الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكونجرس يجمد 700 مليون دولار لباكستان

13 ديسمبر 2011 23:32
وافقت لجنة تابعة للكونجرس الأميركي الليلة قبل الماضية، على تجميد 700 مليون دولار من المساعدات لباكستان حتى تقدم تأكيدات على أنها تساعد على محاربة انتشار العبوات الناسفة بدائية الصنع في المنطقة، ما ينذر بزيادة الأزمة المتصاعدة بين البلدين حدة. فيما حذر السناتور سالم سيف الله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الشيوخ الباكستاني من أن قرار لجنة الكونجرس “يمكن أن يضر العلاقات المتوترة بالفعل”. وباكستان واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات الأميركية الخارجية ويمثل هذا المبلغ المعلن نسبة صغيرة من مليارات المساعدات المدنية والعسكرية التي تحصل عليها كل عام. لكن هذه الخطوة ربما تكون إيذاناً بخفض مبالغ أكبر مع تزايد المطالب في واشنطن لمعاقبة إسلام آباد على عدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجماعات المتشددة، بل و”مساعدتها أحياناً” وذلك بعد عملية أميركية سرية في أبوت آباد أسفرت عن قتل زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن مطلع مايو الماضي. والعبوات الناسفة بدائية الصنع من أكثر الأسلحة فاعلية التي يستخدمها المتشددون في مواجهة القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان بينما تسعى لمحاربة “طالبان”. وتصنع الكثير منها باستخدام نترات الأمونيوم وهو مخصب يشيع استخدامه ويجري تهريبه عبر الحدود من باكستان. وجرى الاتفاق على تجميد المساعدات الأميركية في إطار مشروع قانون دفاعي من المتوقع إقراره الأسبوع الحالي. وصرح هاوارد مكيون العضو الجمهوري في النواب الأميركي للصحفيين بأن الولايات المتحدة تريد “تأكيدات على أن باكستان تواجه العبوات الناسفة بدائية الصنع في بلادها والتي تستهدف قواتنا في التحالف”. ولمح متحدث باسم الخارجية الباكستانية إلى أن الضغط الأميركي سيضر بالعلاقات. وقال “نحن نؤمن بالنهج القائم على التعاون بدلاً من اتخاذ إجراءات من الممكن أن تكون نتيجتها الوحيدة هي زيادة الأمور تعقيداً”. وخصصت الولايات المتحدة نحو 20 مليار دولار من المساعدات الأمنية والاقتصادية لباكستان منذ2001 أغلبها في صورة مساعدة لمحاربة المتشددين. لكن أعضاء الكونجرس أصبحوا يعبرون عن إحباط متزايد من جهود باكستان في الحرب. وكانت هناك اقتراحات عديدة لجعل المساعدات الأميركية إلى باكستان مرهونة بالمزيد من التعاون في محاربة المتشددين مثل شبكة “حقاني” التي تعتقد واشنطن أنها تنطلق من باكستان وتحارب القوات الأميركية في أفغانستان. غير أن زعماء باكستان المدنيين حذروا في الماضي من خفض المساعدات قائلين إن هذه الخطوة ستزيد من استياء الرأي العام الباكستاني. واتهمت إسلام آباد حلف شمال الأطلسي بتعمد قتل 24 جندياً باكستانياً في غارة جوية قرب الحدود مع أفغانستان الشهر الماضي وأغلقت ممر وصول الإمدادات للقوات الأجنبية في أفغانستان رداً على ذلك. وقال الجنرال السابق والمحلل الأمني طلعت مسعود “أعتقد أن الجانب الباكستاني سيفهم نوع الإشارة الصادرة..سيتأثر موقف الولايات المتحدة والعلاقة معها بهذه الإجراءات لأنهم يعلمون أن باكستان لن تكون في وضع يسمح لها بالسيطرة على التهريب”. وفي تطور آخر، أنقذت الشرطة الباكستانية في مدينة كراتشي 54 طالباً من قبو مدرسة إسلامية قالوا إن رجال دين كانوا يحتجزون طلبة بها وقيدوهم بسلاسل وضربوهم ولم يكونوا يقدمون لهم سوى النذر اليسير من الطعام. في حين أكد نديم رؤوف محقق في الشرطة أن بين المحتجزين 14 طفلاً و54 رجل”. وشنت الشرطة حملة أمنية على معهد جمعية مسجد زكريا قندلي الدينية في وقت متأخر مساء أمس الأول في ضاحية سوهراب جوث على مشارف كراتشي. وهي الآن تحقق فيما إذا كان للمدرسة أي صلة بالجماعات المتشددة التي كثيراً ما تجند أفراداً من المدارس الدينية المتشددة. وقالت الشرطة إن أجساد أغلب الضحايا تحمل آثار التعذيب الشديد وأنهم أصيبوا بجروح من السلاسل التي كانت تقيدهم. وفر كبير رجال الدين بالمدرسة خلال الحملة الأمنية برفقة 4 آخرين بينما ألقت الشرطة القبض على أحد العاملين بالمعهد. وقال وزير الداخلية رحمن مالك للصحفيين أمس “إنهم 50 فتى حبسوا في هذه الظروف كالحيوانات”. وكان كثير من الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً، مقيدين بالسلاسل عندما ظهروا على شاشات التلفزيون. وقال زين الله خان (21 عاماً) لرويترز في مركز للشرطة حيث جرى استجواب الطلبة ثم أفرج عنهم وسلموا لذويهم، “بقيت هناك طوال 30 يوماً ولم أر السماء ولا الشمس”. وأضاف “كانوا يجلدونني بسوط وأجبرت على التسول للحصول على الطعام”. وقال الطالب محيي الدين “حبسوني في القبو طوال نوفمبر وكنت مقيداً بالسلاسل..عذبوني بشدة خلال هذه الفترة. كانوا يضربونني بالعصي”. وذكر راو أنور وهو مسؤول كبير في الشرطة إن الكثير ممن أنقذوا كانوا من مدمني المخدرات وإنهم نقلوا إلى المدرسة الدينية للعلاج، وكانت إدارة المعهد تحصل 5 آلاف روبية (حوالي 57 دولارا) شهرياً من أسرة كل شخص. وأضاف “لم يساقوا إلى المدرسة الدينية عنوة بل إن كثيراً من آبائهم أخذوهم إلى هناك”. وأضاف “بعضهم من مدمني المخدرات وشارك آخرون في جرائم أخرى وتم تعذيبهم وحبسوا وقيدوا بالسلاسل حتى لا يهربوا”. وتنتشر آلاف المدارس الدينية في أنحاء باكستان التي تحارب تمرداً من مقاتلي “طالبان” المرتبطين بـ”القاعدة”. وقال بعض هؤلاء الضحايا إن المسؤولين في المعهد كانوا يريدون إعدادهم للجهاد. وأوضح أحدهم في حديث لقناة “جيو” التلفزيونية بالقول “إننا نتحول إلى مجاهدين هنا..إننا نتحول لعناصر من (طالبان) هنا..يقولون لنا إنه ينبغي عليكم التدرب هنا، ثم سنرسلكم للقتال”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©