السيدة حفصة روت 28 حديثاً

القاهرة (الاتحاد) هي بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأمها زينب بنت مظعون أخت الصحابي الجليل عثمان بن مظعون أول من توفي بالمدينة من المهاجرين. هي السيدة حفصة ولدت بمكة قبل البعثة النبوية بخمس سنوات، وتزوجت من خنيس بن حافة السهمي الذي كان من أصحاب الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة، واستشهد في غزوة أحد، وكان عمرها وقتها 18 عاماً. تألم عمر لحال ابنته الشابة الأرملة، وقد عرضها على أبي بكر ثم على عثمان، فلم يردا عليه بالقبول، ولما شكا عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من أبي بكر وعثمان، قال له: «يتزوج حفصة من هو خير من عثمان»، وتزوج النبي حفصة سنة ثلاث من الهجرة. احتلت السيدة حفصة مكانة علمية مرموقة، حيث كانت مرجعاً لكبار الصحابة الذين عرفوا لها علمها وفضلها، حتى أن أباها عمر رضي الله عنه سألها عن أقصى مدة تحتمل فيها المرأة غياب زوجها عنها فأجابته بأنها أربعة أشهر، وقد قالت عنها أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: إنها ابنة أبيها وكلنا يعرف من هو أبوها. ويروى أن أخاها عبدالله بن عمر رضي الله عنه أراد ألا يتزوج فأمرته حفصة بالزواج ناصحة له مبينة له ما يرجى من الزواج من ولد صالح يدعو لأبيه. روت رضي الله عنها بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغ مجموع مروياتها في كتب السنة الستة ثمانية وعشرين حديثاً، اتفق لها الشيخان على أربعة أحاديث، وانفرد الإمام مسلم بستة. وجاءت مروياتها في مواضيع عدة، ففي الصوم، روت حفصة: «لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر»، وصوم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام من الشهر، وفي القبلة للصائم، وفيمن يصبح جنباً ثم يتم صومه، وفي صيام الاثنين والخميس، وصيام عاشوراء وغيرها. كما روت في المناسك: في الدواب التي لا جناح على من قتلهن، وروت في الزينة في لبس الديباج للرجل، وفي الشمائل في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الآداب فيما يفعل الرجل إذا أراد النوم، وفي الطب في رقية النملة، وفي تعبير الرؤيا، وفي الفتن في قصة ابن الصائد وخروج الدجال من غضبة يغضبها. وفي الطهارة، روت وجوب الغسل على كل محتلم يوم الجمعة، وجعل اليد اليمنى للطعام والشراب، وفي أبواب الصلاة، روت في الركعتين الخفيفتين إذا نودي بالصبح وهي من فعل النبي صلى الله عليه وسلم. ويلاحظ غلبة السنة الفعلية في وصف أعمال النبي صلى الله عليه وسلم التي اشتركت في نقلها إلى الناس مع بقية أمهات المؤمنين، مع تفاوت في الرواية بينهن، كثرة وقلة. بعد وفاة النبي أقامت السيدة حفصة في المدينة المنورة عاكفة على العبادة قوامة وصوامة إلى أن توفيت في عهد معاوية بن أبي سفيان وشيعتها المدينة إلى مثواها الأخير بالبقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وكان ذلك في العام 41 هجرية.