الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس تونس يطالب بتشكيل حكومة غير حزبية مصغرة

2 ديسمبر 2012
تونس (ا ف ب) - قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، إن “المصلحة العليا” للبلاد تقتضي تشكيل “حكومة كفاءات مصغرة” وتنظيم انتخابات عامة قبل صيف 2013، وسط احتقان اجتماعي وسياسي في البلاد. وأكد المرزوقي في خطاب توجه به إلى التونسيين عبر التلفزيون الرسمي مساء أمس الأول، أن “مصلحة تونس العليا اليوم تقتضي تشكيل حكومة مصغرة مفعلة تجمع الكفاءات”. ودعا إلى تعيين هذه الكفاءات بالخصوص في “الوزارات ذات الصلة بالتنمية والاقتصاد وبالأمور الاجتماعية”. وشدد الرئيس التونسي على ضرورة أن يتم تعيين الوزراء في الحكومة المصغرة التي يقترحها “على أساس الكفاءة، وليس على أي قاعدة أخرى مثل المحاصصة الحزبية أو الولاء السياسي”. ولا يملك الرئيس التونسي بموجب النظام المؤقت للسلطة (الإعلان الدستوري) صلاحية تعديل الحكومة الذي هو من اختصاص رئيس الوزراء حمادي الجبالي أمين عام حزب النهضة الإسلامي الذي يملك أكبر عدد من النواب في المجلس التأسيسي. ويقوم الائتلاف الحاكم في تونس حالياً على تحالف ثلاثة أحزاب هي النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) الذي قدم منه المرزوقي وحزب التكتل من اجل العمل والحريات (يسار وسط)، تملك مجتمعة الأغلبية في المجلس. كما أكد المرزوقي أن تنظيم انتخابات عامة قبل صيف 2013 “ضرورة حياتية” في تونس التي تشهد إحدى ولاياتها (سليانة - شمال غرب) منذ الثلاثاء اضطرابات أسفرت عن حوالي 300 جريح. ودعا المجلس الوطني التأسيسي المكلف وضع دستور جديد لتونس إلى تسريع أعماله حتى يمكن تنظيم انتخابات قبل صيف 2013. وعبر المرزوقي عن خشيته من انتقال أعمال العنف والاحتجاجات الاجتماعية من سليانة إلى مناطق أخرى في البلاد. وقال في هذا السياق “المشكلة الكبرى اليوم انه ليس لنا سليانة واحدة.. أخشى ما أخشاه أن تقع (أعمال العنف والاحتجاجات) في المستقبل في أكثر من منطقة بما قد يهدد مستقبل الثورة”. وتجددت أمس لليوم الخامس على التوالي المواجهات في سليانة (شمال غرب) على خلفية توتر اجتماعي وسياسي، كما شهدت بلدة مجاورة لها مواجهات مماثلة، بحسب ما أفاد شهود. وكما حدث في الأيام السابقة فقد هاجم نحو مئة شاب عناصر الشرطة في مدينة سليانة بالحجارة وأصيب شرطي في رأسه. وردت قوات الأمن بإطلاق كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع في حين نصب المتظاهرون حواجز بالإطارات والأغصان التي اشعلوا فيها النار. وفي بلدة برقو التي تقع على بعد نحو 20 كلم عن سليانة مركز الولاية، قطع مواطنون الطريق ورموا بالحجارة سيارات شرطة كانت متوجهة إلى العاصمة تونس، بحسب شهود ومصدر أمني. وردت عليهم قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع. من جهة أخرى، تشهد العاصمة التونسية مفاوضات بين الحكومة وممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر مركزية نقابية في تونس) الذين يطالبون بخطة تنموية لهذه المنطقة المهمشة منذ عقود وإقالة والي سليانة الذي اتهموه برفض الحوار مع الأهالي وممثليهم وسحب تعزيزات الأمن التي أرسلت إلى المنطقة. وفي العاصمة التونسية، وكما حدث في الأيام الأخيرة، تظاهر نحو 200 شخص أمام مقر وزارة الداخلية في العاصمة تعبيرا عن دعمهم لأهالي سليانة. وتخشى السلطات أن تنتقل حمى الاحتجاجات إلى مناطق أخرى وأكدت أنها ترفض الخضوع للعنف في الوقت الذي اندلعت فيه صدامات الليلة قبل الماضية في مدينتين أخريين. وتذكر هذه الاحتجاجات والتظاهرات بتلك التي أدت إلى ثورة 2011 وكان منطلقها سيدي بوزيد (وسط غرب). وتتهم الحكومة التي يقودها حزب النهضة الإسلامي بالفشل في سياستها الاقتصادية. وأصيب نحو 300 شخص بجروح منذ بداية أعمال العنف في سليانة الثلاثاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©