الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السيسي يحسم الترشح لرئاسة مصر بحلول 17 فبراير

السيسي يحسم الترشح لرئاسة مصر بحلول 17 فبراير
7 فبراير 2014 12:22
القاهرة (الاتحاد، وكالات) ــ قال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العقيد احمد محمد علي أمس إن قرار ترشح القائد العام للقوات المسلحة المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية من عدمه هو قرار شخصي سيحسمه بنفسه أمام الشعب المصري من دون غيره من خلال عبارات واضحة ومباشرة لا تحتمل الشك أو التأويل. وأضاف المتحدث في بيان صحفي أن ما نشرته صحيفة (السياسة) الكويتية في عددها أمس بشأن حسم السيسي قرار ترشحه للرئاسة «مجرد اجتهادات صحفية وليست تصريحات مباشرة من المشير السيسي تم تحميلها بعبارات وألفاظ غير دقيقة خاصة بعد نقلها في مختلف وسائل الإعلام». وناشد المتحدث وسائل الإعلام المحلية والدولية مراعاة ما تنشره من أخبار ومعلومات تتعلق بالقوات المسلحة وقادتها من دون البحث عن اجتهادات وانفرادات صحفية غير دقيقة خاصة خلال المرحلة التي تمر بها مصر. لكن ورغم هذا النفي، ابلغت مصادر مطلعة «الاتحاد» ان مسألة ترشح السيسي تكاد تكون محسومة، ولا تنتظر الا التوقيت المناسب الذي لن يتجاوز تاريخ 17 فبراير. وقالت «ان وزير الدفاع يتجه الى تقديم استقالته رسميا من منصبه خلال الأسبوع المقبل تمهيداً لإعلان ترشحه للرئاسة في خطاب للشعب بعدها بأيام قليلة». بينما رجحت مصادر اخرى «أن يكون السيسي قد أبلغ رئيس الوزراء حازم الببلاوي بالفعل باستقالته وأنه لن يحضر اجتماعات الحكومة خلال الاسبوع المقبل». ورجحت المصادر أن يتجه الببلاوي لعدم عقد اجتماعات الى حين اجراء تعديل وزاري ينتظر ان يشمل 3 وزارات هي التعاون الدولي، والانتاج الحربي، والدفاع، لافتة الى أن كافة المؤشرات تدل على أن رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي سيتولى منصب وزير الدفاع خلفاً للسيسي، وهو ما سيتزامن أيضاً مع حركة تنقلات في القيادة العامة للقوات المسلحة تتضمن تعيين رئيس أركان جديد. وكانت الصحيفة الكويتية قد نسبت للسيسي، قوله إن خوض سباق الرئاسة يأتي نزولاً عند رغبة الشعب المصري، الذي قال إنه سيتقدم إليه بطلب لتجديد الثقة، كما تحدث عن دولة متوعكة ومرض مزمن استفحل في السنوات الأخيرة والحاجة إلى التخلص من إرث الماضي ومخلفاته، واعداً بمرحلة جديدة تحمل تحديات كبرى في مقدمتها الاقتصاد المتدهور: «لقد حسم الأمر وليس أمامي إلا تلبية طلب شعب مصر، وهو أمر سمعه القاصي والداني، ولن أرفض طلبه»، وذلك في معرض رده على سؤال رئيس تحرير الصحيفة أحمد الجار الله بشأن ما إذا كان سيتقدم لانتخابات الرئاسة. وأوضح السيسي في حوار نشرته الصحيفة الكويتية أمس: «سأتقدم لهذا الشعب بتجديد الثقة عبر التصويت الحر». وتابع: «لقد توكلت على الله ولن أرفض رغبة أبناء بلدي، ولكنني سأطلب منهم العون، فمصر دولة متوعكة وتوعكها مزمن، وقد ازداد في السنوات الأخيرة، والشعب يدرك أن الأمانة ثقيلة وهي تتطلب تعاون الجميع في حملها، ولذلك علينا أن نتشارك في هذا الحمل، ونعمل من أجل شفاء بلدنا من هذه الوعكة». وأردف قائلا: «أحلام المصريين كبيرة والأمانة أكبر... وحملها يحتاج إلى مشاركة الجميع وتعاونهم». وقال: «لا نملك عصا سحرية لكننا لن نتلاعب بآمال الناس وأحلامهم... ولهم أقول نشبك الأيدي ونتقدم للعمل». ووصف ما يحدث حالياً بأنه «أشبه بحشرجات محتضر لن تؤثر في عزيمة الشعب المصري»، مؤكداً أن «ما يجري