الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أمازون دوت كوم» تتجه بقوة للعمل في مجال الحوسبة السحابية

«أمازون دوت كوم» تتجه بقوة للعمل في مجال الحوسبة السحابية
2 ديسمبر 2012
في غضون سنوات قليلة ربما يتضح أن ما قامت به شركة أمازون دوت كوم من قضاء مبتكر على كل من نشر الكتب وبيعها بالتجزئة بالطرق التقليدية، ما هو إلا مقدمة لخطة أكبر تعتزم الشركة تنفيذها تتمثل في تمكين أي شخص على كوكب الأرض من الاستفادة من حجم هائل من القدرة الحاسوبية. حين تبث شركة نتفليكس عروض أفلام وتلفزيون، فهي تستخدم كمبيوترات أمازون لتوصيل العروض إلى 26 مليون عميل. وتقوم شل أويل بمعالجة حجم ضخم من البيانات الجيولوجية للآبار الجديدة عن طريق استخدام ماكينات أمازون. ويشتري ملايين الناس في نيجيريا وكينيا سيارات على شبكة الإنترنت عن طريق شركات محلية تستخدم خوادم أمازون في كاليفورنيا وأوروبا. قامت أمازون دوت كوم التي طورت ثم هيمنت على تجارة التجزئة على شبكة الانترنت ثم دخلت في صناعة نشر الكتب بابتكارها كيندل قارئة الكتب الإلكترونية، في هدوء ببناء مصفوفات ضخمة من أجهزة الكمبيوتر، تستخدمها آلاف الشركات في إدارة أعمالها. ومن خلال تقديمها خدمة منخفضة التكلفة تتمثل في إمكانية الاستعانة بقدرة حاسوبية هائلة تسمى الحوسبة السحابية، استطاعت أن تغير الطريقة التي تعمل بها الشركات الكبيرة والصغيرة على السواء. مركز البيانات استفادت الشركة كثيراً بمركز البيانات الذي أنشأته، والذي يسمى خدمات أمازون، على الشبكة العنكبوتية أو ايه دبليو إس. ومن خلال تقليص تكاليف الحوسبة لم تكتف أمازون بتمكين الشركات بنمو أسرع من ذي قبل بل قلصت أيضاً من مخاطر بداية أي مشروع يحتاج إلى قدرة حاسوبية هائلة. فعلى سبيل المثال استطاعت انستاجرام شركة تبادل الصور المؤلفة من 12 شخصاً التي بيعت لفيسبوك بمليار دولار بعد افتتاحها بتسعة عشر شهراً، أن توفر نفقات وجهود إنشاء خوادمها الحاسوبية للتعامل مع ملايين الصور. وكذلك إي دي إكس برنامج التعليم العالمي على الانترنت من معهد مساشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد الذي لديه 120 ألف طالب يتلقون حصة دراسية واحدة معاً استعانت بخدمات ايه دبليو اس. كما تقوم أكثر من 185 وكالة حكومية أميركية، بإدارة بعض خدماتها على ايه دبليو اس. وقال اندرو آر جاسي رئيس خدمات ايه دبليو إس: “نحن متوجهون إلى تحول لا يقل عن طفرة التحول إلى شبكة الكهرباء، وهذا يحدث أسرع مما يتصوره أحد”. بدأ جاسي حوسبة أمازون السحابية عام 2006 بنحو ثلاثين موظفاً. ولا تكشف أمازون عن عدد موظفيها الآن في مركز خدمات ايه دبليو اس غير أن موقع الشركة على الشبكة يشير إلى أن به أكثر من 600 وظيفة. دخلت أمازون المجال من خلال تأجير فائض قدرة الحوسبة التي أنشأتها لتدير عمليات تجارة التجزئة التي تخصها عبر شبكة الانترنت. وعلى الرغم من أن أمازون هي التي بادرت أولاً بفتح هذا المجال إلا أنها الآن ليست الشركة الوحيدة في الساحة. فالشهر الماضي أطلقت جوجل خدمات مماثلة تسمى “جوجل للحوسبة السحابية” بشركة علوم حياتية تستخدم قدرة ما يعادل 700 ألف قلب حاسوبي شبه موصل في وقت واحد. كما دخلت مايكروسوفت هذا المجال بما يسمى “ويندوز ازور”. خدمات الإنترنت فهناك مركز بيانات واحد يستخدم لخدمات الإنترنت، يشمل نظام ازور في شيكاجو، تبلغ مساحته نحو 10 أفدنة أو 4 هكتارات. ولأغراض التنافسية لا تفصح أمازون عن الكثير فيما يخص خدمات إيه دبليو اس. ولا تفشي إيرادات هذا المجال في تقاريرها المالية. غير أن لدى خدمات ايه دبليو اس ثلاثة مراكز كمبيوتر عملاقة في الولايات المتحدة يتألف كل مركز منها من بضعة مبانٍ، وآلاف الخوادم. ولديها مراكز أخرى في كل من اليابان وايرلندا وسنغافورة والبرازيل. وتسارع معدل توسعها، حيث قامت ببناء أربعة مراكز بيانات عام 2011، ويعتقد أنها تبني حالياً عدداً مماثلاً من المراكز. ويطمح بيزوس إلى بناء منشآت حوسبة سحابية مشابهة لحكومات أخرى. ومن غير المعلوم ما هو إجمالي حجم المنشآت، غير أن جاسي قال إن أمازون تضيف يومياً إلى سحابها ما يساوي إجمالي القدرة الحاسوبية التي كانت لدى أمازون عام 2000. ويقول