عقيل الحـلالي (صنعاء) - أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، عزم بلاده وتصميمها على مواجهة الإرهاب باذلة كل الجهود والإمكانيات حتى اجتثاثه وتطهير البلاد من أخطاره. وقال هادي، إن “الأعمال الإرهابية لن تعوق مسار التحول والتسوية التي اختارها وارتضاها الشعب اليمني”.
يأتي ذلك فيما يستعد اليمنيون اليوم الخميس الوقوف حداداً على ضحايا الهجوم الكبير الذي استهدف مجمع وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء الخميس الماضي وخلف 56 قتيلاً و215 جريحاً، بينهم مدنيون وأجانب. وكانت الحكومة الانتقالية دعت أمس “جميع أبناء الشعب اليمني إلى تنفيذ وقفة حداد” لمدة دقيقة في الساعة التاسعة صباح الخميس “للتعبير عن الإدانة الشعبية الجامعة” للهجوم المروع على وزارة الدفاع، الذي تبناه لاحقاً تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، الذي تصنفه حكومات غربية بأنشط وأخطر فروع الشبكة العالمية. ويعد هذا الهجوم الأعنف في اليمن منذ التفجير الانتحاري الذي استهدف قوات أمنية في صنعاء أواخر مايو 2012 وأوقع مائة قتيل من الجنود. وتشمل الدعوة لتنفيذ وقفة الحداد طلاب المدارس والجامعات وموظفي أجهزة الدولة والقطاع الخاص، إضافة إلى المواطنين “في مختلف الساحات والشوارع والميادين”، حسب بيان أصدرته الحكومة عقب اجتماعها الأسبوعي في صنعاء.
وذكر البيان أن تنفيذ وقفة الحداد “تحمل دلالات عميقة” في تعزيز “قيم الولاء الوطني والتلاحم الشعبي في مواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن”، الذي يعاني من اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة من حركة الاحتجاجات الشعبية في 2011 التي أزاحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة.
ومنح الرحيل الفوضوي للرئيس السابق الجماعات المتطرفة والعشائر القبلية نفوذا متزايدا في مناطق كثيرة يغيب عنها القانون بسبب عجز السلطات الانتقالية عن حفظ الأمن والاستقرار في ظل احتدام الصراعات السياسية بين القوى اليمنية.
وقالت الحكومة الانتقالية، التي تواجه انتقادات حادة بسبب فشلها في الحد من الاضطرابات الأمنية، إن الأعمال الإرهابية والإجرامية لم ولن تغير القناعات الراسخة لدى القيادة والشعب اليمني في مواجهة الإرهاب بكل أشكال، واستكمال مسيرة التغيير وإنجاح استحقاقات المرحلة الانتقالية” التي دخلت حيز التنفيذ أواخر نوفمبر 2011 بموجب خريطة طريق قدمتها دول الخليج العربية.
وقُتل 239 عسكرياً يمنياً، على الأقل، بينهم 54 ضابطاً، في سلسلة هجمات واغتيالات شهدها اليمن خلال العام الجاري 2013، وتمت غالبيتها بواسطة دراجات نارية، وذلك حسب إحصائية خاصة بـ «الاتحاد».
على صعيد آخر، غادر زوجان هولنديان العاصمة صنعاء أمس غداة إطلاق سراحهما بعد ستة شهور من اختطافهما من قبل مجهولين. وقال دبلوماسي هولندي، إن الصحفية يوديت سبيخل وزوجها باودواين بيريندسن غادرا قبل فجر الأربعاء إلى أمستردام عبر القاهرة. وقالت سبيخل لصحافيين في مطار صنعاء قبيل مغادرتها، إنها وزوجها يتمتعان بصحة جيدة، نافية علمها بهوية خاطفيهما أو المكان الذي احتجزا فيه. وغالباً ما ترتبط عمليات الخطف في اليمن بتنظيم القاعدة أو جماعات قبلية لمقايضة الحكومة على مطالب عامة وخاصة.
من جهة ثانية، قُتل جنديان وأصيب ثمانية أشخاص بينهم مسلحون ومدنيون أمس باشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ورجال قبائل في محافظة مأرب شرق اليمن.
وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس بين قوات الأمن الخاصة ومسلحين قبليين وسط مدينة مأرب، 173 كم شمال شرق صنعاء، مشيرة إلى أن الاشتباكات اندلعت على خلفية محاولة القوات الحكومية تطبيق قانون يحظر التجول بالسلاح داخل المدينة حيث قبضة الدولة ضعيفة بسبب انتشار المليشيات القبلية.
وينتمي المسلحون إلى عشيرة “الأشراف” التابعة لقبائل “عبيدة” المشهورة في مأرب والتي تتمركز بالقرب من حقول رئيسية لإنتاج النفط الخام ومنشأة هامة لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقتل جندي يمني أمس برصاص مسلحين مجهولين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء «وسط»، حيث تنشط جماعات قبلية مرتبطة بتنظيم القاعدة. وأفادت مصادر أمنية بأن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم على الجندي محمد الضافري وأردوه قتيلاً قبل أن يلوذوا بالفرار.
الحكومة اليمنية تنفي اعتزام باسندوة الاستقالة
صنعاء (الاتحاد) - نفى مكتب رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة اعتزام الأخير تقديم استقالة من رئاسة الحكومة الانتقالية المشكلة مطلع ديسمبر 2011.
وكانت صحيفة أخبار اليوم» الأهلية والمقربة من مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن، الجنرال على محسن الأحمر، ذكرت أول أمس نقلاً عن مصدر حكومي أن باسندوة يفكر في تقديم استقالته.
وقال مصدر مسؤول في مكتب رئيس الحكومة، في بلاغ صحفي، ليل الثلاثاء الأربعاء، إن هذه الأنباء «كذب ومحض افتراء تتحمل مسؤوليته الصحيفة ومصدرها المزعوم»، مطالباً صحيفة «أخبار اليوم» بالكشف عن مصدرها «الذي أوردت على لسانه تلك الفبركات والأكاذيب والافتراءات»، حسب تعبيره.
عدد اليوم
