وما زالت آثار الاحتلال والحصار تلقي بظلالها على عملية التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في منطقتنا بشكل عام، وعلى أوضاع المرأة بشكل خاص· فالمرأة العربية التي ربما كانت أكثر نساء العالم معاناة في الوقت الحاضر في فلسطين، والعراق، ودارفور، وفيما واجهته في الحرب الأخيرة في لبنان، والتي تجسد وبحق كل معاني التضحية والبطولة تصبح هي الأكثر فهماً لاحتياجات الأمن والسلام·· والأكثر استعداداً للمشاركة في تحمل أعبائهما· ولأن السلام هو مسؤولية إنسانية شاملة، ولأن المرأة هي الأكثر معاناة من غياب السلام، فهي الأقدر على حمايته· إن المرأة بوصفها واهبة للحياة، هي صاحبة مصلحة حقيقية في الدفاع عن السلام، وصاحبة حق طبيعي في السعي لايجاد سبل وأساليب جديدة لوضع حد لتفاقم العنف والتهديد المتزايد دوماً باندلاع الحروب وازهاق الأرواح· ومن هذا المنطلق أسست ''حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام'' كأول مبادرة غير حكومية تنبع من المنطقة العربية حيث تأسست عام 2003 استجابة لقرار مجلس الأمن''·''1325 وفي إطار روح القرار''''1325 قامت حركة المرأة الدولية من أجل السلام من جانبها بعدد من الأنشطة· ففي نوفمبر من عام 2004 نظمت الحركة - بالتعاون مع وزارة الخارجية في سويسرا - مؤتمر ''المرأة تدافع عن السلام''· وتميز هذا المؤتمر بتوجه عملي حيث ركز على الانتقال من مرحلة تحديد الاحتياجات إلى مرحلة الانجاز الفعلي· وقد تعرفنا من خلال هذا المؤتمر على التجارب الناجحة وقمنا باستخلاص الدروس المستفادة منها، كما درسنا المعوقات التي تحد بل وتمنع أحياناً مشاركة المرأة في بناء السلام وطرحنا سبل تفادي تلك الصعوبات ·· وقد انبثق عن هذا المؤتمر تشكيل ائتلاف دولي للنساء المدافعات عن السلام، وأعقب ذلك بفترة وجيزة ارسال بعثة ميدانية من القيادات النسائية الممثلة لهذا الائتلاف إلى فلسطين لمساندة المرأة الفلسطينية خلال الانتخابات الرئاسية عام ·2005 وقد جسدت هذه البعثة الفريدة في نوعها اصرار المرأة على المشاركة السياسية كمطلب أساسي لتحقيق السلام والتنمية، وأهمية التضامن النسائي الدولي للوصول إلى هذا الهدف· وفي إطار تواصل أنشطة الحركة، وازاء الصراع الذي اندلع في لبنان، وما تعرض له المدنيون ولاسيما من النساء والأطفال والمسنين من أهوال الحرب والتدمير والتي مثلت انتهاكاً جسيماً لكل المواثيق الدولية الخاصة بالقانون الإنساني وحقوق الإنسان، نظمت الحركة جلسة عمل عقدت في باريس بحضور مجموعة مرموقة من خبراء دوليين لمناقشة الخيارات المختلفة لحماية المدنيين· وقامت هذه المجموعة بمناقشة كيفية تطبيق وتفعيل قواعد القانون الإنساني وتوفير حماية أفضل للمدنيين أثناء النزاعات المسلحة وبحث سبل تفادي تكرار وقوع تلك النزاعات والانتهاكات· وتم الاتفاق على ضرورة تفعيل وتقوية آليات رصد وتنفيذ القانون الإنساني الدولي فيما يخص حماية المدنيين وبصفة خاصة النساء والأطفال· وكلفت مجموعة مصغرة من الخبراء بمهمة بلورة عناصر هذه الآلية· وسوف تقوم بعرض ما توصلت إليه من نتائج في اجتماع لاحق يعقد في