في مصر لن يؤثر في شعبها ولن يفت من عضده ولن تعوق قنبلة هنا أو تظاهرة هناك مسيرة النهوض، فهذه الأعمال ليست غير حشرجات محتضر». من جهة أخرى، اكد السيسي ان«الدول العربية بحاجة الى الاتحاد فيما بينها ودول مجلس التعاون (الخليجي) سترحب بهذه الفكرة». وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية فوض الاثنين الماضي المشير السيسي الترشح الى الانتخابات الرئاسية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن القرار اتخذ بالإجماع في اجتماع لكبار قادة الجيش برئاسة السيسي الرجل الأقوى في البلاد. وأعلنت الرئاسة المصرية يوم الاثنين (27 يناير) ترقية الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى رتبة المشير. ويقول عنه الأصدقاء والأسرة انه رجل قليل الكلام حاسم القرار. ولم يكن العالم يعرف شيئا عن السيسي قبل أن يعلن على شاشات التليفزيون عزل مرسي. ومرسي هو الذي عين السيسي قائدا للجيش ووزيرا للدفاع في أغسطس 2012. وكان مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين يريد قائدا صغير السن للجيش للحد من نفوذ الحرس القديم في القوات المسلحة الذين كانوا يعملون مع مبارك قبل ثورة يناير 2011. وربما تكون سمعته كرجل متدين قد لاقت استحسان مرسي. ولد السيسي في 19 نوفمبر عام 1954 وشحذ مهاراته الاستراتيجية في عالم المخابرات العسكرية حيث كان رئيسا لها في عهد مبارك. وكان اصغر الأعضاء سنا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة في مصر 18 شهرا بعد سقوط مبارك. وتعكس كتاباته أثناء دراسته في كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي في ولاية بنسلفانيا عام 2006 إدراكا للصعوبات التي تكتنف إقرار الديمقراطية في الشرق الأوسط. ويحظى السيسي بتأييد الجيش ووزارة الداخلية وكثير من الساسة الليبراليين ورجال الأعمال. والسيسي خريج الكلية الحربية عام 1977 حاصل على ماجستير العلوم العسكرية في مصر عام 1987 والدرجة ذاتها عام 1992 من كلية القادة والأركان البريطانية في كامبرلي، وشغل مناصب عدة أبرزها رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع وملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية. وتولى لاحقاً قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع قبل أن يعين قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي، وحاز رتبة فريق أول عام 2012 ليرتقي بعد نحو سنتين بقرار من الرئيس عدلي منصور إلى رتبة المشير. وللفريق السيسي أربعة أبناء هم ثلاثة شبان درسوا جميعهم في كليات عسكرية مصرية وانضموا الى صفوف القوات المسلحة واكبرهم متزوج من ابنة مدير المخابرات العسكرية الحالي اللواء محمود حجازي وبنت واحدة تزوجت بعيدا عن الأضواء قبل نحو أسبوعين. ومنذ عزل مرسي، تصف وسائل الإعلام المصرية السيسي «بالبطل» بينما تزين صوره المحلات التجارية والادارات في القاهرة. وتطالب غالبية كبيرة من المصريين الذين انهكتهم سنوات الفوضى منذ الانتفاضة الشعبية التي اطاحت الرئيس حسني مبارك مطلع العام 2011، قائد الجيش بالترشح للانتخابات الرئاسية. وفوزه في هذه الحالة مؤكد إذ أن الشخصيات الأخرى التي قد تتقدم للانتخابات، أكدت انها لن ترشح نفسها اذا ترشح المشير السيسي في الاقتراع. ويفترض ألا يؤثر اعلان الأمس الذي قد يكون سابقا لأوانه أو فسر خطأ من قبل وسيلة إعلام خارجية، على شعبيته في الشارع الذي يشبهه بالزعيم المصري القومي جمال عبد الناصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©