رفضت إيران أمس، إعادة الطائرة الأميركية من دون طيار، التي استولت عليها فوق أراضيها في 4 ديسمبر، مؤكدة أنها باتت الآن “ملكاً لإيران”. وأعلنت طهران عن محاكمة خمسة عشر شخصاً متهمين بالتجسس لصالح إسرائيل والولايات المتحدة. فيما حذر وزير إسرائيلي النظام الإيراني من أنه سيكون عليه الاختيار بين “القنبلة أو البقاء” إذا واصل برنامجه النووي المشكوك فيه.
وقال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) أمس “إن طائرة التجسس الأميركية هي ملك لإيران ونحن سنقرر ما سنفعل بها”، رداً على طلب أميركي باستعادتها. وأضاف أن “طائرتهم من دون طيار انتهكت المجال الجوي الإيراني والآن بدل أن يقدموا اعتذارات، يطلبون منا بوقاحة أن نعيد لهم الطائرة”.
وأكد الجنرال وحيدي أمس أن “قدرة إيران في مجال الطائرات من دون طيار عالية جداً، فمهندسونا بنوا طائرات استطلاعية وهجومية من دون طيار جيدة جداً”، مؤكداً ضمناً هذا المشروع.
وقال الرئيس باراك أوباما أمس الأول إن واشنطن “طلبت استعادة” طائرة المراقبة من دون طيار من طراز (آر كيو-170 سانتينل) التي استولت عليها إيران في مطلع الشهر، فيما كانت على مسافة 250 كلم داخل المجال الجوي الإيراني.
ثم أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن واشنطن أرسلت إلى طهران “طلباً رسمياً” لاستعادة الطائرة، لكن “نظراً إلى تصرف إيران حتى الآن أننا لا نتوقع منها التنفيذ”.
وأكد مسؤول برلماني إيراني كبير أمس الأول أن إيران بصدد تفحص طائرة المراقبة هذه التي تحلق على علو شاهق والحديثة جداً والمحاطة بالسرية وهي تنوي نسخها لتجهيز قواتها بها. ورداً على سؤال حول إمكان أن تكون الطائرة قد أرغمت على الهبوط بعد “هجوم إلكتروني” إيراني، قال وزير الدفاع ليون بانيتا “لا أعلم”.
ومن ناحيته، انتقد نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني بقوة إدارة أوباما، وقال في تصريح لمحطة التلفزيون الأميركية “سي إن إن” إنه كان يتوجب على الرئيس أن يصدر أمراً بشن هجوم جوي لتدمير الطائرة ومنع الإيرانيين من الحصول على أي شيء فيها.
وأضاف أن “الرد الجيد كان يجب أن يكون بالتوجه للبحث عن هذه الطائرة فوراً وتدميرها”. وأوضح “بإمكانكم القيام بذلك من خلال هجوم جوي سريع والعمل على ألا يتمكن الإيرانيون من سحب أي شيء من الطائرة المحتجزة”.
وفي شأن متصل، أعلن مدعي عام طهران عباس جعفري دولة آبادي أن خمسة عشر شخصاً متهمين بالتجسس لصالح إسرائيل والولايات المتحدة سيحاكمون في إيران. ونقلت وكالة فارس للأنباء، عن دولة آبادي أن “النيابة العامة أصدرت محضر اتهام بحق الخمسة عشر شخصاً الذين كانوا يتجسسون للولايات المتحدة وإسرائيل”. ولم يعط أي توضيحات عن هوية هؤلاء الأشخاص ولا ظروف اعتقالهم أو التهم الموجهة إليهم ولا تاريخ محاكمتهم.
وكانت وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية قد أعلنت في 21 مايو تفكيك شبكة “تجسس وتخريب وكذلك اعتقال 30 جاسوساً” متهمين بالعمل لصالح الولايات المتحدة، من دون إعطاء توضيحات عن هوياتهم أو ظروف توقيفهم.
من جهة أخرى، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أمس الأول تقريراً متلفزاً عن مشروع إيراني مفترض لشن اعتداءات في الولايات المتحدة ضد مراكز نووية وضلوع دبلوماسية فنزويلية في ميامي فيه، بأنه “مقلق جداً”. واعتبرت المحطة التلفزيونية “يونيفيجن” الناطقة باللغة الإسبانية أن ليفيا أنتونيتا أكوستا قنصل فنزويلا في فلوريدا هي شريكة في هذا المخطط التي تشارك فيه كوبا أيضاً.
وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر إن إدارة أوباما تدرس هذه العناصر “المقلقة جداً” وهي “تقيم الأعمال التي يمكن أن نقوم بها”. وأضاف “ليس لدينا حتى الآن معلومات لتأكيد” معلومات محطة التلفزيون “يونيفيجن”.
وحسب هذه المحطة ومقرها في ميامي فإن أكوستا شاركت في المؤامرة المفترضة عندما كانت السكرتيرة الثانية في سفارة فنزويلا في مكسيكو عام 2007. وأشارت إلى أن الاعتداءات التي يمكن أن تترافق مع هجمات إلكترونية من المقرر أن تستهدف مواقع حيوية بالنسبة لأمن الولايات المتحدة، مثل مراكز نووية ومطار كينيدي في نيويورك.
إلى ذلك، قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية موشيه يعالون أمام عدد من الصحفيين في القدس “نعتقد أن وقف البرنامج النووي الإيراني يتطلب وضع النظام الإيراني أمام خيار، إما القنبلة أو البقاء”. واعتبر أن المجتمع الدولي هو الذي يجب أن يمارس الضغوط على إيران وليس إسرائيل.
وقال يعالون رئيس الأركان السابق “نفضل أن يقوم المجتمع الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة بإقناع النظام الإيراني بالمعضلة التي يواجهها حتى يتخلى عن برنامجه النووي” في إشارة إلى الضغوط الاقتصادية على طهران. وأضاف أن “سياستنا واضحة، يجب وقف البرنامج النووي بشكل أو بآخر”.
عدد اليوم