الإسكندرية قريباً· وليس من قبيل المصادفة أن يعقد اجتماع متابعة جلسة عمل باريس في الإسكندرية حيث يوجد مقر معهد دراسات السلام في مكتبة الإسكندرية· وقد تم تأسيس هذا المعهد في فبراير من هذا العام ليكون بمثابة الرافد الأكاديمي لحركة المرأة والسلام·· ويعد الأول في نوعه في العالم العربي· وبذلك نكون قد أرسينا الأساس لإقامة المزيد من معاهد السلام في منطقتنا العربية لاتاحة الفرصة لتنمية فهم أعمق لقضايا السلام وما يعنيه بالنسبة للشعوب وكيفية بنائه والدفاع عنه· الثقافة المجتمعية شددتم على أكثر من صعيد، على دور وسائل الإعلام في تحسين صورة المرأة العربية ·· لكن - للأسف- ما زالت تُعاني كثيراً من صور التسليع والتشويه·· هل تحمل القمة توصيات أو مبادرات جديدة؟ إن تفعيل المشاركة وتمكين المرأة يحتاجان إلى ثقافة مجتمعية تؤمن عن وعي ويقين أن هذه المشاركة تمثل إضافة لدورها الأسري وليس انتقاصاً· نحن نحتاج إلى ثقافة مجتمعية تؤمن بكل بساطة أن جهود ومواهب البشر رجالاً كانوا أم نساء هي في النهاية ثروة إنسانية لا تتجزأ·· لا يفيد إنكارها، ولا يجب إهدارها· هذه هي الثقافة التي نحتاج إلى غرسها في البيت ونظم التربية، في المدرسة ومناهج التعليم، في دور العبادة وخطاب التوعية، وفي كل مؤسساتنا الثقافية والإعلامية·· ومن خلال كافة أدوات وأشكال التعبير الأخرى في الفن والكتابة·· ثقافة لا تحكم على دور المرأة من منظور المنافسة والمزاحمة مع الرجل بل بمعيار الإضافة إليه والإجادة معه ·· فهكذا نهضت الأمم وتقدمت الأوطان· ومن هذا المنطلق تتبنى المنظمة مشروعاً لوضع ''استراتيجية إعلامية عن المرأة العربية'' ينتظر أن تعلن في المؤتمر الثاني للمنظمة في نهاية ·2008 ويتمثل الهدف العام للاستراتيجية في تغيير الثقافة المجتمعية السائدة في المنطقة العربية التي تحتضن صورة نمطية عن المرأة وأدوارها في المجتمع، وذلك من خلال استهداف الرسالة المحتواة في العمل الإعلامي بكافة أشكاله من جانب، والقائمين على العمل الإعلامي بكافة مستوياته· تجارب مشاركة المرأة السياسية في الكويت، والبحرين، والانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة لا تلبي طموحات الإصلاح والديمقراطية ولا الدورالمنتظر الذي يمكن أن تلعبه المرأة العربية في الحياة السياسية ·· هل من آفاق جديدة لتصحيح الصورة؟ رغم تنامي دور المرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن دورها في المجال السياسي لا يزال ضعيفاً، مع أن مصر وغيرها من الدول العربية تشهد تحولاً ديمقراطياً، ويتطلب مشاركة فعالة من جانب المرأة التي تشكل نصف المجتمع المصري تقريباً· وتعد المشاركة الفعالة للمرأة في الحياة السياسية والحياة العامة جزءا أساسياً من عملية التحول الديمقراطي في المجتمع كاندماجها في الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية والهيئات التمثيلية، ويعبر هذا السلوك عن مستوى التطور الحاصل في الوعي الاجتماعي والسياسي العام لا سيما إذا أصبحت مسألة المشاركة السياسية للمرأة مطلباً جماهيرياً· ومن هذا المنطلق، كان موضوع المشاركة السياسية