الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الانتعاش الاقتصادي يعصف بالطبقة العاملة في تركيا

الانتعاش الاقتصادي يعصف بالطبقة العاملة في تركيا
27 مايو 2007 23:14
أنقرة - رويترز: في مرآب للسيارات بحي أولوس القديم الفقير من أنقرة، حيث يباع كل شيء من الملاعق الخشبية حتى السراويل الجينز بأسعار زهيدة لم يبد مراد ميرت الذي يعمل ميكانيكيا للسيارات اهتماما يذكر بالانتعاش الاقتصادي لتركيا· يعمل ميرت الذي يعول زوجته وابنه 12 ساعة يوميا لمدة ستة أيام أسبوعيا مقابل الحصول على 600 ليرة (448 دولارا) في الشهر· وأكثر من نصف المبلغ يخصص للإيجار ووسائل النقل والأجر الذي يحصل عليه يجعله ضمن من هم ''تحت خط الفقر'' كما يعرفه اتحاد العمال التركي· وقال ''كيف يمكن أن يشعر المرء بالرضا من هذا الوضع· كيف يمكن الشعور بالتحسن الاقتصادي في ظل الحصول على مثل هذا الأجر·'' وقاد حزب العدالة والتنمية الموالي لرجال الأعمال، والذي من المتوقع أن يفوز بأغلب الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي تجرى يوم 22 يوليو البلاد نحو نمو اقتصادي قوي بلغ في المتوسط 7,3 في المئة سنويا، ولكن الناس في أولوس يقولون إن الحزب لم يوزع الثروات· وفي حين أن وسائل الإعلام والطبقات الوسطى ركزت خلال الفترة التي تسبق الانتخابات على دور الدين في السياسة والنظام العلماني فإن الكثيرين يرون أن الاقتصاد قضية ذات أهمية أكبر· وحقق حزب العدالة والتنمية المنتمي إلى يمين الوسط انتصارا ساحقا في الانتخابات التي أجريت عام 2002 بعد أن رفض الناخبون الحكومة الائتلافية التي كانت تتولى الحكم بسبب أزمة اقتصادية· وهو يزعم أن الأتراك أفضل حالا كثيرا في الوقت الراهن عما كانت عليه الحال في ذلك الوقت مستندا إلى انخفاض نسبة التضخم إلى نحو عشرة في المئة بعد أن كانت النسبة 45 في المئة وبدء محادثات العضوية في الاتحاد الأوروبي· وارتفع نصيب الفرد من الدخل إلى 5477 دولارا في العام الماضي بعد أن كان 2598 دولارا في ·2002 كما حقق إجمالي الناتج القومي زيادة أكثر من الضعف فبلغ 400 مليار دولار· وبدأ مستثمرون أجانب في شراء البنوك والشركات والممتلكات على أمل أن يرقى اقتصاد تركيا إلى مستوى دول أخرى في غرب أوروبا· ولكن مثل هذه الإحصاءات قد لا تساعد في تحسين وضع الناس في شوارع أولوس الهادئة الضيقة المطلة على تلة في المدينة، حيث يحتسي الباعة الشاي ويتجاذبون أطراف الحديث أمام متاجرهم التي عادة ما تكون خاوية· ولكن هذه المرة يقول معلقون إن حزب العدالة والتنمية ربما يحتاج إلى شريك ليشكل معه ائتلافا حكوميا، وإن مشكلة الفقر المستمر ربما تكون الأساس لاكتساب الشعبية من أشخاص مثل ميرت· قالت ياسمين أوجيليك وهي بائعة في متجر لبيع أثواب الزفاف ''الأمور تسوء يوما عن يوم· كان لدينا زبائن أكثر قبل خمس سنوات· الناس يحضرون للسؤال عن الأسعار ثم يرحلون''· وبالنسبة لأوجيليك التي تضع حجابا على رأسها سيقوم الاقتصاد بدور حاسم في الانتخابات· وقالت ''تجاهلت هذه الحكومة الفقراء والفلاحين وأصحاب المشاريع الصغيرة· لا يمكن للناس شراء أي شيء وبالطبع سيظهرون رد فعلهم في الانتخابات'' مضيفة أنها لن تصوت لصالح حزب العدالة والتنمية· وما زالت نسبة البطالة تزيد عن عشرة في المئة· وهي تمثل مشكلة ملحة في الوقت الذي زادت فيه نسبة من هم في سن العمل 23 مليونا بين عامي 1980 و،2004 بينما لم يتم توفير سوى ستة ملايين فرصة عمل في نفس الفترة· ويقول أعضاء النقابات إن القوة الشرائية للمواطنين لم تتحسن كما تزعم الحكومة· وقال سليمان جلبي رئيس اتحاد العمال الثوريين الذي يمثل 450 ألف عامل ''انخفضت القوة الشرائية للعمال وهناك فقر وبطالة خطيرين وراء هذه الصورة الوردية''· وقال إن الكثير من العمال يفتقرون لمظلة التأمينات الاجتماعية ويتعين عليهم العمل 13 أو 14 ساعة يوميا· وتظهر بيانات منظمة العمل الدولية إن عمال تركيا بين أكثر العمال عملا في مجال التصنيع من حيث عدد ساعات العمل لدرجة تفوق كثيرا الاتحاد الأوروبي وحتى أكثر من المكسيك· يعمل التركي 52,1 ساعة أسبوعيا في المتوسط مقابل 38,5 ساعة في دول الاتحاد الأوروبي القديم الذي كان يضم 15 دولة و44,7 ساعة في المكسيك· كما تظهر البيانات الرسمية أن 20,5 في المئة من الأتراك يعيشون تحت خط الفقر وأن النسبة ترتفع إلى 33 في المئة في المناطق الريفية· وقالت يسيم أوروك كايا من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن النمو وحده لا يكفي لمحاربة الفقر وإن على الحكومة الجديدة زيادة الدعم الحكومي لمساعدة الفقراء· وتتخطى المشكلة ضواحي مثل أولوس والمناطق الفقيرة· ومثال على ذلك ديار بكر المدينة الرئيسية في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية· وأضافت كايا ''لا تستفيد فئة من الناس في المجتمع التركي من النمو على الإطلاق· يعيش نحو 70 في المئة من سكان ضواحي ديار بكر تحت خط الفقر· حتى إذا بلغ النمو مئة في المئة فإنه لن يفيد هؤلاء الناس·'' ومضت كايا تقول إن تركيا تحتاج إلى سياسة نمو قابل للاستمرار يستند أساسا إلى الاهتمام بالمواطنين للاقتراب من مستويات الدخل في الاتحاد الأوروبي بالنسبة للشبان الآخذ عددهم في الزيادة· ويمكن أن تتدهور المشكلة في الوقت الذي ينتقل فيه البعض من الريف إلى المدن بحثا عن فرص العمل· وتابعت ''لا يوجد في تركيا مواطنون يعيشون في أكواخ من الصفيح مثلما في ريو البرازيلية· الفقر ليس واضحا بهذه الصورة في المدن لأنه مختبئ في القرى''· ولكن رأي بعض الناخبين في أولوس كان طيبا في حزب العدالة والتنمية· فقال ميكائيل أوزتورك الذي يدير متجرا صغيرا للأثاث مع والده ''التحسن متوسط ولكننا نشعر به حقا· كانت الأمور أسوأ كثيرا خلال أزمة (2001) وأتذكر أننا لم يكن لدينا عمل لمدة ثلاثة أشهر متواصلة·'' وقال أنهم يعتزمون توسيع أعمالهم في الوقت الذي يتلقون فيه المزيد من الطلبات مضيفا أنه سيصوت لصالح حزب العدالة والتنمية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©