لكبيرة التونسي (أبوظبي) - تؤكد أرقام «اليونيسف» أن 40% من الأطفال في الإمارات يعانون من زيادة الوزن والسمنة، ما يجعل الإمارات من أكثر الدول التي ترتفع فيها نسبة البدانة لدى الأطفال والمراهقين، وهذه الأرقام دفعت الشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان» إلى تنظيم فعالية «دوري سوبر11» لكرة القدم بهدف مكافحة السمنة لدى الأطفال في إطار برنامجها «أكتف لايف»، بالتعاون مع نادي الجزيرة في أبوظبي ونادي آينتراخت فرانكفورت، وتأتي هذه الخطوة ضمن التزام «ضمان» المتواصل بتعزيز الوعي الصحي في المجتمع، وتشجيع الممارسات الصحية والرياضية. وتمثل هذه المبادرة الجديدة من «ضمان» جزءاً أساسياً من أنشطتها الرامية إلى تعزيز وتنمية المواهب المتميزة في المجتمع من خلال الرياضة.
برنامج متواصل
استفاد من هذه الفعالية 500 طالب، بينما تميز «دوري سوبر 11» عن غيره من المبادرات المماثلة بأنه يشكل برنامجاً متواصلا لتشجيع ومكافأة الأداء المتميز، إلى جانب هدفه الرئيس لمكافحة السمنة المتزايدة عبر تشجيع الأطفال واليافعين على تبني الممارسات الرياضية كنمط حياة مستدام. وتسعى المبادرة لمكافحة السمنة لدى الأطفال، وتشجيع ممارسة الأنشطة الرياضية لدى أطفال الإمارات، وتهدف إلى تشجيعهم على اتباع نمط حياة صحي مفعم بالنشاط البدني، ويشكّل دوري «سوبر 11» لكرة القدم أحدث مبادرات برنامج «آكتيف لايف» من «ضمان»؛ حيث تم تصميمه لتحفيز الأطفال والناشئين على مضاعفة نشاطهم البدني والارتقاء بمستوى لياقتهم من خلال التمارين الرياضية المنتظمة ضمن تحضيراتهم للمنافسة في الدوري.
وعن السمنة وما يعانيه الأطفال من مشاكل مترتبة عليها، قال الدكتور مايكل بيتزر، الرئيس التنفيذي للشركة، «يشكل ارتفاع مؤشر معدلات السمنة في الدولة خاصة بين الأطفال، إحدى القضايا الصحية الملحّة، حيث إن الأطفال الذين يعانون من البدانة وزيادة الوزن يكونون أكثر عرضة للإصابة مستقبلاً بمشاكل صحية مزمنة كالسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ويسهم تشجيع الأطفال منذ الصغر على اتباع أسلوب حياة صحي ونشيط في تعزيز أهمية اللياقة البدنية في حياتهم والحفاظ على وزن صحي خلال سنوات العمر القادمة»، مشيرا إلى أن «هذه المبادرة مبادرة طويلة الأمد، وفي المستقبل سنعمل على توسيع نطاقها لتكون أوسع وأشمل».
مكافأة التميز
من جهته، قال الدكتور سفين روهتي، الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في الشركة «تنفرد شراكاتنا مع نادي الجزيرة ونادي آينترختز فرانكفورت الألماني بخصائص تدعم الطفل على المدى القريب والبعيد، فسوبر 11 تتميز عن غيرها من المبادرات المماثلة، فهي مرسومة لتكون طويلة الأمد، وكونها مبادرة ترتكز على تشجيع ومكافأة التميز في الأداء، حيث لا يفوز فيها فريق كباقي دوريات الكرة، بل يفوز فيها اللاعب المميز في أدائه، أيّاً كان فريقه أو موقعه في الملعب، إلى جانب هدف المبادرة الرئيس وهو مكافحة سمنة الأطفال عبر تشجيعهم على تبني الممارسات الرياضية كنمط حياة مستمر».
ويتابع «يعد التميز في الأداء من أهم القيم التي على الجميع التحلي بها؛ فهي تدفع بمن يمتلكها ليتبوأ أفضل المناصب في العمل، أيّاً كانت وظيفة من يمتلكها، وترسيخ هذا المفهوم في عقل الطفل هو أيضاً ما نعمل عليه اليوم، وإذا ما نظرنا إلى مقومات «التميّز في الأداء» نرى أن الصحة البدنية والعقلية هما العاملان الأساسيّان لها، لذا من الطبيعي أن نتوقع أن الطفل الذي يتبنى مبدأ التميز في الأداء، سيكبر ليكون فرداً أكثر صحة، ولياقة وأكثر أصراراً على تحقيق أهدافه.
ويؤكد «نرى في أولئك اللاعبين الخطوة الأولى في إنشاء جيل متميز بأدائه البدني والعقلي في جميع جوانب حياتهم. وقد بدأنا هذا العام بشكّل مصغر، ولكننا نرى مجالاً لتوسعة نطاق هذه المبادرة، حيث لاحظنا جهدا وحماساً لافتيّن من الأطفال المشاركين خلال الجولة الأولى من «السوبر11».
برنامج مكافحة السكري
من منظور آخر، قالت الدكتورة شذى الغزالي، رئيس برنامج في قسم الدعم الصحي لدى الشركة الوطنية للضمان الصحي «لدى ضمان خبرة وافية في قضايا السمنة، وذلك لتعاملنا معها في العديد من حالات السكري التي نساندها في برنامج «إدارة السكري» منذ انطلاقته عام 2009، حيث وضعنا لمرضى السكري الذين يعانون من السمنة برنامجا خاصا يتضمن توجيهات حول الغذاء الصحي والتمارين الرياضية، ومن المحتمل أن السمنة قد بدأت لهؤلاء منذ الصغر، ما أدى إلى معاناتهم من مرض السكري.
البحث عن الطريقة المناسبة
حول اللجوء إلى هذا النوع من الأنشطة لإنجاح المبادرة، قال الدكتور مايكل بيتزر، الرئيس التنفيذي للشركة، «نبحث في «ضمان» عن أفضل الفعاليات التي تجذب أفراد المجتمع أطفالاً كانوا أم بالغين للمشاركة فيها، في سبيل جعل حياتهم تتخذ منحىً صحيا، وبالتالي الارتقاء بنوعية حياتهم إلى مستويات أفضل»، مضيفا «زادت مستويات السمنة لدى الأطفال في الإمارات بشكل ملحوظ، وكوننا مؤسسة وطنية تعنى بالتأمين الصحي، فقد ارتأينا أن يكون لنا دور في دعم الجهود المختلفة في الدولة للحد من انتشار هذه الحالات، وبعكس الكبار الذين يسهل إيصال المعلومة إليهم بالمنطق، يجب الوصول إلى الطفل بطريقة سلسة وممتعة لهذا السبب فإن أحد الطرق المناسبة هي أن نتحدث إلى أطفالنا عبر لعبة كرة القدم المحببة إليهم، كي نعد جيلا صحيا منذ الصغر».
عدد اليوم