للمرأة أحد محاور العمل في مصر من خلال المجلس القومي للمرأة· ومن البرامج التي أطلقناها مؤخراً برنامج نحو أداء برلماني متميز للمرأة المصرية بحضور أعضاء وعضوات لجنة المرأة للدول الأورومتوسطية· يمثل هذا المشروع بجوانبه المختلفة خطوة مهمة على طريق التمكين السياسي للمرأة المصرية· هذا التمكين الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من مشروع تحديث المجتمع ونهضة الوطن من أجل توظيف قدرات وطاقات كل أبنائه على قاعدة من المساواة وتكافؤ الفرص· ويستهدف البرنامج عضوات مجلس الشعب والشورى وبعض عضوات المجالس المحلية على مستوى الجمهورية لتنمية وتعزيز قدراتهن حتى يستطعن القيام بدور فعال في مجال العمل البرلماني· ثقافة التنمية والسلام شغلتكم كثيراً دعاوى التمييز والتطرف التي تروج لها بعض الأبواق الغربية التي تضع الإسلام والإرهاب في خانة واحدة ·· هل من جهود عربية ذات آفاق عالمية على هذا الصعيد؟ تتشابك كل من تحديات السلام والأمن وقضايا التنمية وحوار الثقافات· فإحلال السلام وتواصل التنمية لا يرتبطان فقط بعقد الاتفاقات والمعاهدات أو بوضع البرامج وإصدار القوانين، ولكنهما يرتبطان - وفي الأساس - بنشر ثقافة جديدة هي ''ثقافة التنمية والسلام''· والتي تبنى على قيم العدل والحرية والتسامح والمساواة وقبول الآخر واحترام الكرامة الإنسانية· إن مسألة التعددية الثقافية كانت وما زالت تمثل إشكالية - بين مجتمعنا العربي والمجتمع الغربي - يختلف فيها الرأي بقدر ما يصطدم بها تيار العولمة الجارف· ويعتبر غياب حوار الثقافات الذي يمثل جسر التفاهم والتواصل هو الأساس في الربط بين العربي والإرهابي· وقد أكدت أمام مؤتمر باريس الذي عقد العام الماضي حول ''حلقة العمل الثقافي - حوار الشعوب والثقافات'' أن نجاحنا في عملية حوار الثقافات يتوقف على أمرين: أولهما العمل على تعزيز القواسم المشتركة بيننا في ظل احترام التنوع الثقافي· وثانيهما الوعي بالتحديات التي تواجه عملية الحوار· فنحن مطالبون أولاً بالعمل على صياغة رؤية مبتكرة تستوعب القيم الإنسانية المشتركة جنباً إلى جنب مع قبول التنوع الثقافي للشعوب والمجتمعات· لكن لنعترف أن مسألة التعددية الثقافية كانت وما زالت تمثل إشكالية يختلف فيها الرأي بقدر ما يصطدم بها تيار العولمة الجارف· ولأن المرأة هي الأكثر معاناة وتضرراً في ظروف الحروب والنزاعات المسلحة فهي صاحبة حق أصيل في بناء السلام وحمايته وهي الأقدر على نشر ثقافة السلام· وقد أثبتت التجارب الواقعية قدرات غير عادية للمرأة في مواجهة آثار الحروب وتبعات إعادة الإعمار، كما قدمت المرأة خبرات متميزة في كافة الحوارات والجهود الرامية لتحقيق السلام· وفي زمن يشهد موجات من العنف لا مثيل لها، بات على المرأة أن تتصدى وبكل قوة لتحديات السلام·· ليس تخاذلاً أو تهاوناً ولكن من منطلق التمسك بالحقوق والثوابت والايمان بقيمة السلام وضرورته ·· الإيمان بأن قوة المنطق بوسعها - بل ويجب - أن تسمو فوق منطق القوة من أجل بناء مجتمع الأمن والرخاء الإنساني·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©