الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العالم يخوض «لعبة خطرة» في مواجهة الاحتباس الحراري

العالم يخوض «لعبة خطرة» في مواجهة الاحتباس الحراري
13 ديسمبر 2011 22:22
تُعد “المنظورية” واحدة من بين العديد من الألعاب التي تم فيها التوصل في العقد الماضي لوضع تصور لموضوع الاحتباس الحراري. وخلال سير هذه اللعبة يُعطى اللاعبون فرصة التحدث لبعضهم البعض للحد الذي يمكن فيه عقد الصفقات. ويعود تاريخها للعام 2007 عندما اخترع هانز كيجزر مدير المخاطر الهولندي لعبة طاولة صُممت لتُلعب مرة واحدة في العمر. وفيها تتنافس الفرق لتغطية الطاولة بمحطات الطاقة ومحارق الفحم ومزارع الرياح، مع إمكانية التفاوض مع بعضها خلال جولات اللعبة. وقام هانز ورفاقه بجلب هذه اللعبة لطلاب “جامعة كامبريدج” ولمدراء شركة “شل” وحتى العاملين غير الباحثين عن الأرباح في بانجلور الهندية التي يوجد فيها عدد من الأفراد الذين يعكسون الكثير من أنماط السلوك التي لاحظها هانز منذ اختراعه لها. ويقول هانز من مقر عمله في شركة “دي أس أم” لصناعة الفيتامينات والبنسلين في هولندا “ما نراه في اللعبة هو تماماً الشيء المتوقع رؤيته في الواقع، وفي مواجهة عدم اليقين والمعلومات غير الكافية وعدم وضوح القوانين، بدأ الناس في الدخول في نمط تنافسي ومحاولة خداع كل منهم الآخر. أما خلال سير اللعبة وفي كثير من الحالات تبدأ مجموعة اللاعبون في فهم بعض الآليات التي ترمي إليها، لكنهم غير قادرين على التواصل أثناء جولات المفاوضات بالطريقة التي تمكنهم من الاستماع لبعضهم البعض ما يخلق الكثير من عدم الثقة”. وللحصول على أكبر قدر من محتويات الطاولة يتم التنافس عبر جمع النقاط. وكلما كان الفريق أكثر تعاوناً كلما جمع أكبر عدد من النقاط، لكن لم يحقق أي فريق الحد الأقصى من النقاط حتى الآن. ويضيف “يحاول البعض كسب ثقة الآخرين الذين في المقابل يخيبون ظنهم لحد كبير”. وبالحديث عن تخييب الظن، صادف اختراع لعبة “المنظورية” في العام 2007 حل الصين محل أميركا كأكبر ملوث في العالم، كما صادف الذكرى العاشرة لاتفاقية “كيوتو” الدولية التي تهدف للحد من الانبعاثات الكربونية والتي فشلت في إقناع الصين بالتوقيع عليها مبررة ذلك بعدم مسؤوليتها عن الانبعاثات التي خلفتها أميركا ودول الغرب خلال قرن من الزمان، وكذلك رفض أميركا للتوقيع ما لم توقع الصين. وأدرك المجتمعون في جزيرة بالي الإندونيسية في ذلك العام أن التصدي للانبعاثات الكربونية يتطلب التزام المزيد من الدول غير تلك الـ37 الموقعة على “بروتوكول كيوتو”. كما اقترحوا نموذجاً أطلقوا عليه اسم “ناما” وهو برنامج الحد المناسب من الانبعاثات لكل دولة على حدة. وباقتراب حلول موعد انتهاء صلاحية اتفاقية “كيوتو” في ديسمبر المقبل حيث لا يبدو في الأفق القريب توفر اتفاقية بديلة لها، ترحب دول مثل الإمارات العربية المتحدة بشدة بتبني ذلك النموذج لتعمل على تحديد أهدافها بنفسها. أما الدول الغنية التي تتطلع لمزارع الرياح ومحطات الطاقة الشمسية الكبيرة، فيترتب عليها توفير المال اللازم لمقابلة تكاليف الانبعاثات أو إقناع دول أغنى منها لتدفع بدلاً عنها. واتفق المسؤولون في ديربان هذا الشهر على خريطة طريق يتم بموجبها عقد اتفاقية توقع خلال العام 2015 وتدخل حيز التنفيذ اعتباراً من 2020، تشمل للمرة الأولى كل الدول للمشاركة في الحد من الاحترار العالمي والذي يرى العلماء ضرورة عدم تجاوزه لأكثر من 2 درجة مئوية، لتفادي وقع الأضرار البالغة على إنتاج المحاصيل الغذائية ومستويات البحر التي تهدد الدول الصغيرة الواقعة على الجزر والفيضانات التي تتكرر من وقت إلى آخر، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية الأخرى. ولا يزال التفكير الهادف إلى إنشاء خطة في غضون الخمس سنوات المقبلة بعيداً عن حقيقة إلزام الدول بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. ودافعت العديد من الدول بما فيها الإمارات العربية المتحدة عن تمديد “بروتوكول كيوتو” والذي حدث بالفعل قبيل نهاية المؤتمر ليتم العمل به إلى ما بعد 2012. ويُذكر أن اللغة المستخدمة في مثل هذه المواقف تعكس نفس أنواع السلوك البشري الموجودة في لعبة “المنظورية”. ويقول تيم جروسر، رئيس وفد نيوزيلندا في محادثات جنوب أفريقيا، “نحن في حاجة إلى العودة لأوطاننا وإخطار شعوبنا بأننا لسنا الوحيدين الذين يبذلون الجهد من أجل المناخ، وليس من الممكن نشر وجهة النظر العامة إذا اقتصر الحوار على أشخاص محددين دون غيرهم”. وبينما هذه اللعبة هي واحدة من بين عدد من الألعاب التي تحقق فيها وضع تصور معين لقضية الاحتباس الحراري في العقد الماضي، إلا أن فشل مجموعة اللاعبين في تخصيص الموارد يعود تاريخه إلى اليونان القديمة عندما تمت الإشارة إلى المشكلة في أعمال أرسطو و ثيوسيديدز. ومنذ ذلك الحين حددت نظرية اللعبة اسم لهذه المشكلة وهو “مأساة الملكية المشاعة”. نقلاً عن: «ذي ناشونال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©