الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سيف العرياني: الإمارات حققت الأهداف الوطنية العليا وفق استراتيجية وطنية شاملة

سيف العرياني: الإمارات حققت الأهداف الوطنية العليا وفق استراتيجية وطنية شاملة
2 ديسمبر 2012
أبوظبي (وام)- وجه معالي سيف سلطان العرياني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني كلمة، بمناسبة اليوم الوطني الحادي والأربعين جاء فيها: إن احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا في الثاني من ديسمبر من كل عام باليوم الوطني، يعد مناسبة وطنية تستحق أن نفتخر بها جميعا لما أثمرته من إنجازات في جميع الصعد والقطاعات، ولمس نتائجها الخيرة المواطنون والمقيمون كافة على تراب هذا الوطن الغالي. وفي هذه المناسبة الغالية يتحتم علينا أن نذكر أولئك الذين أرسوا بسواعدهم الطاهرة وعقولهم النيرة صرح اتحادنا الشامخ الذي نهنئ أنفسنا اليوم بمرور واحد وأربعين عاما على قيامه، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه المؤسسين بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته. صحيح أننا نفتخر بهذا اليوم المجيد الذي يعتبره البعض يوم ولادة هذا الشعب، مع أن هذا الشعب موجود على هذه الأرض منذ مئات السنين، واستطاع أجدادنا مواجهة العديد من التحديات كالحروب وتعايشوا مع بعضها، حتى كانت مرحلة النشأة خلال سبعينيات القرن الماضي وما صاحبها من حالة عدم الاستقرار عقب الفراغ الأمني، إثر الانسحاب البريطاني المفاجئ من المنطقة وبروز تحدي بناء دولة اتحادية حديثة من أكثر المراحل التي واجه خلالها الأمن الوطني للدولة تهديدا حقيقيا، وقد كان ذلك كفيلا بأن يعيق تحقيق حلم الاتحاد ولكن بعزيمة الآباء المؤسسين في تلك المرحلة، وحالة الالتحام القوية بين الشعب والقيادة تمكنت بلادنا من تجاوز تلك المرحلة والخروج منها أكثر قوة وتماسكا. إن تجربتنا الاتحادية تمثل تحديا عسيراً لمن يحاول أن يخضعها للتقييم العلمي، إذا أردنا أن نستعرض على أرض الواقع ما تحقق من نجاحات وإنجازات، حيث استحقت دولتنا بتلك الإنجازات والنجاحات أن تكون نموذجا يحتذى به، وأن ما تتسم به دولتنا - بفضل الله- من أعلى مستويات الأمن والأمان مما يدفعنا لأن نكون صفا واحدا لصون المكتسبات وحماية الإنجازات الوطنية. واستكمالا لمسيرة النمو والتقدم والازدهار جاء قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للأمن الوطني حفظه الله، عام 2006 بإنشاء المجلس الأعلى للأمن الوطني. وقد جاء إنشاء المجلس الأعلى للأمن الوطني انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة للتطور الذي شهده مفهوم الأمن الوطني، والمتزامن مع القفزات النوعية التي واكبتها الدولة في كل الجوانب والقطاعات، حيث اتسع إطار عمل المجلس الأعلى للأمن الوطني منذ قيامه ليشمل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والعلمية والثقافية والبيئية، وهو ما نص عليه مرسوم إنشاء المجلس، حيث أسند له العديد من المهام والاختصاصات المتمثلة في بحث السياسات الخاصة بأمن الاتحاد وسلامته من جميع النواحي، بما في ذلك سن التشريعات التي تكفل تحقيق الخطة الاستراتيجية للأمن الوطني والعمل على توجيه أجهزة الدولة المختلفة لتطوير استراتيجياتها، بما يخدم مصلحة الأمن الوطني. لقد تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوفيق من الله وبفضل الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة من تحقيق الأهداف الوطنية العليا التي تم وضعها وفق استراتيجية وطنية شاملة، خلال فترات زمنية محددة، حيث حرصت الدولة وفي تحديدها لتلك الغايات والأهداف على أن تتوافق مع الإمكانيات والقدرات الوطنية المتاحة، كما وضعت في الاعتبار الظروف والتطورات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية. فمن خلال الاطلاع على المراحل التي مرت بها دولة الإمارات منذ نشأتها وحتى الآن، نجد أنها تمثل نموذجاً يستحق الإشادة والتقدير، حيث واجهت الدولة خلال الأعوام الحادي والأربعين الماضية العديد من المعوقات والتحديات التي كان لها تهديد مباشر على الأمن الوطني، فتمكنت بفضل العزيمة والإصرار من أن تواجه عقبات وتحديات كل مرحلة بحكمة وبصيرة محققه غاياتها العليا وأهدافها، وذلك وفق الاستثمار الأمثل للإمكانيات والقدرات الوطنية المتاحة. لقد حرصت قيادتنا الرشيدة بعد أن تمكنت من إرساء أركان الاتحاد على أن ترسم لها نهجا واضحا وثابتاً في التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية، والتقليل من تداعياتها السلبية على الأمن الوطني فواجهت الدولة آنذاك أحداث الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت من عام 1980 حتى عام 1988، والتي أعقبها مباشرة الغزو العراقي للكويت عام 1990 ثم احتلال القوات الروسية لأفغانستان وانعكاس الصراع بين القطبين العالميين آنذاك على الأمن القومي العربي، والاستقطاب الدولي لتضاف كل تلك المخاطر إلى قائمة التحديات التي واجهها الأمن الوطني لدولة الإمارات على المستوى الداخلي، حيث وصفت تحديات تلك المرحلة بأنها جديدة ولا تقل خطورة عن تحديات مرحلة النشأة، فعملت قيادتنا الرشيدة على وضع التصورات المثلى للتعامل مع معضلة أمن الخليج العربي، فتبنت الدولة آنذاك رؤية ثاقبة للأمن الوطني تقوم على محورين رئيسيين، يتمثل الأول في تقوية القدرات العسكرية الذاتية للدولة من خلال سياسة تسليح قواتنا المسلحة بجميع أفرعها بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات المتطورة، ويتمثل المحور الثاني في توثيق عرى التعاون والتنسيق مع دول الخليج العربي والدول الشقيقة والصديقة، واستمرت دولة الإمارات بفضل ذلك النهج المعتدل والحكيم في التعامل بنجاح مع جميع التحديات التي تهدد الأمن الوطني في كل مراحلها. ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أهنئ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الحكام بهذا اليوم الوطني المجيد، حفظ الله لنا قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وشعب الإمارات المخلص الأمين على قيادته ووطنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©