الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: الدماء «معصومة» والاستهانة بحرمتها «فتنة» كبرى

العلماء: الدماء «معصومة» والاستهانة بحرمتها «فتنة» كبرى
12 ديسمبر 2013 20:32
حذر علماء الدين من خطورة الاستهانة بحرمة الدماء، مشددين على أن الإسلام يصون الدماء ويحرم إراقتها لما يترتب على ذلك من فتنة كبيرة تأكل الأخضر واليابس. وأكد العلماء أن الأموال والدماء والأعراض مصونة في الشرع الإسلامي، حيث لا يستباح ولا يراق منها شيء إلا بحق، وهذا ما أكدته الشريعة الإسلامية في الكثير من النصوص القرآنية والنبوية، والتي حرمت قتل النفس بغير حق، وصانت للإنسان – سواء كان مسلماً أو غير مسلم – حقه في حياة آمنة بعيدة عن الترويع والعنف والعدوان والاعتداء. أحمد مراد (القاهرة) - أوضح العلماء، أن القاتل المتعمد لا يدخل الجنة ولا يجد ريحها، وأن القاتل والمتسبب في القتل سواء بالتحريض أو بالرأي شريكان في الإثم والعقاب في الدنيا والأخرة، مؤكدين أن الإسلام دعا إلى حماية حقوق الإنسان، وشدد على حرمة النفس والمال والعرض حتي لو كان الإنسان كافراً، ومن ثم ينبغي أن يعي الجميع مدى حرمة التحريض على العنف والاعتداء على أرواح وأموال أفراد المجتمع. جزاء القتل العمد ويشدد الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، على تحريم إراقة الدماء، فهي معصومة ومحفوظة لقول الله تعالى: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون»، محذراً من خطورة الاستهانة بحرمة الدم، لما يترتب على ذلك من فتنة كبيرة تأكل الأخضر واليابس، مشدداً على أهمية الالتزام بموقف الشريعة الإسلامية التي تؤكد حرمة الدماء، وأن القاتل العمد لا يدخل الجنة ولا يجد ريحها، وأن القاتل والمتسبب في القتل سواء بالتحريض أو بالرأي شريكان في الإثم والعقاب في الدنيا والأخرة. ويقول: من يقتل إنساناً بغير حق، فقد أتى بذنب كبير، وفعلة شنيعة نهى عنها الإسلام من خلال دعوته لاحترام حق الإنسان في الحياة، ومن خلال تكريمه للإنسان من حيث هو إنسان بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو دينه «ولقد كرمنا بني آدم»، وهذا التكريم يتم بالحفاظ على حقوق الأنسان، وأهمها حقه في الحياة وعدم الاعتداء عليه، ومن ثم فإن أي اعتداء على أي إنسان هو انتقاص لحق من حقوقه التي جعلها الله تعالى له، ولهذا كانت محاربة الإسلام ورفضه للعنف أياً كان نوعه أو هدفه، لأن العنف إلى جانب كونه اعتداء على حياة الآمنين، فهو أيضاً تدمير للحياة نفسها، وفي هذا يقول الله تعالى: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها». رفض سلوكيات العنف ويؤكد د. حامد أبوطالب، الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا يوجد في الإسلام أي سبب يستحل دماء الناس تحت أي مسمى. أما في حالة الخروج على القانون فهذا أمر يترك للجهات الأمنية هي التي تتعامل معه وليس أفراد الشعب، مذكراً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبه الوداع: «إنما دماؤكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»، كما أن القرآن الكريم ذكر أن الفتنة أشد من القتل، ومعنى الفتنة هي القيام بما يثير الحفيظة بين الناس وما يصاحب ذلك من التنازع والتقاتل فيما بينهم. ويشدد د. أبوطالب على أنه لا يجوز لأي إنسان أن يأخذ حقه بيده، وهذا مبدأ قائم في جميع الشرائع الراقية والمتقدمة، ولا يوجد عليه أي خلاف في جميع الأديان السماوية، مؤكداً أن ما وضعته الشريعة الإسلامية من مبادئ وقيم تؤكد حرمة الدم جعلها تسمو على جميع القوانين الوضعية التي وضعها الإنسان. ويشير د. أبوطالب