أحد المصادر العليمة إن ما لدى مركز واحد فقط من مراكز بيانات أمازون العشرة في منطقة شرقي الولايات المتحدة من خوادم مخصصة للحوسبة السحابية يفوق ما لدى راكسبيس شركة السحاب العام التي تخدم 180 ألف شركة بما لديها من خوادم، يزيد عددها على 80 ألف خادم. خفض التكلفة وما يشجع هذا النشاط هو انخفاض تكلفة الحوسبة، فمن خلال الاستعانة بأمازون لم تضطر شركة تشيج التي تبيع كتباً دراسية على الإنترنت أن تنفق على شراء خوادم خاصة بها لمعالجة ذروة الحمل التي تأتي خلال موسم العودة إلى المدارس، ففي وسعها استخدام التمويل في توسيع نشاطها. كما دفعت شركة (سبيجل تي في) الألمانية إلى مركز إيه دبليو إس لإصدار نسخ رقمية لعشرين ألف برنامج، وهو ما تكلف ما كان لسبيجل أن تدفعه مقابل الكهرباء التي تشغل خوادمها. وهذا بدوره يتيح إنجاز الأعمال بشكل أسرع. فبعد أن استخدم أحد البنوك الإسبانية ايه دبليو اس لتقليص تحليل مخاطر الائتمان من 23 ساعة إلى 20 دقيقة لم يكتف موظفو البنك بذلك وذهبوا إلى بيوتهم بل زادوا من أعمالهم، حسب جاسي الذي قال إن هناك درساً مستفاداً من ذلك يكمن في “أنه حين يحصل البشر على أدوات الإنتاجية فإنهم لا يعملون أقل بل يشتغلون أكثر”. تقوم شركة جودراتا المتمركزة في سان فرانسيسكو بتحليل بيانات من 6 آلاف شركة بالاستعانة بمركز خدمات ايه دبليو اس لاكتشاف أشياء مثل أكثر الأصناف مبيعاً وأكثر الشركات نشاطاً. وقال رومان ستانيك رئيس تنفيذي جودراتا: “قبل ذلك كان يلزم كل شركة خمسة أفراد على الأقل لكي يؤدوا هذه المهمة، يعني 30 ألف فرد إجمالاً. أنا أفعل ذلك باستخدام 180 فرداً. ولا أدري ما الذي سيفعله كل أولئك الأفراد الآخرين الآن، في الإمكان استخدامهم في مهام أخرى، إن الأمر مربح للجميع”. ويتمثل العنصر الآخر الذي يشجع الشركات في تنامي استخدام أجهزة المحمول التي تخزن بياناتها بصورة متزايدة في السحاب. فهناك 730 مليار هاتف ذكي وكمبيوتر لوحي مستخدمة حالياً في العالم. وكون هذه الأجهزة عبارة عن كمبيوترات فإنها تستخدم أدوات بحث وتطبيقات تحميل داخلية تعمل من ثم في بيئة سحابية عامة ضخمة مثل مركز خدمات ايه دبليو اس. وقال ايرس هولزلي نائب أول رئيس البنية الفنية الأساسية في جوجل: “هذا عالم يكون جهاز كمبيوترك في جيبك ويكون هو نفسه في حجم العالم بكامله”. وأضاف: “يتناغم الهاتف دائماً مع السحاب ويهضم معلومات جديدة”. إن الكمبيوتر العالمي الحقيقي على حد قوله عبارة عن بضعة سحب ضخمة ثم مليارات الأجهزة المتفاعلة معها. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» وتعتبر كل تلك البيانات التي تجري خلال سحاب أمازون ذات قيمة أيضاً. فالناس يتركون بعض البيانات عن أنفسهم يقوم آخرون بتحليلها. في أي وقت معين توجد في مركز ايه دبليو اس حوالى مليون استخدام لقاعدة بيانات قوية تسمى ايلاستيك مابرديوس تستخدم في التكهن بعادات المجتمع. يقترح بعضها عرض فيلم جديد أو لعبة فيديو بينما يقوم البعض الآخر بتسجيل سلوكيات للإعلان أو سابق صحيفة ائتمان وهكذا. يذكر أنه يجب أن تسمح الشركات أولاً بتحليل بياناتها. إن كفاءة هذه البيئة المحتوية على دراية فائقة بالمعلومات تعيد بالفعل توفير وظائف عديدة وربما تقلص وظائف أكثر. قال مراهام سبنسر أحد شركاء جوجل فينتيرز التي تستثمر في شركات بادئة كثيفة البيانات تعتمد على حوسبة منخفضة التكلفة من جوجل وأمازون: “في وسعك الآن اختبار منتج على ملايين المستخدمين مقابل بضعة آلاف الدولارات فقط أو بداية شركة بشخص واحد أو اثنين”. وأضاف: “إنه تغير هائل لوادي السليكون”. اليوم تشمل مشاريع استهلاك البيانات منخفضة التكلفة شركات تحصل على بيانات متاحة للجميع أو تدير تأمين محصول ما، غير أن سبنسر يرى أنها ستشمل مستقبلاً صانع أثاث يستخدم معلومات الجو من البرازيل في التكهن بأسعار الخشب. وقال: “الرعاية الصحية والماليات والتعليم، سوف نمر بذلك كله صناعة تلو أخرى”. وقال خبراء إن مركز خدمات إيه دبليو إس يوفر فرصاً رابحة للشركات، لكنه أيضاً فلسفة تمكن أناس آخرين من بناء منظوماتهم. وهذا ما سيجعل أمازون تحدث تغييراً ملموساً في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©