واشنطن- ''رويترز، ا ف ب'': قال تقرير جديد لمجلس الشيوخ الأميركي مساء أمس الأول: إن وكالات الاستخبارات الأميركية حذرت إدارة الرئيس جورج بوش قبل الحرب ضد العراق من أن تنظيم ''القاعدة'' وإيران قد يستغلان الغزو الأميركي لتوسيع نفوذهما في المنطقة· واستغل الديمقراطيون في الكونجرس التقرير الذي أعدته اللجنة المعنية بالشؤون الاستخباراتية التابعة ل،''الشيوخ'' كدليل واضح على أن بوش ومساعديه تجاهلوا تحذيرات عن فوضى يمكن أن تحدث عقب الغزو الأميركي للعراق·
وقال السناتور جون روكفيلر وهو ورئيس اللجنة: ''التقرير يوضح أن وكالات الاستخبارات حذرت الإدارة بشكل كاف من المصاعب التي قد نواجهها إذا اتخذ قرار خوض الحرب''· وقال عضو اللجنة الجمهوري السناتور كريستوفر بوند من ميزوري: إن التقرير نظر للوراء بشكل انتقائي للغاية، وشكك في نتائج التقرير·
وقال تقرير مجلس الشيوخ: إنه في يناير 2003 تكهنت الاستخبارات الأميركية بأن ''القاعدة'' ستحاول على الأرجح استغلال أي فترة انتقالية بعد الحرب في العراق ونقل الأساليب التي استخدمتها في أفغانستان خلال العام المنصرم لشن عمليات بأسلوب الكر والفر ضد الجنود الأميركيين، وتوصلت الاستخبارات الأميركية إلى أن ''بعض الإسلاميين المتشددين في العراق قد يستفيدون من الزيادة في التمويل والمساندة الشعبية، وقد يحبذون شن هجمات إرهابية ضد القوات الأميركية في العراق''·
وأفادت وثائق الاستخبارات عام 2003 بأن ''بعض العناصر في الحكومة الإيرانية قد تقرر أيضاً محاولة مواجهة الوجود الأميركي في العراق بعنف''· وحذرت الوثائق أيضاً- التي قال التقرير: إنه جرى توزيعها بشكل موسع في الإدارة الأميركية- من أن هناك ''فرصة كبيرة لأن تتورط جماعات محلية في العراق في صراع عنيف فيما بينها''·
وصدرت نتائج التقرير بعد يوم من تمرير الكونجرس الأميركي المنقسم على نفسه لمشروع قانون يوفر 100 مليار دولار لتمويل حرب العراق، في الوقت الذي تعهد فيه الديمقراطيون بمواصلة المساعي لإقناع بوش بسحب القوات الأميركية من العراق·
وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب والمعارضة للحرب ضد العراق وهي من الديمقراطيين: إن تقرير الشيوخ لم يكن مفاجئاً، وتابعت للصحفيين: ''الرئيس بوش أراد الذهاب للحرب في العراق بأسوأ طريقة ممكنة وهو ما فعله''·
ودافع بوش في رد على سؤال للصحفيين مساء أمس الأول عن تقارير تفيد بصدور وشيك لوثيقة مجلس الشيوخ عن قراره بغزو العراق والإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، وصرح بوش: ''قبل الذهاب للعراق جرى تحذيرنا من عدة أمور، وبعضها حدث وبعضها لم يحدث، بالتأكيد عندما اتخذت قراراً مهماً مثل هذا وازنت بين المخاطر والمكاسب وراء أي قرار يتخذ، أعتقد تماماً أن العالم أفضل دون صدام حسين في السلطة''·
عدد اليوم