إلى أن الإسلام يرفض سلوكيات العنف، وهي نوع من التخريب الذي يجرمه الشرع، موضحاً أن الإسلام قدم درء المفسدة علي جلب المصلحة، ومن ثم على الجميع أن يبتعد عن كل الأعمال المشينة التي تزهق الأرواح وتنتهك حرمة الدماء تنفيذاً لتعاليم ديننا الحنيف. والإسلام ــ كما يقول ــ دعا إلى حماية حقوق الإنسان، وشدد على حرمة النفس والمال والعرض حتى لو كان الإنسان كافراً، ومن ثم ينبغي أن يعي الجميع مدى حرمة التحريض على العنف والاعتداء على أرواح وأموال أفراد المجتمع، مشدداً على ضرورة نبذ العنف والحفاظ على الوطن. جريمة بشعة ويقول د. محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية: إراقة الدماء جريمة بشعة ترفضها جميع الشرائع السماوية والأنظمة الإنسانية لما في ذلك من ترويع وتخويف للآمنين، وانتهاك صريح لحق الإنسان في الحياة، مشيراً إلى أن من يعتدون على دماء الآمنين أو الذين يحاولون النيل من حرمة الدماء وإشاعة الفزع والرعب بين الناس خارجون عن الإسلام وعن قيمه ومبادئه وتعاليمه التي هي في مجملها تحقق الأمن والسلام لكل أفراد الإنسانية، وتصون لكل إنسان دمه وماله وعرضه. ويقول: الأموال والدماء والأعراض مصونة في الشرع الإسلامي، حيث لا يستباح ولا يراق منها شيء إلا بحق، وهذا ما أكده القران الكريم في الكثير من آياته التي تحرم قتل النفس بغير حق، وتصون للانسان، سواء كان مسلماً أو غير مسلم، حقه في حياة آمنة بعيدة عن الترويع والعنف والعدوان والاعتداء، وفي ذلك يقول الله تعالى: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً» كذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء».. ومن هنا يتبين للجميع مدى حرمة قتل النفس أو حتى مجرد الاعتداء عليها بغير حق. من أكبر الكبائر ويقول د. المختار المهدي، عضو هيئة كبار العلماء والأستاذ بجامعة الأزهر: الدماء لها حرمة في الإسلام، حيث يقول القرآن الكريم: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..» ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:» لزوال الدنيا وأهلها أهون عند الله من دم إنسان يسفك من دون حق»، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً: «كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه» وإذا كانت الشريعة الإسلامية قد حرمت قتل النفس فإن كل الشرائع أيضاً تتفق في ذلك وتحرم سفك الدماء، ولذلك فإن قتل النفس وإزهاق الروح من أخطر الأمور التي يجب أن يراعيها الجميع. ويؤكد أن حرمة الدماء كبيرة ومن يقتل نفساً يرتكب جريمة كبرى، ولِمَ لا، وهي من أكبر الكبائر، ومن ثم فإن النداء لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالابتعاد عن سفك الدماء مهما كان الخلاف والاختلاف، فلا يبرر ذلك قتل إنسان، فالله سبحانه وتعالى هو الذي وهب لهذا الإنسان الحياة، وهو وحده الذي ينهيها. مجتمع صحي يقول د. المختار المهدي: على كل مسلم أن يتجنب سفك الدم ولو بالمشاركة بالكلمة أو التحريض، فكل هذا محرم شرعا وقانونا، وأن يراعى حرمة الدم، وعلينا جميعا أن نعلم أن سفك الدماء يعني الخراب والدمار في أي مجتمع يحل به. ويؤكد أن الإسلام عندما يوفر قاعدة عريضة لمقاومة العنف، فإنه يكون بذلك قد صان دماء أفراد المجتمع، وساعد على إيجاد مجتمع آمن تصان فيه الدماء والأموال والأعراض، وقد أكد الإسلام حقوق الأطفال والوالدين والمرأة وحقوق الفقراء وحقوق المرضى النفسيين، وكبار السن، وكل هذه الحقوق إذا اتبعت، وأخذت بعناية سوف تضمن مجتمعاً يستمتع بالصحة ويخلو من الظلم والعنف والكراهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©