الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحصار وغياب الدعم يدمران زراعة الزهور المربحة في غزة

25 ديسمبر 2015 00:38
غزة (شينخوا) يتحسر المزارع إبراهيم صيام من قطاع غزة على اضطراره لاستبدال زراعة الزهور في أرضه وما يجنيه منها من أرباح عالية بأنواع الخضار زهيدة الثمن. وتقلص ما كان يزرعه صيام من أنواع مختلفة من الزهور من 13 دونما على مدار عشرة أعوام إلى دونم واحد فقط للعام الثاني على التوالي بعد توقف تصدير الزهور كليا من قطاع غزة إلى أوروبا. ويقول صيام، وهو في الأربعينيات من عمره، ومن سكان أطراف خان يونس في جنوب قطاع غزة، إن هذا الوضع كبده خسائر مالية كبيرة. وصيام هو واحد من عشرات المزارعين أجبروا على التقليص الشديد في زراعة الزهور التي كان قطاع غزة يشتهر بها على مدار سنوات مضت. ويوضح صيام بنبرات يائسة، أنه كان يجني أرباحا تتراوح بين أربعة إلى خمسة آلاف دولار أميركي عن كل دونم يزرعه بالزهور بينما لا يحصل إلا على أقل من 20 في المئة من هذه الأرباح حاليا من زراعة الخضار. ويشير إلى أن ما وصل إليه حالهم سببه بالدرجة الأساسية ما تفرضه إسرائيل من قيود على تصدير البضائع من قطاع غزة للخارج ضمن الحصار المفروض عليه منذ منتصف عام 2007. وما يزرعه صيام حاليا من كميات شحيحة من الزهور هي للاستهلاك المحلي فقط ولا تعود عليه بأرباح عالية كما كان يحصل سابقاً، بهدف الحفاظ على ارتباطه الجميل بهذا النوع من الزراعة كما يقول. ويضيف أن ما تبقى له وأمثاله من المزارعين هو الحسرة على سنوات كانت زهورهم سفيرهم إلى دول أوروبا ومصدر أرباح عالية لا يمكن لهم تعويضها حاليا. وحظيت الزهور منذ غرسها حتى تفوح بعطرها بعناية شديدة من مزارعي غزة ما جعلها تحتل في فترات زمنية سابقة المرتبة الخامسة عالمياً في تصدير زهرتي القرنفل والجوري ذائعتي الصيت. وكانت هولندا ترعى مشروعا داعما لزراعة الزهور في قطاع غزة مقابل احتكار تسويقها في دول أوروبا خلال الفترة من عام 2005 وحتى 2012. وبلغت قيمة الدعم الهولندي ثلاثة ملايين دولار سنويا بحسب المسؤول في جمعية زراعة الزهور والتوت الأرضي في قطاع غزة غسان قاسم. ويقول قاسم «إن توقف الدعم الهولندي وما يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من قيود على التصدير من قطاع غزة للخارج شكلا ضربة قوية لزراعة الزهور في القطاع وتسببا في تقليصها بشكل حاد». ويضيف قاسم سببا ثالثا لتقليص زراعة الزهور يتعلق بالزيادة القياسية للمياه المالحة في الخزان الجوفي في قطاع غزة وشبه انعدام المياه العذبة التي تحتاجها زراعة الزهور. وبلغت زراعة الزهور في قطاع غزة ذروتها خلال الفترة من عام 2003 إلى 2006 وكان في حينه يتم تصدير ما يزيد على 40 مليون زهرة إلى الدول الأوروبية خاصة «الجوري» و«الخرسيوت» و«لواندا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©